رئيس التحرير
عصام كامل

وحتى يترك الساحة مرفوع الهامة!


إذا كان للنجاح أسبابه ومقوماته فإن للفشل أيضًا بواعثه ودواعيه.. ولا شيء يدوم.. ما له بداية فلا بد له حتمًا من نهاية.. والعبرة دائمًا بالخواتيم. في كل تجارب النجاح هناك دروس مستفادة وتقويم ودراسة؛ ذلك أن الحضارة الإنسانية حلقات ينبني بعضها فوق بعض؛ والأمم الحية هي التي لا تضيع فرص نجاحها في تجربة ما هو مجرب ولا إعادة اختراع العجلة بل استخلاص آخر ما توصل إليه العقل البشري من إبداع وعبقرية للبناء عليه لملاحقة مستجدات كل عصر وتلبية حاجات كل وقت..


وربما كان الوصول لقمة النجاح بامتلاك مقومات الصعود أمرًا ميسورًا إذا ما قورن بالحفاظ على تلك القمة والتربع على عرشها بجدارة واستحقاق.. ومهما يبلغ الإنسان من درجات العبقرية والنبوغ والتفرد فإن ثمة لحظة مناسبة لا بد عندها من الاكتفاء بما حققه في موقعه من نجاح ليتيح الفرصة لغيره وحتى يترك الساحة مرفوع الهامة، ممدوحًا في الذاكرة، محببًا إلى القلوب.

هكذا تقول لنا تجارب النجاح والسير الذاتية للعباقرة الخالدين في شتى المجالات.. أما الاستسلام لغواية التأبيد والتوحد بالمنصب أو الموقع فذلك أولى درجات الانهيار والسقوط وضياع ما حققه الشخص الناجح في مجاله وموقعه.
الجريدة الرسمية