مع ما يتردد من تعثر أو بطء في تقدم القوات الروسية، ومع تحول القصف إلى مبان سكنية، بدأت المفاوضات تتحول إلى القضايا الجوهرية، عبر التحاور الإلكتروني..
طلبت الصين تفسيرا من أمريكا بشأن ما كشفت عنه الوثائق التى عثر عليها الروس في أوكرانيا خاصة بالمعامل البيولوجية الجرثومية والفيروسية، وتمويل أمريكا لهذه المختبرات..
رغم الأهمية النسبية للملفات الثلاثة الأساسية، وهي حرب الإرهاب، وحرب الأمن السيبراني، وحرب الأوبئة، الإ أن الملف الأخير، يسبق فى الخطورة وفى الدلالات المرتبطة بملف تأجير الارهابيين وتمويلهم..
تريد أمريكا الآ يخرج الرئيس الروسي بوتين منتصرا من هذه الحرب، لكنها لا توافق على القتال مع الجيش الأوكراني، لا هى ولا أي دولة أوروبية، وحظرت إستفزاز روسيا، منعا للتصعيد..
لم يخدع الغرب رئيس أوكرانيا، فمنذ حملة التحريض له لمواجهة موسكو، كان هنالك خط اعلامى مواز يقطع له ولروسيا بأن الناتو لن يحارب روسيا في أوكرانيا، لا برا ولا جوا ولا بحرا..
من يجرؤ على مناطحة أمريكا البلطجي الأول في العالم.. لقد جيشت الدنيا كلها علي الإدارة الروسية، بسبب غزوها لأوكرانيا، رغم أن أوكرانيا ما كانت لتجرؤ على استفزاز روسيا الإ بتحريض من واشنطن..
الكرملين برر البطء في العمليات أمس بأنه استجابة لفكرة التفاوض في مينسك أو المجر مع الحكومة الأوكرانية، ولما تراجعت كييف، أمر بوتن بهجوم متعدد المحاور علي العاصمة كييف..
ربما يكون من المفيد الآن إعادة طرح سؤال جوهرى سبقت الإجابة عليه، فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الروسية العالمية، وهو ماذا تريد روسيا من أوكرانيا بالضبط؟
جرت المناورات الاستراتيجية النووية تحت اشراف الرئيس بوتين وبحضور حليفه البيلاروسي، فى غرفة، يطالعان منها على الهواء الصواريخ الباليستية وكروز، ومناورات الغواصات في البحر الأسود..
أمس كان موعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا حسب التوقيت الاستخباراتي الامريكي، ولم يقع الهجوم، بل بالعكس أعلنت روسيا سحب وحدات إلى قواعدها من القرم، وتنفس العالم الصعداء..
يتباهى بايدن بمواجهة ناجحة وسريعة مع كورونا، وبتحقيق معدلات نمو وتشغيل، ووظائف، لكن قدراته على الأداء في مواجهة أزمة عسكرية سياسية منذرة بخطر حرب نووية تضعه تحت الإختبار..
وبعيدا عن المناصب فإن ضيفك هو موضع حفاوتك بالطبع فهل كان ماكرون ضيفا علي بوتين بصفة وسيط لحل الأزمة مع أوكرانيا وأمريكا؟
أبرز ما جاء فى البيان المشترك إظهار حاجة البشرية إلى إعادة توزيع القوة، ووجود تعددية قطبية بفعل التقدم التكنولوجي والاقتصادى الملحوظ، فهذين التطورين لم يعودا حكرا على نصف الكرة الغربى..
المعروف أن الولايات المتحدة باتت تصنف الصين لا روسيا العدو الرئيسي، الذي طورقدرات تكنولوجية وعسكرية ضخمة ناهيك عن الطفرة الاقتصادية والتمدد الاستثمارى في القارة الافريقية..
رغم إعلان البيت الآبيض والرئاسة الأوكرانية أنه ليس صحيحا وقوع خلاف بين الدولتين أثناء الاتصال التليفونى، الإ أن مصادر من داخل أوكرانيا ومن داخل واشنطن أكدت حدوث هذا الاختلاف..