عندما وُلدت مريم بإعاقة سمعية، كان الطريق المرسوم أمامي واضحًا في نظر المجتمع: لغة الإشارة هي الحل، ومن لا يسمع لا يمكن أن يتكلم.. هكذا قالوا، وهكذا ساروا. لكنني رفضت أن أكون مجرد تابع..
نحن نتكلم كثيرًا لأننا نخاف أن لا يُفهَمنا أحد. نخاف أن تُشوّه صورتنا، أن نُظلَم، أن نُساء فَهمنا. فنظل نكرر، ونوضح، ونرفع صوتنا.. ثم نتعب، ونبكي، ونتساءل: لماذا لم يفهمني أحد؟
الإغراق في الفضول.. والسؤال عن كيف.. ومتى.. وأين.. لن يؤدى إلى نتيجة ولن يغير من النهاية. ونهايتك لن يغيرها إلا عملك. قلبك وما يضمر.. وقدمك وما تسعى.. هما طريقك إلى جنتك ونارك.
في البداية، الحب بيبقى زي نهر جاري، الكلام مبيخلصش، الضحكة الحلوة جاية من القلب، والأسئلة مالهاش آخر: كنت بتفكر في إيه؟، حلمت بإيه النهارده؟، مالك ساكت؟، لكن مع الوقت، الحاجات دي بتبدأ تقل..
صار أكبر همنا أن نشعر بالراحة ولو قليلاً، كل اللحظات التي كسرتنا وصمدنا فيها، كل الأوجاع التي أخفيناها خلف ابتساماتنا جعلتنا أكثر وعياً ونضجاً، نحن لا نكبر بالعمر يا سادة، نحن نكبر بما نخسره في دواخلنا
الكلمة التي تخرج من أفواهنا قد تكون بلسماً أو سهماً. الحكيم هو من يُدرك أن كثرة الكلام لا تخلو من الزلل، فيحفظ شفتيه، ويتحدث بحساب..
لا تؤثر الكلمات فقط على عواطفنا أو علاقاتنا، بل أيضًا على صحتنا الجسدية، فالتفكير السلبي واستخدام الكلمات السلبية بشكل متكرر يمكن أن يزيد من إفراز هرمونات التوتر في الجسم مما يؤثر على صحة الجهاز المناعي
يحتاج المرء للتفكير قبل الاندفاع في الرد على من يحاوره، فالكلمة كالسهم إذا خرجت لا تعود إلا بأحد أمرين؛ إما أن تنفتح لها القلوب أو تنغلق دونها وتنقطع السبل بصاحبها فينبذه الناس وينفضون عنه..
ظللت لعدة أيام أتأمل في مصطلح الكلمة، وأهميتها في حياة الإنسان، وتأثيرها في مصيره، بل انتقلت من الخاص إلى العام لأتأمل في أهمية الكلمة في حياة الشعوب والمجتمعات، وتحديد مصير الدول..
ينبغى أن يدرك الناس في المجتمعات العربية والإسلامية جلال اللغة العربية وجمالها، وعلو شأنها ومنزلتها، وكريم فضلها ورقّة طباع أهلها، فهي لغة القرآن الكريم، الذي تكفل الله بحفظه وبيانه
من يحبذ السكوت ويراه أفضل وأكثر أمانا لا يعيش وحده في عالمنا وإنما يعيش معه من يحبذ الكلام، سواء كان كلاما يستند إلى معلومات دقيقة أو كان كلاما مكذوبا ويختلق شائعات..
ولم تستثن المجلة الإشارة لمواقع التواصل الاجتماعي ومدى التعلق بها، والكتابة عليها من أجل ابداء الرأي والتعليق، وكذلك قياس النجاح من خلال عدد المتابعين ومشاهدات الفيديو ومعدلات الانتشار بالملايين
أتذكر ترنيمة قلت عليك أن أنت نسيني في تلك المواقف التي كنت أظن الله فيها بعيداً عني ولا يهمه أمري، ولا تشغله صرخات قلبي المكتومة، لكنه يسرع ليعيني ويخلصني من ضيق العالم..
أوقات بنقدم كل اللي في ايدينا للي قدامنا واللي قدامنا جايز ما بيقدرش كل ده كأن اللي بنقدمه ده فرض علينا مش علشان محبتنا فيه بنقدم له كل اللي عندنا من غير ما نننتظر مقابل..
تبدو الكلمات صعبة النظم.. وربما تفتقد للجمال والتناسق.. لكنها تتحول بعد أن تخرج من تحت يديه إلي شئ آخر يختلف عن النص المكتوب.. فتستمع إليها وتستمتع بها وتدب فيها روح جديدة!