رئيس التحرير
عصام كامل

سر من التاريخ.. وثائق اغتيال مبارك سبب الحرب الدائرة بين السودان وإثيوبيا

مبارك
مبارك
السودان يدفع بحشود عسكرية على الحدود الشرقية مع إثيوبيا، عنوان خبر بات يتكرر بشكل يومى فى ظل تصاعد الأوضاع بين القوات المسلحة السودانية من جهة، وميلشيات عصابات الفشتة المدعومة من الجيش الإثيوبي بهدف الاستيلاء على أراضى الفشقة السودانية.


الأزمة الحدودية ودفع إثيوبيا بهذه الميلشيات للسيطرة على الأرض الخصبة فى الفشتة السودانية بدأ مع موسم حصاد 1995 حينما داهمت المنطقة بمباركة من نظام الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، ومارست فى المنطقة شتى أنواع الفساد من نهب وحرق للآلات الزراعية، وترويع أصحاب الأرض، واستولت عليها تزامناً مع حصادها.

اغتيال مبارك وأرض الفشتة 

ومنذ ذلك التاريخ يتساءل الشعب السودانى عن سر غض طرف الرئيس المعزول عن هذه المنطقة، بدرجة وصلت منحه جنسيات لهذه العصابات وتمكينهم من أراضى وطنه، المفاجأة فى الأمر والتى كشفها لـ"فيتو" الناشط السودانى برمة سعد أحمد، من القضارف والتى تشهد حالة الاحتراب، أن السبب الرئيسي لبداية الأزمة يعود لمنتصف عام 1995، حينما شاهد السكان المحليون تدفق هذه العصابات بشكل لافت وسط صمت مطبق لنظام الخرطوم.

وثائق اغتيال مبارك 

وأشار برمة، أن بداية الزحف جاءت مباشرة عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل حسنى مبارك، فى أديس أبابا يوم 26 يونيو 1995، لافتا إلى أنه منذ ذلك التاريخ تحصلت إثيوبيا على أدلة موثقة وتسجيلات بشأن تورط البشير فى تدبير وتمويل عملية اغتيال مبارك، واستغلت أوراق القضية فى ابتزاز النظام السوداني وقتها ومساومته على أراضى الفشقة مقابل التكتم على الأمر وعدم تقديم ما لديها من أدلة تحمل كامل التفاصيل عن تورطه فى الواقعة.

جرائم دارفور 

وتابع، بعدها بدأت العصابات الإثيوبية في التدفق على المنطقة خلال عهد البشير، ومع تورطه فى جرائم الحرب بدارفور ومطالبات الجنائية الدولية باعتقاله، وجدت إثيوبيا فرصة جديدة لمساومة البشير على وضعه داخل الاتحاد الأفريقي لما تملكه من نفوذ داخل الاتحاد الذي يقع مقره فوق أراضيها، وظلت ملفات الابتزاز مستمرة ضد مجرم الحرب المتورط فى محاولة اغتيال رؤساء وعمل على إبادة شعبه، حتى أنه وصل به الأمر لمعاونة إثيوبيا فى بناء سد النهضة وتسويقه إعلاميا على أنه يجمل الخير للسودان مستغلا انشغال مصر الداخلى بعد ثورة 25 يناير.

تورط الجبهة الإسلامية 

وحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" فى 20 مايو 2002، وعبر شريط فيديو حصلت عليه فيه اعترافات ثلاثة ممن شاركوا فى المحاولة التى تمت بالتنسيق بين الجهاد والجماعة الإسلامية وهم، صفوت حسن عبدالغنى، وكنيته "فيصل"، وعبد الكريم النادى، وكنيته "ياسين"، والعربى صديق حافظ وكنيته "خليفة".

 وكشف صفوت حسن عبدالغنى، أن  الجماعة الإسلامية فى مصر عندما قررت اغتيال مبارك عرضت اللجنة المختصة بالجماعة الفكرة على "الجبهة الإسلامية" بالسودان، والحكومة السودانية وجهاز الأمن فرحبوا، ووجدنا منهم دعما تمثل فى توفير الأسلحة، وإعطاء غطاء آمن والتمويل لإيجار البيوت، ومساعدة الجبهة لنا كانت فى توفير الأسلحة، لكن العملية تمت بأفراد الجماعة فقط.
الجريدة الرسمية