رئيس التحرير
عصام كامل

على حافة الانهيار.. منزل الزعيم عبد الناصر بأسيوط ١٢٠ عامًا من الصمود رغم التجاهل والإهمال | صور

منزل الزعيم جمال
منزل الزعيم جمال عبد الناصر
تحل الذكرى الـ١٠٣ لمولد زعيم الأمة الرئيس جمال عبد الناصر والذي يعد الزعيم القومي الأول في تاريخ الوطن العربي بذكراه الخالدة ومواقفه الوطنية بين الجميع.


وُلد الزعيم جمال عبد الناصر في ١٥ من يناير عام ١٩١٨م بمنزل والده بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة ١٩١٩ وبرغم ذلك إلا أنه لم ينس يوما قط أصوله الصعيدية وعائلته العريقة التى تضرب جذورها في قلب الصعيد وخاصة محافظة أسيوط حيث موقع ولادة أبيه وأجداده فظلت في ذاكرته رغم انتقال أسرته للعيش بالإسكندرية ثم للقاهرة حتى وفاته. 

في قرية بني مر الصغيرة بمركز الفتح بوسط الصعيد وبمنزل من الطوب اللبن كان يملكه فلاح قوي يدعى الحاج حسين خليل سلطان جد الرئيس جمال عبد الناصر عادت أسرة الزعيم جمال للعيش فيه وهو طفل في عمر الـ٣ أعوام عام ١٩٢١م ونقل مع والده الإسكندرية مرة أخرى ومنها للقاهرة التى التحق فيها بالمدرسة الابتدائية وهناك أيضا بدأت بذور التخطيط للثورة الخالدة ثورة ٢٣ يوليو وكانت اجتماعات الضباط الأحرار بعيدا عن أعين البوليس السياسي واعين الملكية فحول الحفيد منزل جده البسيط لأحد أهم معالم الثورة، وحينما أصبح جمال عبد الناصر الناصر رئيسا لمصر زار منزل جده عدة مرات فكان قبلته طفلا وشابا وزعيما.




وبرغم الأهمية التى يحظى بها منزل الزعيم جمال عبد الناصر بمحافظة أسيوط إلا أنه أضحى مثالا واضحا في الإهمال والتجاهل من قبل المسئولين ورغم صموده طوال أكثر من ١٢٠ عاما منذ إنشائه إلا أن الشروخ والتشققات سيطرت عليه فاحتلت القمامة والمخلفات منزل الزعيم الذي طالما حارب الاحتلال والمحتلين وأضحى المكان ملاذا للحيوانات الضالة وقاب قرب قوسين أو أدنى من الانهيار والسقوط رغم ذكره في الإعلام عشرات المرات ومطالبات أهل القرية مئات المرات بترميمه والاعتناء به والاستفادة منه وتحويله لمزار سياحي يرفع من شأن القرية التى زارها آلاف الشخصيات السياسية العربية والأجنبية لرؤية هذا المنزل. 

منزل القائد جمال عبد الناصر في صعيد مصر شهد حقبة من أهم مراحل التحول لمصر والوطن العربي بالكامل حيث شاءت الأقدار أن يلتحق الحفيد جمال بعد تخرجه في الكلية الحربية بالخدمة العسكرية في المنطقة الجنوبية بقرية منقباد ليعود من جديد لقريته الصغيرة ولكن في زي ضابط جيش من الطراز الأول وهناك رافقه زملاؤه من الضباط الأحرار عبد الحكيم عامر وأنور السادات وجمال سالم والشافعي وعدد كبير منهم فقرر جمال أن يزور منزل جده الذي يبعد قليلا عن نقطة العسكرية وعن مدينة أسيوط. 

وبالفعل استقبل الجد الحاج حسين خليل حفيده الضابط ورفاقه بالمنزل وللهدوء الذي يسيطر على القرية البسيطة وحفاوة الاستقبال احب الرفاق زيارة المنزل واعتادوا على ذلك ومات جده هناك إلا أن الزعيم ظل يزور المنزل وحينما بدأ الضباط الأحرار التجهيز لثورة يناير اختاروا هذا المنزل فكان موقعا مميزا لعقد اللقاءات السرية هناك يدبرون ويخططون ويحددون العزيمة بين جدرانه البسيطة فكانت خير شاهدا على تغير التاريخ الحديث لمصر حولته من الملكية للجمهورية وحضر إليهم محمد نجيب الذي أصبح أول رئيس لمصر في عهد الجمهورية. 






لم تنته علاقة الضباط الأحرار بمنزل بنى مر حتى بعد تولى الرئيس عبد الناصر لقيادة البلاد فظل يزورها أكثر من مرة فأرسل إليها نائبه محمد أنور السادات حينما كان بزيارة رسمية لمحافظة أسيوط وأوصاه أن يزور المنزل ويسلم على أهله هناك، وحتى بعد وفاة الزعيم عبد الناصر زارها السادات حينما كان رئيسا برفقة الشافعى وبعض قيادات ثورة يوليو لتقديم واجب العزاء في الزعيم بمنزل العائلة وكررها أكثر من مرة وزارها أيضا الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حينما زار محافظة أسيوط.











تعرض المنزل في الآونة الأخيرة للشروخ والتصدعات من الداخل وبين الجدران، وشهد العام قبل الماضي محاولة من اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط السابق لترميم المنزل والحفاظ عليه من الهدم ولكن تم دخانه من الخارج فقط وإعادة إنارة الكشافات بالقرية ودهان أسوارها الأمامية وظل المنزل يواجه الإهمال بمفرده رغم كونه منزل أهم زعيم عربي على مر التاريخ فهدمت أجزاء منه ووضعت أمامه حواجز حديدية وتحذيرات للمواطنين خوفا على أرواحهم من أن ينهار على رؤوسهم. 


الجدير ذكره أن الزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة 23 يوليو لعام 1952 رحل عن عالمنا وتوفى عن عمر يناهز 52 عاما فى 28 من سبتمبر، 1970 تاركا خلفه سيرة عطرة ومحبة من أبناء الشعب المصرى والعالم العربى بأكمله.

الجريدة الرسمية