رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يعشق الضحية الجاني.. تعرف على أسرار مرض ستوكهولم

مرض ستوكهولم
مرض ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم هي إحدى المشاكل النفسية التي يتعرض لها من يتعرضون للاختطاف أن الاعتداء أو الاغتصاب، فيظهرون مشاعر إيجابية تجاه المختطفين أو المغتصبين، وبشكل خاص عندما يقضون معهم فترة زمنية، وهذه الأزمة النفسية لا يعترف بها كمرض نفسي حتى الآن.


وتعود تسمية هذا الاضطراب النفسي بهذا الاسم، إلى عالِم الجريمة والطبيب النفسي "نيلز بيجرو"، الذي صاغ مصطلح "متلازمة ستوكهولم" لشرح آثار عملية السطو على بنك في ستوكهولم في عام 1973.

ففي 23 أغسطس 1973، حاول شخصا يدعي جاك ايريك اولسون سرقة بنك نورمالمسترونج في ستوكهولم، وأثناء السرقة أخذ أولسون أربعة من موظفي البنك، وهم: - بريجيتا لوندبلاد ، وإليزابيث أولدغرين ، وكريستين إينمارك ، وسفين سافستروم - كرهائن.


في وقت لاحق، انضم كلارك أولوفسون، زميل الزنزانة السابق لأولسون ، إلى السرقة، وبقي الاثنان داخل البنك مع الرهائن الأربعة، ثم تطور الوضع إلى مواجهة استمرت ستة أيام مع الشرطة.

بعد الإفراج عن الرهائن، وجدت السلطات أنها طورت روابط عاطفية قوية تجاه خاطفيهم.

وأفاد الرهائن بأن أولسون وأولوفسون عاملوهما بلطف ولم يؤذيهما جسديًا، بل وصل الامر إلى أن دافعوا عن آسريهم ورفضوا الشهادة ضدهم، حتى أن أولسون أظهر مشاعر إيجابية تجاه الرهائن.


ويشير دكتور تيموثي ليج الطبيب النفسي الامريكي، إلى أن مصطلح متلازمة ستوكهولم هو اسم الاستجابة النفسية للخطف وسوء المعاملة، ويطور الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم ارتباطات إيجابية مع خاطفيه أو المعتدين عليهم.

وحتى الآن لا يفهم الخبراء تمامًا تشكيل الاستجابة بهذا الشكل، ولكنهم يعتقدون أنه قد يكون بمثابة آلية للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الصدمة.

يضيف دكتور تيموثي، أنه يمكن لأي شخص أن يصاب بمتلازمة ستوكهولم عندما يواجه تهديدات كبيرة لسلامته الجسدية أو النفسية، كما قد يطور الشخص المختطف علاقات إيجابية مع خاطفيه إذا كان لديهم اتصال وجهاً لوجه معهم.
أعراض التوحد عند الأطفال.. وأهم طرق العلاج
وإذا تعرض الشخص المختطف للإيذاء الجسدي من قبل خاطفه، فقد يشعر بالامتنان عندما يعامله المعتدي معاملة إنسانية أو لا يؤذيه جسديًا.

وقد يحاول الشخص المخطوف أيضًا استرضاء المعتدي من أجل تأمين سلامته. يمكن أن تعزز هذه الاستراتيجية بشكل إيجابي فكرة أنه قد يكون من الأفضل لهم العمل مع المعتدي أو الخاطف، وقد يكون هذا عاملاً آخر وراء تطور متلازمة ستوكهولم.

لكن الغالبية العظمى من الأسرى والناجين من سوء المعاملة لا يصابون بمتلازمة ستوكهولم.

الأسباب
يعتقد الخبراء أن متلازمة ستوكهولم يمكن أن تتطور للأسباب التالية:

الخاطف يعامل ضحاياهم معاملة إنسانية
يتمتع الأسرى والخاطفون بتفاعل كبير وجهاً لوجه، مما يوفر فرصًا للتواصل مع الضحايا.
يشعر الضحايا أن موظفي إنفاذ القانون لا يؤدون وظائفهم بشكل جيد بما فيه الكفاية.
يعتقد المخطوف أن الشرطة والسلطات الأخرى ليس لديها مصالحها الفضلى.
اكتشف أعراض الإصابة بمرض الفصام وطرق العلاج
الأعراض
يمكن أن تظهر أعراض متلازمة ستوكهولم بعدة طرق، والتي يوضحها دكتور تيموثي في السطور التالية:

إظهار اللطف أو التعاطف من خاطفيهم أو المعتدي عليهم
إظهار مشاعر إيجابية تجاه الفرد أو مجموعة الأفراد الذين يحتجزونهم أو يسيئون معاملتهم
يتبنون نفس الأهداف ووجهات النظر العالمية والأيديولوجيات مثل الخاطفين أو المعتدين
الشعور بالشفقة تجاه الخاطفين أو المعتدين
رفض ترك خاطفيهم، حتى لو أتيحت لهم الفرصة للهروب
تتكون لديهم تصورات سلبية تجاه الشرطة والأسرة والأصدقاء، وأي شخص آخر قد يحاول مساعدتهم على الهروب من وضعهم
رفض مساعدة الشرطة والسلطات الحكومية في مقاضاة مرتكبي الانتهاكات أو الاختطاف.

بعد الإفراج عن الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم، قد يستمر في الشعور بمشاعر إيجابية تجاه خاطفه، ومع ذلك، قد يعاني أيضًا من ذكريات الماضي والاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)..

العلاج
ويلفت دكتور تيموثي، إلى أن متلازمة ستوكهولم هي اضطراب نفسي غير معترف به، وليس لها تعريف موحد، ولذلك لا توجد توصيات علاجية رسمية لها.

ومع ذلك، يمكن أن يساعد العلاج النفسي والأدوية في تخفيف المشكلات المرتبطة بالتعافي من الصدمات، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

كذلك يمكن للطبيب النفسي أن يصف الأدوية التي قد تساعد في تخفيف أعراض اضطراب المزاج، مع مساعدة المريض على تطوير أفكاره ومحاولة فهم تجاربه والعمل من خلالها للخروج من هذه الأزمة النفسية.
الجريدة الرسمية