رئيس التحرير
عصام كامل

علامات استفهام حول غض طرف إسرائيل عن الجسر البري وجزيرة «تيران».. توعدت بالحرب في عهد «مبارك» وتشيد الآن.. وأغنية «سنمر في الظلام والنور رافعين علم إسرائيل بمضيق تيران» ت

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صمت تام من جهة إسرائيل حول إعلان مصر والسعودية إنشاء جسر بري يربط بين البلدين رغم تلويحها بالحرب في السابق حال تنفيذ هذا المشروع، إلا أن أكد البروفيسور الإسرائيلي والمقرب من الموساد الإسرائيلي، يورام ميتال، أن دولة الاحتلال لن تمانع في الوقت الراهن الخطوة المصرية السعودية.


وأكد ميتال أن مشروع بناء الجسر بين مصر والسعودية واجه في الماضي تحفظات إسرائيل، أما اليوم فلن ترفض تل أبيب تأسيسه في ظل التغييرات السياسية التي طرأت على المنطقة.

وفي حديثه مع صحيفة "هاآرتس" العبرية، أوضح البروفيسور الإسرائيلي أنه بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي لزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة، فإن هناك العديد من الآثار السياسية في ضوء رغبة الرياض في تقريب القاهرة إلى المحور السعودي فيما يتعلق بالنضال ضد إيران وخاصة على الجبهتين الرئيسيتين "سوريا واليمن".

وأشار معد التقرير في صحيفة "هاآرتس" جاكي خوري، إلى أنه لم يتضح بعد متى سيكون موعد بناء الجسر، أو ما المدة الزمنية التي سيستغرقها بناؤه أو حتى تكلفة المشروع.

ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فاجأ الجميع بتسمية الجسر على اسم الملك سلمان، موضحًا أن إعلان بناء الجسر قوبل بثناء كبير في مصر والسعودية لكونه سيحقق أرباحًا تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات سنويا.

إسرائيل اكتفت بالتذكير بدور جزيرة تيران في الصراع مع مصر، إذ قال الدبلوماسي الإسرائيلي، آلون بينكاس: إن جزيرة تيران، تعد جزءًا من التاريخ العسكري لإسرائيل، أصبحت اليوم رسميًا جزءًا من السعودية في إطار اتفاق ترسيم حدود مع مصر".

حرب 1967

ونشر الدبلوماسي الإسرائيلي جزء من أغنية كانت تذاع في إسرائيل في الأسابيع القليلة قبل حرب 1967، لرفع معنويات الإسرائيليين: "سنمر في الظلام والنور، رافعين العلم الإسرائيلي في مضيق تيران".

فيما ذكر الباحث الإسرائيلي في موقع "واللا" العبري بالأسباب السابقة التي دفعت إسرائيل لرفض الجسر في السابق من منطلق أن الجزيرتين "تيران" و"صنافير" لهما أهمية استراتيجية لأنه يمكنهما غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة وقال إنه في ظل التطورات التي شهدها النقل الجوي، كانت الملاحة الحرة وما زالت تشكل أهمية قصوى بالنسبة للاحتلال، موضحًا أن، منفذ إسرائيل إلى البحر الأحمر من جانب المصريين في عام 1955 وفي 1967 كان أحد الأسباب التي أدت في النهاية لاندلاع الحرب.

الجزيرتان جزء من "المنطقة ج" محددة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وشكل إغلاق مضيق تيران قبيل حرب 1967 صدمة كبيرة داخل دولة الاحتلال.

شهر العسل


وفي الوقت نفسه كانت زيارة العاهل السعودي الملك، سلمان بن عبد العزيز، إلى القاهرة موضع اهتمام في إسرائيل، ووصف المحلل الإسرائيلي، روعي كياس، الزيارة بـ"شهر العسل" لتسوية خلافات الرأي بين القاهرة والرياض.

وأشار المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشئون العربية، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحمس في استقباله للضيف المبجل، لافتًا إلى أن السيسي يريد الحصول على مساعدات اقتصادية تخرج بلاده من الوحل.

ورأي المحلل الإسرائيلي في تقرير نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الغرض الرئيسي من الزيارة هو حل الخلافات بين الجانبين حول الأزمة السورية والصراع بين القاهرة وأنقرة.

وقال إن المهرجان الإعلامي حول زيارة العاهل السعودي بلغ ذروته ظهر أمس الخميس، مع هبوط طائرته في مطار القاهرة.

واعتبر كياس، أن الزيارة تهدف إلى إظهار أن العلاقات بين القاهرة والرياض أفضل من أي وقت مضى.

انفراجة في العلاقات

وربطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بين زيارة العاهل السعودي، إلى القاهرة وزيارته المرتقبة إلى تركيا، معتبرة أن الزيارتين تأتيان ضمن محاولة المملكة التقريب بين القاهرة وأنقرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ستكون المحطة القادمة للعاهل السعودي بعد زيارة القاهرة إلا أنه لم يتضح بعد أن كانت زيارة سلمان إلى تركيا ستؤدي إلى انفراجة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

ورأت الصحيفة أنه في ضوء محاولات القاهرة والسعودية للتواصل إلى تفاهمات وافقت مصر على إجراء محادثات مع حماس رغم العداء بين الجانبين.

وتابعت الصحيفة أن هناك أمثلة أخرى على ذلك مثل إدراج الجامعة العربية الموجودة في مصر حزب الله تنظيمًا إرهابيًا، وكذلك وقف بث قناة "المنار" التابعة للتنظيم من النايل سات قبل أيام من وصول سلمان للقاهرة.

واستطرد التقرير قائلا إن الهجمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء وفي أجزاء أخرى من البلاد لا تشجع السياحة والاستثمار، لذا فالقاهرة في حاجة لدعم اقتصادي من الرياض أكثر من أي وقت مضى.
الجريدة الرسمية