رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. المسيحيون يحجون لزيارة سيدتنا «فاطمة».. كنيسة برتغالية مقدسة تحمل الاسم العربي.. روايات تؤكد أن سبب التسمية هو تجلى «الزهراء» بالمكان.. وأساطير تنسب لها نبوءات حول اغتيا

فيتو


في مثل هذا اليوم من كل عام، يحج المسيحيون من مختلف أنحاء العالم إلى كنيسة برتغالية تسمى «فاطمة»، فيما يعرف بـ"عيد سيدتنا فاطمة"، وقد يستغرب الكثيرون من وجود قرية أوروبية تحمل اسم فاطمة، ولكن هناك العديد من الأسرار والأساطير وراء تسمية تلك المنطقة بهذا الاسم، وترصد "فيتو" في السطور القادمة، بعض الأساطير حول مدينة «فاطمة» البرتغالية.


سبب التسمية
تقول بعض الروايات والأساطير: إن فاطمة هو اسم إبراشية كاثوليكية تقع في بلدية أوريم، بالإقليم المركزي البرتغالي، وتختلف الحكايات حول أصل تلك التسمية، وهناك حكاية مخالفة، تقول إنها راهبة، غيرت اسمها اللاتيني باسم عربي، بهدف أن تكون أكثر قبولًا لدعوتها التبشيرية، وما لبث أن التصق الاسم الجديد بها، ونسي الناس اسمها الأصلي، وبعد حدوث معجزات لها سُميت الكنيسة باسمها.

الحكاية الثانية

وهناك رواية أخرى تقول إنها كانت فتاة عربية، وابنة لأحد وجهاء المسلمين أحبت شابا مسيحيا من أهل البلاد، وهربت معه، وتحوّلت إلى المسيحية، وبعد موت حبيبها دخلت في الرهبنة، وانتقلت إلى دير صغير في إحدى البلدات.

أما الحكاية الثالثة فتقول إن السيدة فاطمة الزهراء تجلت في تلك المنطقة، فيقول الدكتور بولس الحلو، باحث العلم الفقهي اللبناني إن فاطمة الزهراء لها منطقة خاصة في البرتغال تسمى "فاتيما"، وقد اعترف الفاتيكان بقداستها حيث يقال إن فاطمة الزهراء قد تجلّت فيها في زمن ما، كما أن هناك كتبا ألفت في هذا الموضوع، ومنها "FATIMA MAGICA"


سبب شهرة الإبراشية

يرجع وقت إنشاء الإبراشية إلى 1568، ولكن شهرتها وصيتها يعود إلى 1917، حين حكى 3 أطفال عن معجزات وأسرار شاهدوها واطلعوا عليها، وكان هؤلاء الثلاثة أطفال هم: لوسيا سانتوس "10 سنوات"، وابني عمها، فرانشيسكو مارتو "9 سنوات"، ويوسنتا مارتو "7 سنوات".

وبنى المزار رسميًّا عام "1953 م" من قبل الحكومة البرتغالية، ومنذ ذلك الحين في الثالث عشر من مايو كل عام، يأتي محبّو فاطمة ومريدوها من أنحاء البرتغال ومناطق الدول المجاورة إلى المنطقة التي سمّيت بمدينة "فاطمة" لطلب الشفاعة والشفاء والتوبة وتزكية الروح.


النبوءات

في ربيع عام 1916، ذكر الأطفال أنهم شاهدوا سيدة جميلة فوق شجرة، أخبرتهم بقدومها من السماء، وقالت إن الحرب العالمية الأولى ستنتهي في ذلك اليوم، وبالفعل انتهت الحرب، بعد 13 شهرا من تاريخ ذلك اليوم، وطلبت منهم العودة في اليوم الـ13 من كل شهر، حتى تخبرهم ما تريد وتشهد الناس على معجزاتها.

تكذيب الأطفال

الطفلة لوسيا هي الوحيدة التي أفصحت عن تلك الحادثة فضربتها أمها واعتبرتها خرافات طفولية، وفرانشيسكو لم يرَ شيئا في البداية ولم يسمع أي شيء، أما يوسنتا فقد رأت وسمعت لكنها لم تتكلم، وتعرّض الأطفال الثلاثة للتحقيق من حاكم البلدة، ولكن لم يتغير شيء بنفوسهم فكانوا على يقين بما شاهدوه.

نبوءة الثورة البلشفية

كما أعلنوا أن السيدة التي ظهرت لهم من أفق السماء، نبأتهم بنشوب الثورة البلشفية الروسية، وبالفعل تحققت النبوءة مما أدى إلى اقتناع العالم بحديثهم، وفيما يخص الأطفال الثلاثة ومصيرهم فإنّ "جاسنتا" و"فرانسيسكو" أكّدا أنّ السيدة قالت لهما إنهما سيلتحقان بها قريبًا، وستأخذهما إلى الجنة معها، وبالفعل تُوُفّيَ الطفلان بعد سنتين وثلاث سنوات من الرؤيا، بسبب مرضٍ رئوي، فتحوّل رحيلهما المبكر إلى رسوخ الإيمان بالواقعة والظهور، وإثباتًا لأقوال هؤلاء الأطفال الذين أكّدت عوائلهم أنهم لم يتّصفوا بالكذب في حياتهم.

بداية الرهبنة
وفيما يتعلّق بالطفلة الثالثة "لوسيا" فقد دخلت سلك الرهبنة، وكرّست نفسها لهذه الرؤيا، وبقيت حيّةً تُرزق، ذلك أنّ سيّدة التسبيح المقدّسة طلبت نشر وترويج العبودية لله، وقالت لوسيا إن السيدة التي ظهرت لها وعدت بالظهور في 13 أكتوبر 1917، حتى يتيقن الجميع بصدق كلامهم، ويؤمنوا بها، وبالفعل احتشد الناس في ذلك اليوم، حتى وصل عددهم إلى 100 ألف شخص، وأخذت الشمس تغير من ألوانها وكأنها عجلة ألوان، كان من الحاضرين، الشاعر أفونسو لوبيز، والمدرسة دلفينا لوبيز، التي جاءت بصحبة تلاميذها، وذكرت أن تلك الظاهرة الشمسية كان واضحة لمسافة تصل إلى 40 كيلومتر.

الأسرار الثلاثة
ظلت لوسيا تتلقى الرؤى والتجليات أو ما يطلق عليه بأسرار فاطمة الثلاثة، وكانت تلك الأسرار حسب ما يعتقد الكثير، تتمثل في معرفة صورة للجحيم والشياطين بأجسادها الغريبة والمخيفة على شكل حيوانات مرعبة وغريبة، أما الثاني، فيبين كيفية خلاص النفوس من الجحيم، وعن كيفية الحصول على السلام.

السر الثالث

أما السر الثالث، فبه رمزية، وتقول لوسيا: رأينا على جانب أمنا السماوية ملاكا يمسك في يده اليسرى سيفا من النار يبرق، ويخرج منه لهيب عظيمفحسبنا أنه سيُهلك الدنيا، ورأينا العديد من الأساقفة والقساوسة والرهبان والراهبات يتسلقون جبلا عاليا وعلى قمته يوجد صليب من جذع الشجر، وعبر البابا الطريق، وبعد أن وصل إلى قمة الجبل، قتل على يد مجموعة من الجنود الذين أطلقوا الرصاص والسهام.

محاولة اغتيال البابا

وفي 13 مايو 1981، حيث كان البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية في ساحة القديس بطرس في الذكرى السنوية لظهور العذراء في بلدة فاطمة، حينها قام مسلح تركي هو محمد على أغا، بإطلاق النار على البابا من مسدسه. وتقول الروايات إن تمثال السيدة هو من حمى البابا من الرصاصات، وحوّلها من المناطق الحيوية في جسده، لتستقر في الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة، وخضع البابا لعملية جراحية دامت 5 ساعات، وبعد شفائه قال إن القديسة فاطمة هي من ساعدت على إبقائه قيد الحياة طوال محنته.
الجريدة الرسمية