رئيس التحرير
عصام كامل

هل يكون معبراً عن الناس.. وهذا العدد من الأميين بيننا ؟!

المواطن وشواغله ينبغي أن يكون في صدارة اهتمامات البرلمان الجديد وأولوياته، ومراقبة أداء الحكومة ومتابعتها أولاً بأول لتقديم أفضل الخدمات وترجمة رؤية الرئيس وتوجيهاته وملاحظاته إلى واقع يلمسه الناس ويحوز رضاهم، فإنهاض مصر واستقرارها معلق في رقابنا جميعاً لا يمكن لطرف أن ينهض به وحده، فالكل شركاء في الواجب والمسئولية.


لاشك أن أوضاع منطقتنا وتحدياتنا وما أكثرها لا تحتمل أي تهاون أو تقصير أو تراخٍ.. فكيف لمجتمع مثقل بكل هذه المتاعب أن يحقق أهدافه ولايزال بين أفراده كل هذا العدد من الأميين.. وكيف لأمة أن تأخذ مكانها بين الأمم إلا بتعليم جيد وبحث علمي متقدم وصحة عفية، وهو ما أدركه الرئيس السيسي وسعى منذ اللحظة الأولى لتغييره..

المناصب ليست "سبوبة" لحصد المنافع!
ولولا ذلك ما وصلنا لما نحن بصدده الآن من تغيير جذري لمنظومة التعليم على صُعد عديدة، لينتقل من التلقين والحفظ والاستظهار الذي لا طائل منه إلى منظومة ذكية تحرض على التفكير والإبداع والإنتاج والجودة.. ولولا ذلك ما وجدنا مبادرات رئاسية عديدة لاستنقاذ صحة المصريين من براثن المرض الناهش في أجسادهم بلا رحمة وتطوير المستشفيات التي لا يزال بعضها يئن تحت وطأة الإهمال..

ولا مخرج من ذلك إلا بتمام تطبيق وتعميم التأمين الصحي الشامل الذي بدأ بالفعل في بورسعيد، حتى يجد الجميع تحت مظلته علاجهم المناسب الذي لا يكلف الفقراء شيئاً.. والأمل كبير أن يدفع البرلمان الجديد هذا المشروع قدماً نحو تعميمه لما ينطوي عليه من أهمية قصوى.

نرجو أن ينخرط الجميع - برلماناً وحكومة- في حوار مبسط في لغته، عميق في مغزاه مع الناس الذين هم في حاجة دائماً لمن يصارحهم بحقائق ما يجري حولهم أولاً بأول حتى لا يُتركوا نهباً للشائعات والمغالطات، وحتى يمكن بناء رأي عام حقيقي يجمع الناس تحت مظلته وليس وعياً زائفاً كثيراً ما حذر الرئيس السيسي من مخاطره على الجبهة الداخلية المستهدفة طول الوقت من أعداء هذا الوطن.

هل سيلبي البرلمان الجديد ما يتمناه الشعب؟!
صارحوا الجماهير بالحقائق كما يفعل الرئيس في لقاءاته وخطبه التي عوضت بلاشك الغياب الملموس والإخفاق الكبير للنخبة والأحزاب والإعلام في معركة الوعي وتبصير الناس بصحيح المعلومات والحقائق.

اخرجوا للناس أيها المسئولون أيا ما تكن مواقعكم.. وترجموا رسائل الرئيس إلى واقع ينصهر فيه الجميع حباً وتفانياً في خدمة وطنهم والدفاع عنه بالغالي والنفيس والجهد والعرق وإنكار الذات وخلع رداء التعصب للطائفة أو الحزب أو الجماعة.. واتخاذ القرار الصائب ووضع الرجل المناسب في مكانه .. فهذا كله من شأنه خلق توافق وطني لا غنى عنه لعبور هذه الفترة الصعبة من تاريخ مصر.

يحدونا الأمل أن يأتي البرلمان الجديد معبراً بحق عن الناس حائزاً رضاهم بعد أن كسب ثقتهم وأصواتهم.. وتبقى المهمة الأولى للنواب الجدد هي ترجمة هذا الرضا على أرض الواقع رقابة وتشريعاً وتخفيفاً لمتاعب الشعب الذي هو دون غيره المراقب الأول وربما الوحيد لأداء البرلمان والحكومة معاً.. وعليهم أن يقيسا مدى رضاه عن هذا الأداء أولاً بأول.. فذلك أدعى للتواصل والتلاحم وكسب ظهير لا غنى عنه أبداً.

الجريدة الرسمية