رئيس التحرير
عصام كامل

نحارب التطرّف.. ونقلد المتطرفين!

نعم هذا ما نفعله حرفيا.. نحارب التطرف بينما نقلد المتطرفين فى سلوكهم وتصرفاتهم وقراراتهم!.. وإلا فليقل لنا أحد ما معنى أن يعلن وزيرالنقل أمام البرلمان أن هناك متطرفين داخل السكة الحديد، ويشير بالتالي إلى أنهم وراء حوادث القطارات، وفى ذات الوقت يتم الإعلان عن الاستعانة بمشايخ لتوعية وتثقيف العاملين بالسكة الحديد؟!


إن المتطرفين يخلطون بين الدين والسياسة، والدين والإدارة ونحن نعلن دوما أننا نرفض ذلك النهج، ومع ذلك نحاربهم ونقلدهم ونفعل كما يفعلون.. دعنا الأن من السؤال عن عدم إبعاد هؤلاء المتطرفين عن المواقع المهمة والمؤثرة فى مرفق هام مثل السكة الحديد حتى الأن رغم  شكوكنا فى إنهم وراء حوادث القطارات المتكررة؟..

مشكلة السكة الحديد
ودعنا الآن أيضا من القول أن المتطرفين لا يوجدون فى مرفق السكة الحديد وحدها وإنما هم موجودون فى أماكن ومواقع عمل ومؤسسات اخرى مهمة ولا يفعل أحد شيئا لاتقاء شرورهم، بل على العكس هناك من يساعدهم ويرعاهم ايضا.. دعنا من ذلك كله الأن لنسأل هل مشكلة السكة الحديد دينية حتى نحلها دينيا.. أم هى مشكلة إهمال وتسيب وفساد إدارى كما أوضحت النيابة فى تحقيقاتها بخصوص حادث سوهاج وبالتالى هى تحتاج مواجهة ادارية وفرض نظام عمل يخلصنا من هذا الهمال والفساد.. أليست مشاريعنا الجديدة والضخمة التى قمنا ونقوم بها ناجحة لوجود نظام عمل منضبط دون الاستعانة فىها ببعض المشايخ؟

واذا كنّا سوف نستعين بعدد من المشايخ فى علاج مشكلة السكة الحديد، فماذا سنفعل مع الإخوة المسيحيين الذين يعملون فيها.. هل ستستعين بعدد من القساوسة لتوعيتهم وتثقيفهم لنكرس انقساما طائفيا يتناقض مع مبدأ المواطنة الدستورى.

إن مكان المشايخ هو المساجد ومكان القساوسة هى الكنائس.. والمشاكل الإدارية تحل بنظم عمل سليمة ومنضبطة تمكن من قيادة العمل لمن هو يحظى بالكفاءة واليد النظيفة، ولا تحل بالتوعيةَ الدينية.. فلا يكفى أن يكون العاملون متدينين وإنما يتعين أن يكونوا أولا يفهمون العمل الذى يقومون به ومنصبطين وتحقيق ذلك ليس عمل المشايخ الإجلاء.
ثم اذا كنّا نشكو من اختراق المتطرفين لمرفق السكة الحديد فلماذا نقلدهم فى سلوكهم ونهجهم؟!      
الجريدة الرسمية