رئيس التحرير
عصام كامل

خائفون من الفيروس.. خائفون من اللقاح

نعم الخوف سيد المشهد البشرى كله.. أنت خائف من الفيروس الفتاك؟ نعم خائف منه جدا. إذن خذ قاتل الفيروس الفتاك. خذ التطعيم. خذ اللقاح الصيني. خذ اللقاح الروسي. خذ اللقاح الأمريكي. خائف من أخذ اللقاح؟.. خذ نفسا عميقا ربما لن تتمكن من إخراجه.. أو ربما لن تتمكن من سحب الهواء الكافي إلى الرئتين. ماذا نفعل. مترددون في أخذ اللقاح..  كأنما امتدت بيننا وبين الفيروس الخبيث مودة وعشرة، مطمئنين أنه يصيب كثيرا ويقتل قليلا. لماذا مترددون؟ هي حالة من التريث.. ننتظر شفاء أو فناء من تم طعنهم وتطعيمهم بالفيروس ميتا أو مضعفا.


في بيوتنا حالات برد كثيرة، وفي بيتى حالة، أتمنى أن تمر على خير، ويجب كما نصحنا أطباء العالم كله أن نتعامل مع البرد على أنه كورونا. عائلات بحالها مصابة.. ارتبكت أحوالها وتعطلت مواعيدها، وتوترت العلاقات داخل الأسرة الصغيرة ومن حولها العلاقات مع الأسرة الكبيرة، وصار عد الساعات وعد درجات الحرارة ومراقبة الكحة طقوسا يومية مؤلمة، أرهقت الجميع.

الرعب من أول عطسة

سمحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، FDA ، بطرح فاكسين فايزر.. وكان البيت الأبيض ضغط بعنف، وهدد بفصل موظفى الهيئة الطبية العالمية الأشهر، مالم يعجلوا بترخيص الاستخدام الطارئ للقاح، وكلنا مذهولون من رقم الإصابات الكلي، 16 مليونا، واليومي من ربع مليون إلى ١٥٥ ألفا، والوفيات ٢٩٦ ألفا.

وستلحق الولايات المتحدة ببريطانيا التى لقحت عشرات الآلاف قبل أيام.. باعتبارها هي الأخرى أكثر دول القارة الأوروبية تضررا من هجمات الفيروس التاجي.. وعندنا نشعر بالامتنان أن الإمارات أهدت إلى مصر ٥٠ ألف جرعة.. تكفي ٢٥ ألف مواطن.. وسوف يتوالى وصول الجرعات بعقود مع الصين.. ومع غيرها..

ورغم كل ما نشاهده من تسابق نحو اللقاح، والفيروس نفسه يتوسع ويتحدى، فإن الخوف من التلقيح، يجعل من الضرورى إقناع الناس أكثر بأنه طوق النجاة المرجح.. الناس خائفون من مضاعفات مجهولة تظهر في بنيتهم الجسدية ووظائفهم الحيوية، بعد عدة سنوات.. وهذا اتهام يتردد كثيرا للقاح فايزر الذي اعتمد على تغيير فى الهندسة الوراثية للفيروس.. وهي تكنولوجيا يهاجمها البعض حاليا، ويراها البعض الآخر فتحا علميا وطبيا واسع المجال يتيح للبشرية قهر أمراض أخرى مستعصية وقاتلة.

لم يلعب اللقاح الصيني ساينوفارم لعبة الجينات.. ومن ثم تراه دول الشرق أكثر أمانا، وطعمت الإمارات كثيرين من شعبها ومن المقيمين، ولم تظهر علي أحد فيها ولا في مصر ولا في البرازيل مضاعفات للقاح.

هل ستأخذ اللقاح؟

ومع ذلك فالناس مترددون.. لكن عندما تنقلب السفينة، وتتجه نحو القاع، ويصرخ الركاب جزعا وهلعا، وتظهر على سطح الماء المضطرب قشة.. مجرد قشة.. فسوف يتصارع في السباق إليها والحصول عليها.. كل الغرقى!

اللقاحات الجديدة اختراق علمي طبي يجب احترام الجهد المبذول فيه.. أما حرب الغرب على لقاح الشرق، وحرب الشرق على لقاح الغرب.. فسوف تنتهي الأكاذيب.. مع زيادة المتعافين والمدرعين باللقاحات الرادعة للوحش المجهول الخفي وتسطع الحقيقة وحدها.. ان الإنسان قادر على تحقيق المعجزات بالعلم وبالعقل وبتوفيق من الله.
الجريدة الرسمية