رئيس التحرير
عصام كامل

الرعب من أول عطسة

غطت أخبار الفاكسين، اللقاح يعني، على معظم أخبار السياسة، في الأربع والعشرين ساعة الماضية.. وبالتزامن معه.. وقائع المناظرة الثقافية السياسية التى جرت على الهواء بين الرئيسين المصرى عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون. جرى الحوار عميقا هادئا رغم صخب الأفكار، وخبث الأسئلة..  

لكن كورونا والأسلحة المضادة لها ظلت هي الشغل الشاغل للبشر في جميع أنحاء العالم . وتعلقت العيون بمشاهد تلقيح عشرا ت الآلاف من البريطانيين .. بلقاح شركة فايزر وشريكتها بايونتك..

ولبث الناس يتساءلون عما جرى لمن تلقوا اللقاح.. ومع طمأنينة أكدتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية حين أعلنت أنها ستبحث اليوم الخميس الترخيص لتداول وتعاطي اللقاح وأنه آمن وفعال ويحقق الحماية من أول جرعة، هدأت النفوس.. وكان القلق بدأ مع أخبار عن وفاة ستة أشخاص بعد التلقيح.. تبين أنهم ماتوا بأمراضهم الموجودة قبل تلقي اللقاح.. ومنهم من كان مصابا بكورونا أساسا.. لم ينتظر حتى يشفي.. أي حقن نفسه بالفيروس مرتين.. بالطبع كان يجب على السلطات الصحية مراعاة ذلك، وفحص طالب اللقاح أولا..

هل ستأخذ اللقاح؟

مع نزول فايزر، نزلت موديرنا، ونزلت الصين، وبقوة في الإمارات التى أجازت سينوفارم، ونزلت روسيا، واحتمال تشتريه إيران وسوريا، وقريبا ستنزل شركة جونسون آند جونسون بلقاحها السريع المفعول من جرعة واحدة.
لقاح الجرعة الواحدة سيوفر تكاليف فى الشراء والنقل والتخزين والتبريد ومشكلاتها جميعا.

نحن المصريين نعيش من جديد في كابوس كورونا، وبخاصة أنه انتشر رغم الأرقام الهزيلة المعلن عنها، والمشكلة أن في كل بيت يوجد واحد عنده برد، ويشترى العلاج ويعالج نفسه.. الانتشار واسع، لكن العلاج علاج برد.. واذا سألت احدهم : هل ستاخذ اللقاح ؟ تردد. وبعضهم يطلب الانتظار حتى يرى ما سيلحق بمن تعاطوه في الغرب..

الحكومة المصرية أيضا تتحرى التريث والانتظار، لترى عواقب اللقاحات الست.. وصحيح أن اللجنة المعنية ترتب للحصول علي أفضل اللقاحات.. إلا  أن ما تفعله الإمارات والسعودية من توفير الجرعات وتطعيم المواطنين لا يمكن تجاهله. ويتعشم المصريون أن تعفي الحكومة الناس من تكاليف الجرعتين أسوة بما قامت به لمكافحة فيروس سي، ونجحت نجاحا مشهودا ..

شيء من المرار.. شوارعنا الحلوة

وأظن أن عشمنا في محله.. وقد يعلن الرئيس مجانية الجرعات والعلاج بمجرد الاتفاق علي لقاح وتوريده أو إنتاجه في مصر مع الشركات الأم، وبخاصة الصينية.
العام الماضي تعامل المصريون مع رعب كورونا في الفترة من منتصف فبراير الى آخر يونيو تقريبا.. بالطبع تفشى الفيروس أواخر ديسمبر ٢٠١٩،لكنه وصلنا في الفترة السابقة.. رويدا رويدا ثم تمدد.. ورحل عنا أعزاء كثيرون.. كانت أياما حزينة بحق لا أعادها الله.

هذا العام نواجه كورونا بالقلق لا الجزع.. ثمة طمأنينة وثقة في كيفية التعامل.. وثمة أمل في أن يلحق مرضانا بعلاج.. أو لقاح.. ونتمنى الحصول علي دواء ترامب الذي ساعده على الشفاء السريع وانتجته شركة جينيرون.
عندك برد؟ عندك كورونا؟
كلنا في قلق.. الأعراض متداخلة والبيوت في طوارئ.. ومواقع العمل.. والمكاتب.. تهتز جزعا لأقل عطسة !
الجريدة الرسمية