رئيس التحرير
عصام كامل

حرية التعبير والإرهاب الفكري!

حرية التعبير حق دستوري لجميع المصريين وليس للإعلاميين والصحفيين وحدهم.. وحتى يستقر هذا الحق فى وجدان المجتمع يتعين أن يتوقف الإرهاب الفكرى الذى يتعرض له من يمارسون هذا الحق من قبل البعض.. فهذا الاٍرهاب الفكرى يتعارض ويتناقض مع الدستور ويخرق أهم أبوابه وهو باب الحقوق والحريات ويجهض حقا مهما من هذه الحقوق الأساسية التي توافقنا على ضرورتها فى دستورنا الجديد.. بل يتعين أن ندعم هذا الحق ونساند من يمارسه، خاصة وأن خبراتنا الوطنية تبين أن ما لحق بِنَا من أزمات ونكسات كان سببه الأساسى هو مصادرة حق التعبير والتضييق على من يحاولون ممارسته.


ومفهوم بالطبع أن يضيق بعض المسئولين بحرية التعبير لإنهم يريدون أن ينفردوا وحدهم بإتخاذ القرارات وإنتهاج السياسات، دون مشاورة مع أحد ودون مراعاة للرأى العام.. لكن ليس مفهوما ولا مقبولا أن يضيق صحفى أو إعلامى بممارسة حرية الرأى والتعبير من قبل مواطنين عاديين..

فهذه الحرية فى الرأى والتعبير أقرها الدستور لجميع المصريين وليس للصحفيين والاعلاميين فقط.. وإقرار هذا الحق لجمع المصريين يسهم فى خلق مناخ مجتمعى مناصر لحرية التعبير وهو ما يفيد الصحفيين والاعلاميين..

لذلك من المتصور أن يرحب الزملاء الصحفيين والاعلاميين بممارسة المواطنين العاديين لحرية الرأى والتعبير لا أن يضيقوا بذلك ويهاجموا من يمارسون هذا الحق.. كما أن الصحفيين والاعلاميين الذين يمنحون أنفسهم حق نقد الجميع  ليسوا محصنين ضد النقد، أو مستثنين منه.. لذلك لا يجب أن يضيقوا أيضا بمن يوجه لهم نقدا، بل يتعين أن يستفيدوا من هذا النقد كما نقول للمسئولين أيضا، وذلك لتقوية وإصلاح الإعلام والصحافة وزيادة قدراتهما وفاعليتهما.   
الجريدة الرسمية