رئيس التحرير
عصام كامل

تدوير المذيعين

التنقلات الكثيرة للمذيعين بين القنوات تربك المشهد الإعلامي، وتنال من استقراره، ولا تحقق حراكاً إلا في مجالس النميمة، واستمرارها يؤكد غياب العمل المؤسسي عن القنوات الفضائية، بل يجعلها أقرب إلى (دكاكين) يديرها أصحابها وفقاً لاهوائهم ومصالحهم الشخصية.


في المحطات الفضائية التي تعمل بنظام مؤسسي.. تستطيع أن ترصد المراحل العمرية للمذيع، حيث يبدأ شاباً في القناة وينهي ظهوره على الشاشة عجوزاً، وقد يكون ذلك من خلال برنامج واحد، كما أن عدم ظهوره لا يعني الإستغناء عنه، لكنه يظل تحت أي مسمى لينقل خبراته إلى الأجيال الجديدة.

المذيع عندما يظهر على الشاشة ويحقق نجاحاً.. يرتبط الجمهور بكل مكونات برنامجه، الآداء والديكور والإضاءة والموسيقى، حتى تصفيف المذيع لشعره.. إذا اختلف أخذ عين المشاهد، لذلك يحرص كبار المذيعين على استثمار نجاحاتهم، ولا يطال التطوير مكونات برامجهم إلا إذا إستشعروا نفاذ تأثيرها، وهذا يخضع لقياسات رأي علمية.

المذيع هو العنصر الأهم في صناعة الإعلام (حتى لو كان قارئ نشرة) لذلك تحرص مؤسسات الإعلام على إعداده بشكل جيد، ولا يظهر على الشاشة إلا بعد تأهيله على يد كبار المتخصصين، كما أن ظهوره يكون تدريجياً، وفي توقيتات معينة، تتغير مع تمكنه من أدواته أمام الكاميرا.
عندنا.. وتحديداً في القنوات الخاصة.. قد ترى مذيعاً على شاشة وبعدها بأسبوع  تراه على شاشة أخرى، ولا مانع من أن تراه على شاشة ثالثة بعدها بشهر، وفي كل قناة يقدم برنامجاً مختلفاً.

المذيع ومالك المحطة
استمرار المذيع المصري على الشاشة يخضع لرغبة مالك المحطة، الذي لا يعرف طريقاً للفصل بين الإدارة والملكية، القناة هي (دكانته) يبيع من خلالها السلعة التي تحقق له ربحاً قد لا يقتصر على المال، والمذيع في قناته يخضع لمعايير يضعها هو، وينتهي ظهور المذيع أو المذيعة بعد أن يحقق مالك (الدكانة) ما كان يطمح إليه.

غياب العمل المؤسسي عن المحطات الفضائية أربك المشهد الإعلامي، وأدى إلى عمليات تدوير للمذيعين، وغيب صناعة النجوم، وفتح المجال أمام غير المؤهلين.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية