رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن "غير السعيد" أمام مفترق طرق.. توترات قبلية وتدخلات إقليمية.. ودعوات انفصالية تهدد الوحدة والاستقرار السياسي والأمني

تداعيات الصراع المسلح
تداعيات الصراع المسلح في اليمن
18 حجم الخط

بين ساعة وأخرى، تتصاعد الأحداث في اليمن "غير السعيد"، ليجد نفسه أمام حالة متصاعدة لسلسة من الصراعات متعددة الأبعاد، بين مطالب الانفصال في الجنوب، والتمدد الحوثي المدعوم إيرانيا، والتوترات القبلية المحلية، فضلا عن تنامي تأثير القوى الإقليمية والدولية.

وتعزز الأحداث المتصاعدة في اليمن، وتحديدا في حضرموت والمهرة، وتعكس هشاشة الدولة اليمنية، التساؤلات حول إمكانية وحدة البلاد ومستقبلها السياسي والأمني في ظل الصراعات المتشابكة.

ففي بداية ديسمبر 2025، أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، والذي تأسس عام 2017 في عدن، عملية عسكرية تحت اسم "المستقبل الواعد"، معلنا استهدافه ما وصفه بـ"قطع خطوط تهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا الحوثي".

وسرعان ما وجد المجلس نفسه في مواجهة مع الجيش اليمني التابع للحكومة التي تصر على وحدة اليمن من جهة وحلف قبائل حضرموت الذي يطالب "بالحكم الذاتي" في المحافظة، من جهة أخرى.

السيطرة على منشآت نفطية في حضرموت

وفي 4 ديسمبر الجاري، أعلن المجلس "سيطرته على المواقع التابعة للشركات النفطية في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت، وانتشاره عسكريا شمال الحقول النفطية ومحيط المنشآت وطرق الإمداد، بحسب "بي بي سي".

وفي المقابل، شدد رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي على ضرورة الانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة.

مخاوف من عودة الانقسام

واعتبر العليمي أن الانسحاب يمثل الخيار الوحيد لتطبيع الأوضاع شرق البلاد، واستعادة مسار النمو والتعافي، محذرا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي لتقسيم اليمن، في ظل تعثر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد.

رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي
رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي

من جهته، يرى محلل أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "ستراتفور"، والذي يصنفه كثيرون على أنه أحد المراكز المقربة من الاستخبارات الأمريكية، ريان بول أن "الحملة العسكرية واسعة النطاق التي يشنها المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، والذي بات يمتلك نفوذا سياسيا وإداريا في جنوب اليمن، تكشف الكثير عن خريطة الحرب الأهلية اليمنية، ويؤكد أن جنوب اليمن قد يكون على وشك الظهور مجددا بعد عقود من الحكم الموحد".

ويشير بول إلى أن "هذا المسار نحو الاستقلال الفعلي، وإن كان يبدو أكثر جدوى، لا يزال بعيد المنال، ولتحقيقه، يتعين على المجلس الانتقالي الجنوبي الموازنة بين ركائز الجغرافيا السياسية اليمنية بحذر، مما يُشير إلى أن الطريق لا يزال طويلا".

ووفق المركز الأمريكي، فإن التصعيد الذي يشهده اليمن حاليا من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام موجات عنف داخلية جديدة، لا تقف عند حدود الصراع بين الحكومة اليمينة من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى؛ ما يلقي بثقله على علاقات دول إقليمية يمثل اليمن جزءا أساسيا من أمنها القومي.

نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي يزيد من احتمالات انفصال اليمن

وبحسب تقارير إعلامية، فإن "سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق حساسة في حضرموت والمهرة، بما في ذلك حقول نفط ومراكز حضرية ومواقع عسكرية، ستقابل على الأرجح بمقاومة قبلية واشتباكات محلية، ويعيد طرح سيناريو عودة جنوب اليمن ككيان مستقل بعد ثلاثة عقود من الوحدة، مستغلا في ذلك ضعف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا واعتمادها المتزايد على الدعم الإقليمي، ما يمثل فرصة سياسية للمجلس لتعزيز توجهه الانفصالي".

ويحذر التقرير من أن التحديات الحقيقية ستبدأ حتى بعد تأمين الجنوب جغرافيًا، حيث سيواجه الكيان الجديد إرثا ثقيلا من الانقسامات القبلية والتنافسات المحلية. فبينما يتوقع لعدن أن تستعيد دورها، فيما ستسعى مناطق أخرى غنية بالنفط، كالمكلا وحضرموت، إلى حماية مصالحها الخاصة، مما قد يولد تناقضات داخلية تضعف السلطة المركزية.

مخاوف من تحول اليمن إلى مسرح لحرب بالوكالة

تتصاعد المخاوف من أن تشهد اليمن حربا بالوكالة لصالح جهات أخرى، وأن تصبح مسرحا لصراع عسكري جديد بين "إسرائيل وأمريكا" من جهة، وإيران من جهة أخرى؛ حيث يحظى الحوثيون بدعم كبير من جانب إيران؛ حيث عزز الدعم الإيراني القدرات العسكرية للحوثيين في اليمن، مما ساعدهم على بسط نفوذهم في البحر الأحمر، بحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية.

ويشير المجلس في موقعه الإلكتروني إلى أن "الحوثيين، المدعومين من إيران باتوا إحدى القوى الفاعلة في الشرق الأوسط".

وبالتزامن، ذكر تقرير نشره "ذا ناشيونال إنترست" أن "الحوثيين باتوا جزءا من استراتيجية طهران للتمدد الإقليمي، ما يجعل مراقبتهم والحد من قدراتهم أولوية للسياسة الأمريكية والإقليمية في الشرق الأوسط".

ويضيف التقرير: "بعد أقل من شهر على حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران في الفترة من 13 وحتى 24 يونيو 2024، استأنفت إيران شحن مكونات الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين، في محاولة إيرانية لتعويض الممرات الإقليمية التي فقدتها في أماكن أخرى بالمنطقة مثل سوريا".

الحضور القبلي موجود في المشهد

في صراعات حضرموت الأخيرة، لعبت القبائل دورا محوريا عبر "حلف قبائل حضرموت" الذي يضم قبائل رئيسية مثل الحموم، وكندة، ونهد، وسيبان، ويافع؛ والتي تحالفت لدعم الحكومة الشرعية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والمنافسين الإقليميين، مما أدى إلى توترات حول السيطرة على المنشآت النفطية في سيئون والمسيلة.

قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي
قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي

لكن الحلف، الذي تأسس عام 2013، والذي يعد أحد أبرز القوى المعارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يسعى إلى تطبيق الحكم الذاتي في محافظة حضرموت؛ ولديه قوة عسكرية في عدد من مديريات المحافظة لا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية، ويعتمد خطابا يركز على تمكين سكان حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية بعيدا عن الوصاية المركزية.

خطوط متشابكة تضع اليمن أمام مفترق طرق

وما بين تلك الخيوط المتشابكة، يبقى اليمن أمام مفترق طرق حاسم، حيث تشكل النزاعات المحلية والإقليمية تحديا كبيرا أمام استقرار الدولة وازدهار شعبها.

وفي ظل تداخل المصالح الدولية والصراعات الداخلية، يبدو أن الحلول السلمية تتطلب توافقا محليا وإقليميا حقيقيا لتجنب تحول اليمن إلى ساحة دائمة للصراعات بالوكالة؛ وهو ما قد يبدو ولو –مؤقتا- أملا صعب أن يتحقق في غضون أيام.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية