رئيس التحرير
عصام كامل

تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة تزيد المشهد اليمني تعقيدًا.. مخاوف من انقسامات جديدة.. والكارثة الإنسانية تتفاقم

جنود يمنيون يرفعون
جنود يمنيون يرفعون علامة النصر في عدن احتفالا بعيد الاستقلال
18 حجم الخط

على مدى العقد الماضي، توقف الصراع اليمني عند حدود الحوثيين المدعومين من إيران من جهة، والحكومة المعترف بها والمدعومة سعوديا وإماراتيا من جهة أخرى. 

لكن التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة شرق البلاد زادت المشهد تعقيدا، منذرة بمزيد الانقسام، في ظل ما يتردد عن وقوف الإمارات إلى جانب المجلس الانتقالي العسكري، ودعم السعودية لحلف قبائل حضرموت، وفق تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية في موقعها الإلكتروني.

يقول التقرير: "في بداية هذا الشهر أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي تأسس عام 2017 في عدن، عملية عسكرية تحت اسم "المستقبل الواعد"، معلنا استهدافه "استعادة السيادة وتطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من الجماعات الإرهابية والعناصر الإخوانية، وقطع خطوط تهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا الحوثي".

وسرعان ما وجد المجلس نفسه في مواجهة مع الجيش اليمني التابع للحكومة التي تصر على وحدة اليمن من جهة وحلف قبائل حضرموت الذي يطالب "بالحكم الذاتي" في المحافظة، من جهة أخرى؛ قبل أن يعلن في 4 ديسمبر الجاري "سيطرته على المواقع التابعة للشركات النفطية في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت، وانتشاره عسكريا شمال الحقول النفطية ومحيط المنشآت وطرق الإمداد، عقب انسحاب حلف قبائل حضرموت"، بحسب "بي بي سي".

تحركات المجلس الانتقالي إجراءات أحادية تقوض سلطة الحكومة الشرعية في اليمن

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي قوله: "إن تحركات المجلس الانتقالي إجراءات أحادية تمثل تهديدا مباشرا لوحدة القرار الأمني والعسكري، وتقويضا لسلطة الحكومة الشرعية في اليمن، وتهدد مستقبل العملية السياسية برمتها".

تصاعد المشهد اليمني عبرت عنه مجلة "ناشيونال إنترست" في مقال كتبه عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر السنوي لألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي عبد الله الجنيد تحت عنوان "هل حان وقت العودة باليمن إلى ما قبل الوحدة في عام 1990؟".

يقول الجنيد: "في مارس 2015، تدخلت المملكة العربية السعودية عسكريا في اليمن، مدفوعة بضرورة استراتيجية إقليمية؛ حيث نجح هذا التدخل السعودي في احتواء الأزمة داخل حدود اليمن ومنع امتداد الحرب الأهلية إلى البلدان المجاورة، لكنه فشل في "تقديم يمن قابل للإصلاح".

ويضيف: "اليوم، لم تعد القضية اليمنية مجرد تهديد حوثي، بل امتدت لتطال عدم قدرة اليمن على البقاء كدولة قومية موحدة؛ حيث يحتاج أكثر من 19.5 مليون يمني إلى المساعدة الإنسانية في عام 2025، فيما يتواصل فشل أي محاولات لحل الأزمة اليمنية سلميا، وتتصاعد الأزمات الإنسانية بصورة تعجز أي قوة –أو مال- على حلها".

اليمن الموحد خيال لم يحوله علي عبد الله صالح إلى واقع

كانت فكرة اليمن الموحد مجرد خيال منذ الاندماج الذي جرى عام 1990، وهو اندماج لم يحول إلى واقع، فيما يثبت التاريخ أن المحاولات الرامية إلى فرض الوحدة الوطنية بالقوة لا يؤدي إلا لتنامي بذور الصراع في المستقبل، كما رأينا في يوغوسلافيا السابقة، بحسب الجنيد.

ويتابع: تنبع كارثة اليمن اليوم مباشرة من هذا الخطأ التأسيسي، وبينما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على أجزاء من اليمن، يسيطر الحوثيون على الشمال.

ويُظهر الهجوم الأخير الذي شنه المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت مدى قوة المشاعر الانفصالية الجنوبية. 

ومع انقسام اليمن فعليًا إلى منطقتين اقتصاديتين والانخفاض الحاد في قيمة العملة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، يواجه اليمنيون العاديون خيارات مستحيلة بين الغذاء والدواء وغيرها من الضروريات الأساسية.

عبد ربه منصور هادي فشل في معالجة مشكلات اليمين 

قدم مؤتمر الحوار الوطني، الذي عقد في صنعاء في الفترة من 18 مارس 2013 إلى 24 يناير 2014، مسارا محتملا للمضي قدما من خلال تشكيل فيدرالية يمنية يمكنها استيعاب الاختلافات الإقليمية مع الحفاظ على الوحدة الاسمية، خاصة مع تأييد مجلس التعاون الخليجي ودعمه لتلك الفكرة.

لكن الرئيس الانتقالي السابق عبد ربه منصور هادي فشل في معالجة مظالم ساكني المناطق الشمالية، مثلما فشل في التعامل مع تطلعات الجنوب.

وسمح هذا الفشل للحوثيين بالسيطرة على صنعاء في عام 2014، فيما واصل المجتمع الدولي إصراره على الحفاظ على الوحدة اليمنية، على الرغم من الأدلة الواضحة على اصطناعها، لم يسفر إلا عن إطالة أمد هذه الأزمة.

وما نشهده الآن ليس مجرد حرب أهلية، بل هو الانهيار النهائي المؤلم لدولة مصطنعة؛ حيث يشكل الحوثيون والحكومة المعترف بها دوليا جزءا من المشكلة، ولا يشكل أي منهما حلا.

السعودية والإمارات وعمان يمكنهم الوصول إلى حل

وقال: يجب أن يكون للقوى الإقليمية (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمان) مصلحة في عملية التحول من خلال الإدارة الدقيقة للموارد، وخاصة حقول النفط في حضرموت، والاستمرار في ضخ المساعدات الإنسانية إلى أي بلد مع تجاهل الشق السياسي الأساسي الذي يعاني منه، حتى لا تكون النتيجة الحكم على اليمن بجيل آخر من الحرب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية