رئيس التحرير
عصام كامل

كرة القدم.. عندما لا يصبح البطل أمريكيا

18 حجم الخط

ميزة كرة القدم أنها لعبة شعبية، اكتسبت شعبيتها من فكرة الإتاحة، ملعب أى مساحة وكرة بأي مواصفات، كرة شراب قديما، كرة من بالون منفوخ توضع عليه خيوط بالغراء، ثم يصبح كرة كَفْر، أو كرة يمكن شراؤها من أى مكان وبأسعار متباينة للغاية.


إتاحة الملعب والكرة ليستا وحدهما سبب الشعبية، قد يكون عنصر العدالة في كرة القدم واحدا من أهم أسباب شعبيتها، فابن الوزير وابن البيه وابن الرئيس وابن الكبير وابن الباشا قد يحصلون على مقدرات غيرهم من العامة، بسبب القرابة أو نفوذ الأهل، أما في كرة القدم فالواسطة لا تصنع منك لاعبا كبيرا.


قواعد لعبة كرة القدم سهلة وبسيطة، وتسجيل الأهداف لا يتطلب منك إلا موهبة فنية وقوة بدنية، لم تكن في الحسبان قديما، ثم أصبحت الشغل الشاغل للمدربين، بعد ارتفاع معدلات الاحتراف، وتحول اللعبة إلى بزنس كبير، بزنس قد يفوق أنشطة إنسانية واقتصادية أبعد من خيالك.


ومن مزايا كرة القدم، ومن عيوبها فى نفس الوقت أنك تصبح فيها خبيرا، بعد أن تقوم بتنطيط الكرة عدة مرات، والمشاركة في أي مسابقة مرات أيضا، بعدها يمكن أن تعتبر نفسك خبيرا، وهذه الخبرة لاعلاقة لها بما يمكن تدارسه في الأكاديميات العالمية التي ملأت شوارع العالم وحواريه.


وبعد أن تصبح خبيرا يمكن أن تدلي بدلوك فيما تراه، وإذا كان الناقد الرياضي زمان هو أحد الذين ذاكروا قليلا وشاهدوا كثيرا، وكتبوا أكثر في الهواء قبل أن تنشر مقالاتهم في صفحات الرياضة، فإن الأمر الآن أصبح أكثر سهولة، فأنت تستطيع أن تعتبر نفسك خبيرا، وتكتب ما تشاء وتنشره على العامة، بل يمكنك أن تعرضه على تيك توك، أو يوتيوب، أو فيس بوك، ويصبح لديك جمهور كبير جدا.


ومن فرط شعبية كرة القدم أن أصبحت في الدول المتخلفة جزءا من السلطة السياسية، وقد يصل الأمر إلى ضرورة تحديد بطل المنافسة المحلية، حرصا على المزاج العام أو استخدام الأندية الشعبية لتمرير قرارات معينة، أو المرور سريعا إلى مواقف معينة أو خلق عقدة حتى يكون حلها أمرا مرضيا للجماهير.


وقد فطنت بعض الأنظمة إلى خطورة الروابط الجماهيرية التى أصبحت تجمعات مهمة، لابد وأن يحسب حسابها، وقد مرت بنا تجارب محلية وأخرى دولية، أثبتت أن تلك الروابط تعد جماعات ضغط لا يمكن التنبؤ بخطورة ما يمكن أن تأخذه من قرارات قد تهدد السلطات القائمة في استقرارها، أو بقائها لذا أصبحت لاعبا أساسيا أهم من الأحزاب الكرتونية التى تنتشر بكثرة.


وإذا كانت كرة القدم في بلادنا مجرد لعبة شعبية حتى وقت ليس ببعيد، فقد أصبحت موردا اقتصاديا مهما للغاية، يجمع تحت رايته ملايين المواطنين، أضف إلى ذلك أن اللعبة نفسها أصبحت تتمتع بحصانة دولية تحمى أطرافها من القوانين المحلية، بل ومن السلطات المحلية مهما كانت قوتها أو قدرتها على السيطرة.. باختصار كرة القدم أصبحت كيانا دوليا محميا بما هو أهم من الجيوش.


وإذا كانت الأمم المتحدة هي ذلك الكيان الذى خلقته ظروف ما بعد الحرب، ويلقى الكثير من النقد واعتباره كيانا عنصريا يعمل لصالح الدول الكبرى، فإن الفيفا وصلت إلى نفس الدرجة من النقاش العالمي حول مدى عنصريتها، واعتبارها رمزا لذات الدول الاستعمارية الكبرى.


ورغم الحديث عن عنصرية الفيفا والحوار الساخن حول ضرورة إصلاحها إلا أن الفيفا بكل ما فيها من مساوئ لم تمنع دولا صغيرة من الحصول على مكانتها في عالم كرة القدم، ولم تحفظ السيادة الكونية في عالم اللعبة حتى الآن مكانا لأمريكا التى تدير العالم سياسيا بمنطق البلطجى أو الفتوة.


البرازيل مثلا أو الأرجنتين ومؤخرا منتخب أسود الأطلسى استطاعوا أن يحفروا لأنفسهم مواقع متميزة في عالم كرة القدم، رغم عنصريته، ولم تستطع أمريكا حتى تاريخه أن تقرر حيازة لكأس العالم كما فعلت في غزة، وكما تفعل في فنزويلا الآن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية