النصب على الرئيس
قد يظن العامة من أمثالي أن الرئيس أي رئيس يعرف "دبة" النملة، وأنه على بينة بالتفاصيل كافة دون أن يحسب للمحيطين بشخصية الرئيس أهدافهم ومآربهم وطموحاتهم الخاصة، التي من خلالها يستطيعون تبديل الحقائق وتزوير الوقائع، وكله يجري تحت عنوان مهم لأي رئيس: حماية النظام!
في وقائع تاريخية قصها علينا من عاشوا على مقربة من دوائر السلطة أيام عبد الناصر، وما أدراك ما عبد الناصر، تؤكد أنه يمكن "تعمية" الرئيس ودفعه لاتخاذ قرارات لا علاقة لها بالواقع، وقصص العصر الناصري كثيرة ومتعددة تحت هذا العنوان، أو انطلاقًا من فكرة حماية النظام.
كان عبد الناصر، كلما طلب تقريرًا عن أداء وزارة أو إنتاج مصنع أو عن إنتاج محصول من المحاصيل الزراعية تصاغ التقارير بالشكل الذي يرضيه أو يجعله سعيدًا، وهي في الأصل أرقام وهمية وغير حقيقية، بمعنى أن المحيطين بالرئيس كانوا يعملون على خداعه.
عبد الناصر نفسه قال في أحد خطاباته أنه طلب من إحدى الوزارات تقريرًا معينًا، وبعدها بفترة كرر الطلب، فكانت النتيجة أن التقرير الثاني عكس الأول تمامًا، ووجه سؤالًا عن موضوع معين لثلاث وزارات فجاءته ثلاث إجابات مختلفة تمام الاختلاف، وقال عبد الناصر موجهًا كلامه للجماهير: أصدق مين ولا أعمل إيه؟!
القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، فما وصل إلينا من مذكرات وحوارات حية لشخصيات عايشت الرئيس وما يمكن أن يحدث له بفعل تقارير الأجهزة، وكان عبد الناصر مهتمًّا بزراعة الأرز باعتباره محصولًا تصديريًّا عظيم الأثر، وبالطبع التقط علي صبري، رئيس الوزراء، خيط اهتمام الرئيس فأعلن آلاف الأفدنة التي زرعناها أرزًا استجابة لتعليمات الرئيس، وكان من بين هذه المساحات الشاسعة ثلاثة الآف فدان بمحافظة كفر الشيخ.
استغل الرئيس احتفالات النصر ببورسعيد وقرر زيارة الثلاثة آلاف فدان بكفر الشيخ، وهو في طريقه إلى بورسعيد، وهنا وجد علي صبري نفسه في مأزق، فلم يكن منه إلا أن أصدر أوامره بتجريف الأرض محل الزيارة وزراعتها فورًا أرزًا، وقد تم بالفعل زراعة الثلاثة آلاف فدان بين يوم وليلة.
المثير أن المسؤولين لم يجدوا شتلات أرز تكفي المساحة، فلم يكن منهم إلا أن زرعوها "دنيبة"، و"الدنيبة" للفلاحين من أمثالي نبات ينتشر مع شتلات الأرز، ويقوم الفلاحون بإزالته فور نموه حرصًا على المحصول، زار الرئيس أكبر مزرعة "دنيبة" في تاريخ مصر!
واقعة أخرى تشي بما يمكن أن يفعله المحيطون بالرئيس والتأثير فيه.. سربوا لناصر أن أجهزتنا استطاعت بفضل مهاراتها وقدراتها الفائقة، الحصول على مادة تصنع في الاتحاد السوفيتي يمكن وضعها على البذور قبل غرسها في التربة ترفع من إنتاجية الفدان خمسة أضعاف، واستطعنا تصنيعها لدينا وأطلقوا عليها المادة "ج"، وطلب الرئيس إطلاق التجربة فورًا.
أمر الرئيس محمود الجيار أن يذهب إلى علي صبري لأمر هام، وبالفعل توجه الرجل إلى رئيس الوزراء وكانت المفاجأة طلب رئيس الوزراء من الجيار تجربة المادة الجديدة على أرضه التي يمتلكها، ويزرعها بالبطاطس، فرفض الجيار وقال لصبري "سأمهد لكم الأرض وازرعوها أنتم.. أخشى أن تفشل التجربة فيكون السبب انا"!
وبعد شد وجذب قال خلاله الجيار أخشى أن تكون مادتكم السحرية هذه مسألة غير علمية، لذا فأنتم أصحاب المادة وعليكم زراعتها وتحمل مسؤولية نجاحها أو فشلها.. جاء خبراء وذهب خبراء كما يقول الجيار وغمسوا البذور في مادتهم العجيبة وزرعوها، وبعد شهر تقريبًا أو شهرين التقى عبد الناصر والجيار وفوجئ الجيار بناصر يقول له: طبعًا اغتنيت وأصبحت أكثر ثراءً، فكان رد الجيار يسمع منك ربنا يا ريس.
قال ناصر للجيار: ألم ينتجِ الفدان في أرضك عشرين طنًّا من البطاطس.. رد الجيار: يا ريس لسه قدامنا أربعة أشهر حتى يثمر المحصول.. أدرك ناصر أنه وقع في شراك على صبري، وأن ما قيل له لا علاقة بينه وبين الواقع، ابتلعها ناصر وظل على يقينه أن المحيطين به يخدعونه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
