الثمار التي ننتظرها!
أتفق مع ما طرحه الإعلامي خالد أبو بكر في قراءته لخطاب الحكومة بشأن الأوضاع الاقتصادية، لاسيما في تعقيبه على تصريح رئيس الوزراء بأننا مقبلون خلال عامين على نقلة نوعية تنعكس إيجابًا على مستوى المعيشة. فالمشكلة الحقيقية لم تعد في وجود مؤشرات أو أرقام، بل في الفجوة الواسعة بين الخطاب الرسمي وما يعيشه الناس فعليًا.
الخطاب الإعلامي الحكومي يتحدث عن بوادر استقرار، ومعدلات نمو، وتراجع تضخم، لكن هذا الخطاب -بصيغته التقنية الجافة- لا يصل إلى الشارع، ولا يترجم إلى واقع ملموس في حياة المواطن.
الشارع لا يسأل عن نسب النمو، بل عن الدخل الذي يدخل بيته آخر الشهر، وعن قدرته على دفع فاتورة الكهرباء، وشراء احتياجات أسرته الأساسية، وأكل اللحم ولو مرة واحدة في الأسبوع، وسداد مصروفات المدارس، وإصلاح عطل مفاجئ في سيارته، أو توفير ثمن دواء لا يحتمل التأجيل.
المواطن لا يريد بيانات، يريد أن يفتح ثلاجته فيجد طعامًا. يريد أن يشعر أن تعبه له مقابل، وأن دخله - حتى لو تجاوز 20 أو 30 ألف جنيه - يكفيه هو وأسرتَه في ظل موجات الغلاء المتلاحقة. الواقع يقول إن شرائح واسعة من متوسطي الدخل باتوا عاجزين عن العيش بكرامة، فكيف الحال بمن هم دون ذلك، وقد أصبحت التقديرات تشير إلى أن نحو 30% من المصريين تحت خط الفقر؟
هنا تفرض الأسئلة نفسها بإلحاح: متى يشعر المواطن بثمار الإصلاح الاقتصادي التي ترفع الحكومة رايتها منذ سنوات؟ ولماذا لم ينعكس هذا الإصلاح حتى الآن على القوة الشرائية، ولا على استقرار الأسعار، ولا على أمن الأسرة الاقتصادي؟
ما جدوى ارتفاع معدلات النمو إذا كان المواطن عاجزًا عن تحقيق الحد الأدنى من الإشباع الاقتصادي والشعور بالأمان في المستقبل؟ كيف يمكن إقناع الناس بأرقام الاقتصاد الكلي بينما الضرائب تتزايد، وأسعار الوقود والكهرباء والخدمات ترتفع، وتكاليف الحياة تتضاعف؟
هل تكفي السياسات الحالية لفرملة الأسعار وحماية الفقراء والطبقة الوسطى من التآكل؟ وأين ضبط أولويات الإنفاق العام في ظل هذا الضغط غير المسبوق على الناس؟
إن استمرار الاعتماد على خطاب اقتصادي تقني، يكتفي بالأرقام والمؤشرات، لم يعد مجديًا اليوم. المطلوب خطاب جديد يضع الإنسان في قلب المعادلة، وسياسات أشد جرأة تعيد ترتيب الأولويات، وتربط أي حديث عن نمو أو إصلاح بتحسن فعلي في حياة المواطن اليومية.
فالمعادلة ببساطة: لا قيمة لنمو لا يُشبع جائعًا، ولا معنى لإصلاح لا يمنح الناس شعورًا بالكرامة والأمان، ولا مصداقية لخطاب لا يرى المواطن أثره في بيته وحياته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
