نصيحة للأمهات، احذري من تأثير ضغط الدراسة على علاقتك مع أبنائك
في ظل اقتراب الامتحانات، وتسارع وتيرة الحياة وزيادة المتطلبات التعليمية، أصبح ضغط الدراسة واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه الأسر، ولا يقتصر تأثيره على الأبناء فقط، بل يمتد ليطال العلاقة بين الأم وأولادها بشكل مباشر وعميق.
فالأم غالبًا ما تتحمل العبء الأكبر في متابعة الدراسة، والمذاكرة، والامتحانات، والواجبات، ما يجعلها في دائرة ضغط مستمرة قد تؤثر على أسلوب تعاملها ومشاعرها تجاه أبنائها دون قصد.
وأكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن ضغط الدراسة واقع لا يمكن إنكاره، لكنه ليس قدرًا محتومًا على العلاقة بين الأم وأولادها، فعندما تدرك الأم تأثير هذا الضغط وتتعامل معه بوعي ورحمة، تتحول الدراسة من عبء ثقيل إلى فرصة لبناء علاقة أقوى وأكثر دفئًا. فالأم التي تمنح أبناءها الأمان قبل الدرجات، تزرع فيهم حب التعلم، والثقة بالنفس، وعلاقة صحية تدوم لسنوات طويلة.
وأضافت الدكتورة عبلة، أن ضغط الدراسة ينشأ نتيجة عدة عوامل، من أهمها:
كثافة المناهج، كثرة الامتحانات، ارتفاع توقعات المدرسة، والخوف الدائم من الفشل أو التأخر الدراسي.
يضاف إلى ذلك مقارنة الأبناء بغيرهم، سواء من الأقارب أو الزملاء، ورغبة الأم في رؤية أولادها في أفضل صورة أكاديمية.
هذا الضغط لا يبقى في حدود التفكير، بل يتحول إلى توتر يومي يظهر في نبرة الصوت، ردود الأفعال، وأسلوب التوجيه.
كيف تشعر الأم تحت ضغط الدراسة؟
وأوضحت الدكتورة عبلة، أن الأم تشعر غالبًا بأنها مسؤولة بشكل كامل عن نجاح أبنائها الدراسي، فتربط بين مستواهم الأكاديمي وقيمتها كأم. هذا الشعور قد يولد لديها القلق، العصبية، الإحباط، وأحيانًا الشعور بالذنب، ومع تراكم المهام بين البيت والعمل والمتابعة الدراسية، قد تفقد الأم قدرتها على الصبر، فتتحول المذاكرة من وقت دعم واحتواء إلى ساحة توتر وصراع.
تأثير ضغط الدراسة على العلاقة العاطفية
العلاقة بين الأم وأولادها تقوم في الأساس على الأمان والحب غير المشروط. لكن عندما يسيطر ضغط الدراسة، قد يشعر الطفل أن حب أمه مشروط بالدرجات والتفوق. هذا الإحساس يخلق فجوة عاطفية، فيبدأ الطفل في الانسحاب، أو الكذب بشأن مستواه، أو فقدان الرغبة في الحديث عن مشكلاته الدراسية خوفًا من اللوم أو الغضب.
الغضب والتوتر أثناء المذاكرة
من أكثر المشاهد شيوعًا هو تحول وقت المذاكرة إلى مصدر توتر للطرفين. الأم قد ترفع صوتها، تكرر الأوامر، أو تستخدم أسلوب المقارنة والتهديد، بينما يشعر الطفل بالعجز أو العناد.
هذا النمط المتكرر يرسخ صورة سلبية في ذهن الطفل عن أمه، ويربط الدراسة بمشاعر الخوف بدلًا من الفضول والتعلم.
الأثر النفسي على الأطفال
ضغط الدراسة المستمر قد يؤدي إلى القلق، ضعف الثقة بالنفس، الخوف من الفشل، وحتى أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة. وعندما يكون مصدر الضغط هو الأم، يشعر الطفل بتضارب داخلي بين حبه لها وخوفه منها، ما يؤثر على العلاقة طويلة المدى ويقلل من شعوره بالأمان النفسي داخل البيت.

ليس كل الأطفال يتعاملون مع الضغط بنفس الطريقة. فبعضهم يصبح أكثر خضوعًا ويحاول إرضاء أمه على حساب صحته النفسية، بينما يتمرد آخرون ويظهرون العناد أو الإهمال الدراسي كوسيلة دفاع. وفي الحالتين، تكون العلاقة معرضة للاهتزاز إذا لم يتم التعامل مع الضغط بوعي.
دور الأم في كسر دائرة الضغط
الوعي هو الخطوة الأولى. عندما تدرك الأم أن ضغط الدراسة قد يؤذي علاقتها بأبنائها، يمكنها إعادة النظر في أسلوبها.
من المهم الفصل بين حبها لطفلها ومستواه الدراسي، والتعبير له بوضوح أن قيمته لا تتوقف على الدرجات.
كما أن الاستماع لمشاعر الطفل وفهم صعوباته الدراسية دون تهوين أو تهديد يخفف كثيرًا من التوتر.
تحويل الدراسة إلى تجربة داعمة
يمكن للأم أن تجعل المذاكرة وقتًا للتقارب بدلًا من الصراع، من خلال التشجيع، تقسيم المهام، واحترام الفروق الفردية بين الأبناء.
الدعم العاطفي، والثناء على الجهد وليس النتيجة فقط، يساعد الطفل على بناء علاقة صحية مع التعلم ومع أمه في آن واحد.
التوازن بين الحزم والاحتواء
لا يعني تقليل الضغط إلغاء المتابعة أو الحزم، بل تحقيق توازن بين التوجيه والاحتواء.
فالأم تستطيع وضع قواعد واضحة للدراسة، مع الحفاظ على نبرة هادئة، وتقبل الأخطاء كجزء طبيعي من التعلم. هذا التوازن يعزز الاحترام المتبادل ويقوي العلاقة الأسرية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



