رئيس التحرير
عصام كامل

خرجوا من أجل لقمة العيش وعادوا في توابيت، الموت يخطف 7 من أبناء "معصرة صاوي" بالفيوم

عدد منىالأطفال الضحايا،
عدد منىالأطفال الضحايا، فيتو
18 حجم الخط

تعيش قرية معصرة صاوي التابعة لمحافظة الفيوم حالة من الحزن والحداد العام، بعد أن فجعت بمصرع سبعة من أبنائها دفعة واحدة في حادث سير مروع على طريق الواحات، أثناء عودتهم من رحلة العمل اليومية الشاقة بإحدى المزارع بحثًا عن لقمة العيش. 

الضحايا بينهم خمسة أطفال في المرحلة الإعدادية وامرأتان، خرجوا مع شروق الشمس كعادتهم، يحملون على أكتافهم هم إعالة أسرهم المكافحة، لكنهم لم يعودوا هذه المرة، إذ عادوا جثامين متفحمة بعد انقلاب السيارة التي كانت تقلهم واشتعلت فيها النيران بالكامل.

صباح العمل ونهاية الطريق

اعتاد هؤلاء الفتية الخروج يوميًا مع بزوغ الفجر، يقطعون مسافات طويلة في رحلة عمل قاسية، ويعودون في نهاية اليوم محملين بتعب الجسد ورضا الأسرة، إلا أن القدر في ذلك اليوم كان له رأي آخر، حيث انقلبت السيارة في طريق العودة على طريق الواحات – الفيوم، ما أسفر عن اشتعالها ووفاة أغلب من كانوا بداخلها، بينما نجا عدد قليل بإصابات بالغة.

بطولة وسط النيران

ومن بين الناجين، الطفل زياد علاء (12 عامًا)، الذي جسد مشهدًا إنسانيًا مؤلمًا وبطوليًا في آن واحد.

زياد، الذي اعتاد مرافقة والدته في رحلة العمل اليومية، نجا من الحادث، لكنه ألقى بنفسه وسط ألسنة اللهب محاولًا إنقاذ والدته بعد انقلاب السيارة وانفجارها.

ورغم محاولته الشجاعة، كانت النيران أسرع، لتفارق والدته الحياة، بينما كتب الله لزياد عمرًا جديدًا، بعد إصابته بحروق وإصابات متفرقة في أنحاء جسده، حيث يرقد حاليًا لتلقي العلاج بالمستشفى.

شهادات من القرية

وقال المحامي فاروق عبد الكريم، أحد أبناء قرية معصرة صاوي: إن ما حدث يكشف حجم المعاناة التي تعيشها أسر القرية، مضيفًا: “هؤلاء الأطفال لم يخرجوا من بيوتهم ويقطعوا كل هذه المسافات من أجل جنيهات قليلة إلا تحت ضغط الفقر وقسوة الحياة، والذنب لا يقع عليهم ولا على أسرهم، بل على واقع اجتماعي واقتصادي قاس”.

وطالب عبد الكريم الدولة بتقديم رعاية خاصة لأسر الضحايا، مؤكدًا ضرورة معاملتهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية، وبما لا يقل عن معاملة أسر شهداء الواجب، من دعم اجتماعي وحماية ورعاية مستمرة.

وأكد الحاج جميل مصطفى أحد أبناء القرية على ضرورة تضافر كل الجهود من اجل اسر وذوي الشهداء داعيا المسؤولين إلى بذل الجهد الكافي من أجل إنهاء معاناة ذويهم.

تفاصيل الحادث وأسماء الضحايا

وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة قد تلقت بلاغًا بوقوع حادث مروري على الطريق الإقليمي في اتجاه الواحات، وعلى الفور انتقلت قوات المرور وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ.

وبالفحص، تبين أن الحادث أسفر عن مصرع كل من: ياسمين نادي فودة، مصطفى رمضان شعيرة، محمود محمد محمد درويش، أحمد سيد عزت، أحمد محمد حنفي، حسن محمود أحمد صاوي، محمود محمد محمد درويش

ولا تزال القرية تودع أبناءها بالدموع والدعاء، في مشهد يلخص مأساة الفقر والعمل المبكر، ويطرح تساؤلات مؤلمة حول حماية الأطفال والعمالة غير الآمنة على الطرق.

من المسؤول؟

الحادثة أثارت تساؤلات عدة  من بينها: كيف يُترك أطفال في عمر الزهور يسافرون مئات الكيلومترات يوميًا في سيارات غير آدمية؟..أين الدولة من عمالة الأطفال التي تحولت من ظاهرة إلى مأساة جماعية؟ فيما دعا البعض وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة القوى العاملة ومحافظة الفيوم بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، وتعويض أسر الضحايا تعويضًا عادلًا وإنسانيًا، لا مجرد "مساعدة رمزية" خاصة أن هذه الأسر فقدت أبناءها ومعيلها في آن واحد.
الحادث ليس نهاية قصة سبعة أطفال فقط، بل مرآة قاسية لواقع يُجبر الأطفال على ترك المدارس والذهاب إلى الورش والمصانع والطرقات.. أما الطريق الإقليمي فليست هذه أول مآسيه، ولن تكون آخرها.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية