بشارة واكيم، الكوميديان الذي أضحك الجماهير ربع قرن في قوته ولم تتحمله ربع ساعة في ضعفه
بشارة واكيم، الكوميديان صاحب اللهجة الشامية أبو دم خفيف، كبير الفنانين المحبوبين، أشهر عازب في السينما المصرية وصاحب مقولة “لن أتزوج حتى ولو شنقوني” اشتهر بتجسيد أدوار الباشا.. جمع بين الدراما والكوميديا ونجح فيهما. رحل فى مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1949.
ولد بشارة واكيم عام 1889 بحى الجمالية بالقاهرة وسط عائلة ثرية ذات جذور لبنانية، طبعت عليه اللهجة الشامية التى ميزته عن غيره من ممثلى جيله، درس الفرنسية بمدارس الفرير بالخرنفش، وحصل على شهادة الحقوق الفرنسية، وحفظ خلال دراسته القرآن الكريم، وكانت له مقولة لأن من أراد إتقان اللغة العربية عليه حفظ القرآن وتفهم معانيه، وعمل محاميا في المحاكم المختلطة عدة سنوات في بداياته، إلا أنه عشق للتمثيل وأصبح من رواد مسارح شارع عماد الدين مما غير من مسيرة حياته ترك المحاماة واتجه إلى الفن.
أول من كشف نبوغه
فى اليوم التالى لرحيل بشارة واكيم، تحت عنوان “كنت أول من كشف نبوغ بشارة واكيم” كتب جورج أبيض مقالا فى مجلة الكواكب عام 1949 يرثى فيه بشارة واكيم يقول فيه: فى عام 1912 كونت فرقة عربية مسرحية بناء على توجيه الزعيم سعد زغلول ــ وزير المعارف فى ذلك الوقت ــ جاءنى شاب فى الثانية والعشرين من عمره بادى الخجل والحياء وأخبرني أنه يهوى التمثيل وألح أن أضيف اسمه إلى فرقتى.

وأضاف جورج أبيض: اندهشت حين علمت أن بشارة واكيم حاصل على ليسانس الحقوق ويعمل مساعد محام أمام القضاء المختلط، وأشفقت عليه أن يترك المحاماة من أجل التمثيل ووعدته ببحث الأمر وانصرف، وبعد سنوات وقامت الحرب الأولى، وألغيت الفرق المسرحية ولم يبق إلا فرقتى التى اقتصر نشاطها على التمثيل فى الأوبرا ثلاث ليال كل أسبوع بالعربية وليلتان بالفرنسية.
يلح على العمل مع السبكى
وفى إحدى ليالى 1917 جاءنى بشارة واكيم يذكرنى بوعدى له فلم أجد بدا من أن أصارحه بإشفاقى على مستقبله، وإذا به يكرر إلحاحه حتى وافقت على ضمه كهاو، وسرعان ما اشترك معنا فى المسرحيات العربية والفرنسية، فأظهر تفوقا متميزا خاصة فى المسرحيات الفرنسية لتمكنه من لغتها.

على أن بشارة واكيم لم يلبث أن تخلف عن الفرقة عندما قامت قامت أواخر عام 1919 بسلسلة رحلات إلى الشام وشمال أفريقيا، فقد آثر أن يبقى بمصر لارتباطه بمشاغله الخاصة وإشفاقه على أسرته التى كان رحمه الله أكثر الناس برا بها حتى آخر لحظات حياته، وفى هذه الأثناء أسس عبد الرحمن رشدى فرقته الخاصة فانضم إليها بشارة ممثلا محترفا.
يتابع جورج أبيض: وفى عام 1924 اعدت تكوين فرقتى العربية فكان بشارة واكيم أول من ضممت اليها من زملائى فبرز وأظهر تفوقا ونبوغا وتفانيا فى تمثيل الأدوار التراجيدية ن وما كان يخطر على بال أحد أن يتجه إلى الأدوار الكوميدية يوما، ولكنه ما لبث أن عمل مديرا لفرقة منيرة المهدية ولمع نجمه فى التمثيل الكوميدى كما لمع فى التمثيل التراجيدي، وكان الناس قد بدأت تبحث عن الفكاهة فانساق بشارة مع الاتجاه العام ليثبت أن روحه الوثابة وكفاءته الفنية ومواهبه القوية لم تقف به عند ميدان دون الآخر، قدم أول رواية كوميدية من تمثيله وهى “الغندورة”، وقام فيها بدور جحا، ونجحت المسرحية حتى إن عرضها استمر ثلاثة أشهر.
هل يخطف الموت إلا العباقرة
وجاءت النهاية مع تقدم سن بشارة واكيم وإصابته بأمراض الشيخوخة، وعلى مسرح الأوبرا، ظهر بشارة واكيم فى إحدى المسرحيات وقوبل فى البداية بعاصفة من التصفيق، ولما بدا عليه الضعف والتعب وصوته لا يكاد يسمعه الجمهور من آثار أزمة شلل أصيب بها وتركت آثارا على صحته، فلم يعجب الجمهور ضعفه وصاحوا: علي صوتك فتأثر بشارة واكيم وتجمدت الدموع في عينه وهو يحاول أن يرفع صوته، وقال بعد ذلك: لقد أضحكت الجماهير ربع قرن ومع ذلك لم تستطع أن تتحملني ربع ساعة في ضعفي ليرحل بعدها فى مثل هذا اليوم عام 1949، لقد كان بشارة عبقريا. عبقريا، وهل يخطف الموت إلا العباقرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
