رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات العهد الشمولي أيام زمان!

18 حجم الخط

في ظل أجواء ربما لم تعِشها مصر من قبل، تجرى انتخابات لم تحدث من قبل، في غرابتها وروائح الفساد التي تفوح منها وحولها، نحن في زمن غريب لم يشهده العالم، في السبعينيات عندما أعلن الرئيس أنور السادات حرية عودة الأحزاب، اعتقد البعض ونحن منهم كشباب بأن هناك حياة سياسية جديدة ستشهدها مصر، ولكن سرعان ما ضاق السادات بالمعارضة التي صدقت ما أعلن عن حرية الأحزاب.. 

وعندما تولى الرئيس حسني مبارك لم يتعلم الدرس الأهم من تجربة من سبقه، فبدلا من تحجيم تيار الإخوان المسلمين الذي أعلن الرئيس السادات في آخر خطاب له قبل اغتياله، أنه أخطأ في إخراج الإخوان من السجون وإعادتهم لوظائفهم وتعويضهم عن فترة سجنهم، بل قال السادات: طلعت غلطان وعبد الناصر كان صح في تعامله معهم! 

بالرغم من رسالة السادات الواضحة أمام الجميع إلا أن نائبه حسني مبارك تجاهلها تماما، وحاول الظهور أمام الجميع أنه مع الديمقراطية وأخرج المعتقلين السياسيين من السجون، والذى لم يعلن الاتفاق الثلاثي على عودة الإخوان إلى ممارسة السياسة وبقوة، وأول تحالف كان بين الحزب الوطني وحزب الوفد والإخوان.. 

ثم انتقل الإخوان إلى حزب الأحرار ثم إلى حزب العمل الاشتراكي، ومن المؤكد كان هذا بموافقة ومباركة الدولة المصرية، وتطورت حالة الأحزاب من سيئ إلى أسوأ، حتى تم تجميد حزب العمل الاشتراكي وقيل أنه بسبب تحالفه مع الإخوان، وهذا كان تضليلا لأن التوافقات استمرت بين الحزب الوطني والإخوان حتى نجح 88 إخوانيا في برلمان 2005.. 

وكانت الطامة في انتخابات 2010، ونجح الوطني بمفرده وغابت المعارضة عن المشهد تماما، والملاحظ في ظل فترة الرئيس حسني مبارك كانت صحف المعارضة تنتقد النظام، وباستثناء غلق جريدة الشعب، كانت الصحف تعارض وكان شعار النظام دعهم يتكلموا وينتقدوا، ولكن الحكومة تفعل ما تريد!

وحدث ما حدث في 25 من يناير 2011، ثم 30 من يونيه 2023، وجاء مرحلة أعتقد الجميع أن ثورة 30 يونيه ستكون مرحلة جديدة في تاريخ الحياة السياسية المصرية، وللأسف لم نتقدم خطوة، أصبح لدينا أعداد من الأحزاب لا يعرف عددها إلا الله، وتقلصت الحريات بدلا من اتساع مساحتها، حتى ما كانت تمارسه المعارضة من النقد للمسئولين، لم يعد مقبولا وانكمشت الحريات إلى العدم..

والانتخابات الأخيرة توضح حالة الحياة السياسية إلى الحضيض، امتنع الشعب عن المشاركة بالرغم من المليارات التي صرفت على الانتخابات من المرشحين، ومن عاش التاريخ سيقول عنها إنها الأسوأ في التاريخ، وللذين يتحدثون عن الحكم الشمولي سأذكر لهم انتخابات مجلس الأمة في إحدى الدوائر المشهورة، دائرة قطور التي أنتمي لها.. 

في الستينيات رأيت المرشحين وهم يذهبون إلى القرى ويلتقون مع الفلاحين وفى شوارع القرية، كان نجوم الانتخابات في ذلك الوقت فكري الجزار، ضوقى الهواري، أبوشادي الكيلاني، محمد العاصي، عبد الهادي شرباش، على خاطر وغيرهم لا تسعفني الذاكرة، لو تأملت الأسماء ستجد أنهم يمثلون الاتجاهات السياسية المختلفة.. 

الجزار أحد أكبر المعارضين وكان يميل للتيار الإسلامي ولكنه لم ينتمِ لهم، على خاطر أحد أقطاب اليسار والتجمع فيما بعد في الغربية، والهواري وأبوشادي أقرب إلى الوسط، وكانوا يتنافسون ومستحيل معرفة مسبقا من سينجح، وكانوا يتبادلون النجاح.. 

كانت شوارع وحواري القرى تعرفهم جيدا، كانوا يشعرون بكل احتياجات المواطن البسيط، وكان المواطن البسيط يذهب للاختيار في يوم اتذكره جيدا كان بمثابة العيد في حالة بهجة، هذه انتخابات ما يردد الجهلاء بالحكم الشمولي الذي بنى المصانع والسد العالي وحرر مصر من الاستعمار.. يعيش جمال عبد الناصر حتى في موته كما قال الخال الأبنودي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية