6 سنوات من الشلل النقابي.. و350 ألف صيدلي ينتظرون الإنقاذ.. غياب مجلس نقابة منتخب يهدد المهنة التى أصبحت بلا صاحب ومطالب بإجراء انتخابات فورية

تواجه مهنة الصيدلة في مصر أصعب فتراتها، بعد سنوات طويلة من الحراسة القضائية على نقابة الصيادلة، منذ 2019، وهو ما تسبب في شلل العمل النقابي، وأفقد النقابة القدرة على أداء دورها المهني.

 أكثر من 350 ألف صيدلي بلا تمثيل حقيقي يدافع عن حقوقهم

فبين أحكام قضائية تقضي بإنهاء الحراسة، ومطالبات متكررة بإجراء انتخابات تفرز مجلسا منتخبا، يبقى أكثر من 350 ألف صيدلي بلا تمثيل حقيقي يدافع عن حقوقهم أو يعبر عن أزماتهم المتفاقمة.

فالمهنة التي كانت ركيزة أساسية في منظومة الدواء، باتت اليوم، بحسب تصريحات مسؤولين نقابيين "بلا صاحب".

غابت عنها القيادة المنتخبة، وتاهت قضاياها بين لجان غير متفرغة وقرارات مؤجلة، فيما تواجه أزمات غياب فرص العمل وتكدس الخريجين، إلى ضعف الرقابة على سوق الدواء وانتشار السلاسل والدخلاء على المهنة.

"فيتو" تواصلت مع عدد من قيادات مهنة الصيدلة للكشف عن أوضاع المهنة ومشاكلها ومدى تأثرها بفرض الحراسة عليها لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف، وسط دعوات لضرورة توحيد الصفوف وإجراء انتخابات عاجلة تعيد للمهنة صوتها ومكانتها في المجتمع.

من جانبه، أكد الدكتور عصام عبد الحميد، وكيل نقابة الصيادلة تحت الحراسة القضائية، أن هناك أحكاما قضائية نهائية بوقف الحراسة على النقابة، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه الأحكام يتطلب تضافر جهود الدولة والسلطة القضائية، خاصة أن حكم الحراسة لم يمنح للحارس القضائي صلاحية إجراء الانتخابات.

وأوضح لـ"فيتو" أن الحراسة استمرت إلى 6 سنوات دون أن تشهد النقابة أي جديد منذ 2019، لافتًا إلى أن اللجنة المشرفة على الحراسة غير متفرغة، إذ تضم عضوا في مجلس النواب وآخر في المجلس الأعلى للجامعات، إضافة إلى ممثلة في عدد من الهيئات الحكومية، وهو ما حال دون تفعيل دور اللجنة في خدمة أعضاء النقابة.

وأشار وكيل النقابة إلى أن عدم وجود مجلس منتخب من 25 عضوا فاعلا أثر سلبا على معالجة القضايا المهنية الملحة، مثل مشكلات الأدوية منتهية الصلاحية ونقص الدواء، وانتشار سلاسل الصيدليات والدخلاء على المهنة، إلى جانب الحاجة إلى تحديث القوانين المنظمة لممارسة المهنة.

وأضاف أن هيئة سلامة الغذاء تعاقدت مؤخرا مع إحدى الشركات لتوريد مكملات غذائية ذات أثر علاجي يتم توزيعها عبر المندوبين في اماكن غير الصيدليات؛ مما انعكس سلبا على سوق العمل وأضر بمهنة الصيدلة، في ظل فوضى تسويقية وبيع الأدوية بسعرين وانهيار اقتصاديات الصيدليات

وأشار الدكتور عصام عبد الحميد لـ"فيتو" إلى أن الحارس القضائي لم يقدم أي كشف حساب مالي أو إداري لأعضاء النقابة طوال ست سنوات من توليه، مؤكدا أن القضاء الإداري أصدر أحكامًا واضحة بإلغاء الحراسة، وأنه لا يجوز فرض الحراسة على النقابات المهنية طبقًا للأحكام القضائية.

وأكد أن عودة النقابة لمجلس منتخب هو السبيل الوحيد لإعادة تنظيم العمل النقابي، والدفاع عن حقوق الصيادلة، واستعادة دور النقابة في تطوير المهنة وحماية أعضائها.
 

مهنة الصيدلة في حالة دمار

قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: إن مهنة الصيدلة تمر بحالة من التدهور غير المسبوق نتيجة غياب الممثلين الشرعيين لنقابة الصيادلة منذ سنوات، مؤكدًا أن النقابة أصبحت بلا قيادة فاعلة تدافع عن حقوق أعضائها أو تمثلهم أمام الجهات الرسمية.

وأوضح البدوي أن الصيادلة يمثلون شريحة واسعة ومتنوعة من المجتمع المهني، فهم أصحاب صيدليات، وعاملون في شركات الأدوية والدعاية والمصانع، بالإضافة إلى الصيادلة الحكوميين، ومع ذلك لا يجدون اليوم من يعبر عن مصالحهم أو يتحدث باسمهم رسميا.

وأكد ضرورة إجراء انتخابات حرة وشفافة تفرز مجلس منتخب يعيد للنقابة دورها الطبيعي في خدمة أعضائها

وأكد سكرتير شعبة الصيدليات أن غياب التمثيل النقابي أدى إلى تهميش الصيادلة في معظم اللجان التي تشكل داخل الهيئات الحكومية، وهو ما جعلهم "الحلقة الأضعف" في أي قضية تتعلق بالقطاع الصحي أو الدوائي.

مهنة الصيدلة أصبحت بلا صاحب في ظل غياب مجلس منتخب على رأسه نقيب قوي

وقال البدوي: إن مهنة الصيدلة أصبحت بلا صاحب، في ظل غياب مجلس منتخب على رأسه نقيب قوي قادر على الدفاع عن الصيادلة أمام القرارات والتحديات التي تواجههم.

وأشار إلى أنه لا يعفي مجلس النقابة السابق من المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع الحالية، بسبب الخلافات بينهم، مؤكدا أن الصيادلة لن يعيدوا انتخاب مجلس تسبب في تدمير المهنة أو سمح بتدهور أوضاعها إلى هذا الحد.

وشدد علي ضرورة سرعة إنهاء الحراسة القضائية وإجراء انتخابات حقيقية، تعيد للنقابة شرعيتها وللصيادلة صوتهم في كل القضايا المهنية والتنظيمية.

النقابة تمثل ركيزة أساسية لحماية مصالح الصيادلة الأحرار وأصحاب الصيدليات الأهلية

بدوره، قال الدكتور ثروت حجاج، عضو مجلس نقابة الصيادلة: إن النقابة تمثل ركيزة أساسية لحماية مصالح الصيادلة الأحرار وأصحاب الصيدليات الأهلية، لافتا إلى أن العديد من الصيدليات وصلت إلى حافة الإفلاس وانهيار النشاط الاقتصادي بها بسبب مشكلات تخص المهنة ولم يجدوا من يدافع عنهم.

وأوضح حجاج أن النقابة تضم 24 لجنة تتولى ملفات مهمة، منها التعليم الصيدلي، والخدمات، والتعويضات، وتأديب المهنة، إلا أن جميع هذه اللجان توقفت عن العمل خلال فترة الحراسة القضائية.

وأضاف: “ما يجري حاليًا يقتصر على إصدار كارنيهات مزاولة المهنة، وجمع الاشتراكات، وصرف الرواتب، دون أي نشاط مهني حقيقي يخدم الصيادلة”.

وأشار إلى أن ملفات حيوية مثل الضرائب، ومشكلات الصيدليات مع مصلحة الضرائب، ومناقشة قانون المسئولية الطبية، لم يكن للصيادلة أي تمثيل فيها خلال فترة الحراسة.

كما لفت إلى غياب دور النقابة في متابعة ملف التتبع الدوائي، مؤكدًا أن ميزانية النقابة لم تناقش منذ أكثر من ست سنوات.

وأضاف  أن النقابة كانت في السابق تولي اهتمام  بملف الأدوية الناقصة، وتحرص على رصدها في الأسواق بشكل دوري، إلى جانب ملف معاش الصيادلة الذي يمس شريحة كبيرة من المهنيين.

في مصر ما يقرب من 80 ألف صيدلية و350 ألف صيدلي

وأوضح أن في مصر ما يقرب من 80 ألف صيدلية و350 ألف صيدلي، مؤكدا أن النقابة يجب أن تعمل من أجل مصلحة الصيادلة والمريض والمجتمع معا.

وقال: “لا نعلم حتى الآن كيف يتم إلغاء الحراسة القضائية على النقابة، لكن الأكيد أن عودة النقابة لإدارة شؤونها ضرورة ملحة لإنقاذ المهنة”.

فيما قال الدكتور خالد النجدي، نقيب صيادلة دمياط: إن الدستور المصري لا يجيز فرض الحراسة القضائية على النقابات المهنية، مؤكدا أن الوضع الحالي داخل نقابة الصيادلة يتعارض مع نصوص الدستور وروح العمل النقابي الحر.

وأوضح النجدي في حديثه لـ"فيتو" أن من قام برفع دعوى فرض الحراسة القضائية على النقابة هو ذاته من يجب أن يتقدم بدعوى جديدة لإنهاء الحراسة، لافتا إلى أن هذا الملف ظل معلق لسنوات رغم مطالبات متكررة من قيادات المهنة بضرورة إنهاء الحراسة وعودة النقابة إلى إدارة شؤونها بشكل طبيعي.

وأضاف: “منذ سنوات، اجتمع عدد من كبار الصيادلة والعقلاء داخل المهنة، وطالبوا الحكومة  بإصدار قرار رسمي بإلغاء الحراسة، لكن كل المناشدات والمطالبات التي وجهناها للجهات المعنية لم تلق أي استجابة حتى الآن”.

الصيادلة: مخزون أدوية الفشل الكلوي يكفي لمدة 4 أشهر

"نقابة الصيادلة": فتح باب الحجز في قرعة تأشيرات الحج غدا

وأشار نقيب صيادلة دمياط إلى أن الفروع النقابية في المحافظات لا تملك صلاحيات حقيقية، ويقتصر دورها على تسيير الأعمال وإنهاء إجراءات قيد الصيادلة في النقابة، دون القدرة على اتخاذ قرارات مهنية أو تنظيمية مؤثرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.