البرلمان.. صوت الناس أم صوت المصالح؟! (1)
هل حقًّا لدينا انتخاباتٌ برلمانيةٌ يتنافس فيها الجميع على أصوات الناخبين بحريةٍ وشفافيةٍ وعدالة؟ وهل القوائم الحالية الشاملة هي الأنسب لاختيار ممثلي الشعب، أم أنها أداةٌ لتكريس الاحتكار وإقصاء الأصوات المستقلة؟ وهل غلبة رجال الأعمال وأصحاب المال على قوائم المرشحين تعكس فعلًا نبض الناس ومصالحهم، أم تعبّر عن طبقةٍ محددةٍ تسعى إلى توسيع نفوذها داخل البرلمان؟
أليست غلبة أصحاب المال والنفوذ على قوائم الترشح دليلًا على أننا أمام تزاوجٍ جديدٍ أكثر توحشًا بين المال والسلطة، على حساب الطبقات الفقيرة والوسطى التي تهاوت تحت سنابك الغلاء وتوحّش السوق؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها ونحن على أعتاب انتخابات مجلس النواب 2025، انتخاباتٍ يُفترض أن تكون مرآةً لإرادة الناس وصوتهم الحر، فإذا بها -في نظر كثيرين- لا تزال بعيدةً عن التعبير الصادق عن نبض الشارع الذي لم يجد نفسه في كثير من القوائم ولا بين معظم الأسماء. فالسلطة التشريعية وُجدت لتحقيق التوازن ومراقبة أداء الحكومة، لكن كيف تُمارس هذا الدور إذا كان الطريق المؤدي إليها لا يضمن منافسةً حقيقية ولا فرصًا عادلة؟
المواطن يرى المشهد بعينٍ مزدوجة.. عين الأمل وعين الحذر. الأمل في أن تكون هذه الانتخابات بدايةً لمرحلةٍ جديدة يُستعاد فيها وزن الناس وصوتهم في المعادلة السياسية، وأن يفرز الصندوق برلمانًا حقيقيًّا يعبر عنهم لا عن التحالفات الضيقة والمصالح الخاصة.
فالمواطن الذي خبر التجارب السابقة لم يعد يصدق الشعارات، ولا يكتفي بوعودٍ تُقال على المنصات ثم تتبخر بعد إعلان النتائج، بل يبحث عن نائبٍ يعرف طريقه إلى هموم الناس لا إلى موائد المكاسب والمناصب.
وفي المقابل، تتوجس عين الحذر من مشهدٍ لا يخلو من تساؤلاتٍ مقلقة: هل ستكون المنافسة نزيهة بالفعل؟ هل سيطرح المرشحون برامج واقعية تمس حياة الناس، أم سيكتفون بلافتاتٍ براقة وصورٍ ضخمة تملأ الشوارع؟ هل سيكون البرلمان القادم سلطةً تراقب وتشرّع بحق، أم مجرد غرفة صدى لقراراتٍ جاهزة؟
فالناس لم تعد تقتنع بالوجوه التي لا تراها إلا وقت التصويت، ولا بالابتسامات التي تزول مع إعلان النتائج، بل تريد نائبًا يعيش بينهم لا فوقهم، يسمعهم لا يتحدث عنهم، يطرح قضاياهم تحت القبة لا في المناسبات.
ورغم هذا الحذر، يبقى الأمل قائمًا في وعيٍ شعبيٍّ يتنامى عامًا بعد آخر، وفي إدراكٍ متزايد بأن الصوت الانتخابي ليس منحةً لأحد، بل مسؤوليةٌ عن مستقبل وطنٍ بأكمله. فالصوت الحر الواعي أقوى من المال والنفوذ، وهو القادر على تصحيح المسار وبناء برلمانٍ جديرٍ بالاحترام والثقة.
مهمة البرلمان الجديد أن يستعيد ثقة الناس، وأن يكون على مستوى رؤية وجهد الرئيس وتطلعاته لوطنٍ يُشار إليه بالبنان، ولن يتحقق ذلك إلا إذا قرأ المرشحون تاريخ البرلمانات السابقة جيدًا حتى لا تتكرر مهازلها ومساوئها. وربما تكون أولى بوادر الإصلاح أن يتفق النواب الجدد على التنازل الطوعي عن الحصانة البرلمانية التي اتخذها البعض في السابق بابًا للمغانم لا حمايةً للموقف والحق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
