رئيس التحرير
عصام كامل

السودان.. مأساة لا يسمع صراخها أحد!

18 حجم الخط

ما يحدث في السودان لا يمكن أن يوصف إلا بأنه جرح مفتوح في ضمير الإنسانية، ووصمة عار على جبين العالم الصامت.. بلاد الخيرات والثروات تُنهب وتُدمّر على أيدي ميليشيات عربية وغير عربية، وكأنّ هناك من أراد للسودان أن يبقى في دوامة الخراب والفوضى، لا يعرف أمنًا ولا استقرارًا، ولا يسمح له أن ينهض من تحت الركام.


قوات «الفساد السريع» –كما يسميها السودانيون بمرارة– تعيث في الأرض قتلًا وتعذيبًا ونهبًا وتخريبًا وإبادة. لا حرمة لمسجد، ولا قداسة لمكان، ولا رحمة لامرأة أو طفل أو شيخ. غلظة بلا رفق، ووحشية بلا إنسانية، وفظاظة لا تعرف قانونًا ولا أخلاقًا.


السودان اليوم يشرب من الكأس نفسها التي تجرعتها غزة، غير أن الفرق المؤلم أن السودان لا بواكي له؛ مغيَّب عن الشاشات، غائب عن صدارة الأخبار، منسيٌّ في ضمير العالم. لم يبدأ الاهتمام إلا حين سقطت الفاشر في قبضة ميليشيا الخراب، وكأنّ المأساة لا تُرى إلا إذا بلغت حدود الكارثة الكبرى.


في كلمته أمام مجلس الأمن، وصف السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، ما يجري بأنه جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وفقًا للتوصيفات القانونية الدولية. قال إن أحداث الفاشر ليست استثناءً، بل استمرار لنمط ممنهج من القتل والتطهير العرقي تمارسه الميليشيا منذ اندلاع تمردها في أبريل 2023، مشيرًا إلى أن المشاهد المروعة في غرب دارفور ضد قبيلة المساليت تتكرر الآن في الفاشر، حيث يُقتل المدنيون العزّل، وتُحرق الأسواق والمنازل، وتُنهب المستشفيات والمرافق الطبية.


لقد تحوّلت الفاشر إلى رمز جديد للمأساة السودانية، نموذجٍ لجرائم منظمة ترعاها قوى خارجية معروفة تموّل وتسلّح وتدعم إعلاميًا وسياسيًا. ومع ذلك، لم يتحرك مجلس الأمن خطوة واحدة لمحاسبة الممولين أو لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تكشف الحقيقة وتضع العالم أمام مسؤوليته الأخلاقية والقانونية.


إنّ ما يجري في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل مؤامرة على دولة غنية بمواردها، ذات موقع استراتيجي يطمع فيه الكثيرون. حرب تُدار بالوكالة لإبقاء البلاد في حالة إنهاك دائم، وإفراغها من مقدّراتها ومن كرامة إنسانها.


ويبقى السؤال الموجع: ما ذنب المدنيين الذي يعلقون على الأشجار ويمثّل بهم بطريقة وحشية قبل مقتلهم، وأناس يوضعون تحت المجنزرات والدبابات وآخرون يؤمرون بحفر قبورهم ثم يدفنون فيها وهم أحياء.. أمهات يُقتلن وهن يرضعن أطفالهن وغيرها من فنون التعذيب التي لا مثيل لبشاعتها وفظاعتها.. فبأي ذنب يفعل ذلك الإجرام بأهلنا في السودان.. ولمصلحة مَن؟!

 

هل هو الصراع لسلب المال والخيرات..  أم صراع النفوذ والسياسات.. أم تخريب وتفكيك وتفتيت للدول لحساب مشروع يستهدف إضعاف العرب والرقص على أنقاضهم.. أم هو كل ذلك ؟! إلى متى سيظل السودان وحيدًا يصرخ في العراء، لا يسمعه أحد، ولا يمد له العالم يدًا تعيده إلى الحياة؟


وأين هم العرب مما يجري لأشقائهم في جنوب الوادي..هل ننتظر أن تمد لهم قوى غربية يد العون لتنهب تحت ستار الدعم ما بقي للسودان من موارد، وتعيث في الأمن القومي العربي فسادًا وتخريبًا؟! ماذا ينتظر العرب وهم يرون بلدانهم تؤكل الواحدة تلو الأخرى حتى بات لسان حالنا يقول "أُكلت يوم أُكِلَ الثور الأبيض؟!".

المدهش أن المحرض والجاني الذي يعبث بالسودان والأمن القومي لمصر معروف ومكشوف ومفضوح والكل ساكت.  إلي متي؟!
 الله أعلم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية