رئيس التحرير
عصام كامل

على مقهى الانتخابات

18 حجم الخط

في سجال على مقهى شعبي، دارت حمى النقاش الحاضر على طاولة المصريين، وهي الانتخابات، وما جرى فيها، وما يجرى الآن، واحتدم النقاش بين طرفين، كنت بينهما شاهد عيان لا يرغب في الاشتباك دون امتلاك أدواته، وهي الصوت المرتفع.


مال النقاش الساخن بين صديقين على محورين متضادين لا ثالث بينهما، الأول يرى أن هندسة الانتخابات التي جرت في الشيوخ والتي تجرى في النواب لم تكن على المستوى المطلوب، وأن ما شابها من اختيارات لم يكن على مستوى الواقع المصري ولا محيطه، بينما يرى الطرف الثاني أن ما حدث ويحدث هو تعبير عن واقع يرتبط بمحيطنا الساخن إلى حد الانفجار.


رأي صديقي الأول أن القائمة الوطنية واختيارات الفردي فيها مجاملات وتشويها لا يعبر عن المجتمع بكل تفاصيله، بينما رأى الطرف الثاني أن القائمة الوطنية ضمت عددا كبيرا من الأحزاب السياسية المتباينة في أفكارها وبرامجها، وأن فوزها يضيف إلى المشهد البرلماني تنوعا، يرقى لتحمل المسئولية الوطنية الآن بكل ما تحمله كلمة الآن من مضامين ومعان.


وقال الرجل في معرض كلامه عن القائمة الوطنية: إن من بين أعضائها أساتذة جامعات، وساسة، وصناع، ورجال أعمال، وقادة رأي، إضافة الى التنوع من حيث التمثيل النيابي للمرأة، وذوي الهمم والإخوة المسيحيين، وأعضاء بارزين في أحزاب سياسية كبرى وأخرى أقل تنظيما.


في حين رأي صديقنا الأول أن غلبة رأس المال طغت على المعنى التمثيلي، وأن هناك من دفعوا أموالا كثيرة للأحزاب السياسية الممثلة في القائمة يرد صديقنا الثاني: وهل تمول الأحزاب دون تبرع أعضائها القادرين على التبرع ؟ وهل يمكن للعمل الحزبي أن ينجح دون مؤتمرات وندوات ودعاية واشتباك مع الجماهير.


ومع ارتفاع حدة الصوت بين الصديقين المتناحرين نقاشا، تدخل عامل القهوة، وتعالت ضحكاتنا بعد أن وصل الاشتباك لأطراف أخرى لا تربطنا بها أية علاقة، فقد توسع النقاش وأصبحنا كمن عقد مؤتمرا انتخابيا أو مناظرة بين طرفين، كل طرف يتمترس خلف وجهة نظره، دون منح الطرف الثاني حق التمترس خلف وجهة نظره.


وطلب مني الحضور أن أدلي برأيي في القضية، وكنت على يقين أن الطرفين لن يرضيهما ما سأقول إذ إن حالة الرضا ترتبط دوما في النقاشات الحادة بين وجهتي نظر، بما يمكن أن تتفق فيه مع طرف دون آخر، وقلت: لست ممن يميلون إلي إمعان النظر في نصف الكوب الفارغ، ولست أيضا ممن لايرون إلا النصف المملوء.. 

وبوصلتي في هذا الأمر ما مررت به خلال سنوات عمري، في تجارب صحفية عدة، رأيت فيها كيف اغتالت أقلام قمما وقيما، وكيف قامت أخري بإعلاء قيم وقمم، ولم يكن لأي طرف الحق في إلغاء الآخر أو إقصائه.


وعلتي فيما أرى أنه لا يمكن تجاهل أن القائمة الوطنية -مع اختلافي في التسمية- تضم أسماء كبيرة من أساتذة جامعات، وشخصيات لها تاريخ، وتضم أيضا أسماء أخرى أقل من ذلك، وهي عمل سياسي يخضع لوجهات النظر، فما يراه البعض غير مناسب قد أراه مناسبا ومهما، كل حسب وجهة نظره..

كما أن الانتخابات عمل بشري يحتمل أكثر من قول، وأكثر من رؤية، والصندوق هو مرآة المزاج الشعبي، شريطة ألا يتعرض الجمهور لضغوط من أي نوع، وشريطة أن يترك الأمر لصاحب الأمر، إذ أن تجربتنا الحزبية رغم السنوات الطوال التي مرت لا تزال في المهد، لأسباب ليس الآن موقع أو موضع الحديث عنها.

وأخيرا أقول: إنني تعلمت من صديقي الدكتور محمود عمارة أن وجهة نظرى ليست قرآنا، ووجهة نظر الآخرين -ممن يعاندون أفكاري أو آرائى- ليست نصا شيطانيا، وهو في هذه المسألة يمارسها ممارسة من عاش لعقود في أوربا وتعايش معها، فكانت جزءا من تفكيره دون أن تصيبه بلوثة السيطرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية