خطر مرعب، أطباء القلب يحذرون من البلاستيك المتسلل إلى الأوعية الدموية
في الوقت الذي تتركز فيه الجهود الطبية حول العالم على مكافحة ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم باعتبارهما أبرز عوامل الخطر لأمراض القلب، بدأ الأطباء يحذرون من تهديد جديد، أكثر خفاءً وأقل شهرة، يتسلّل إلى مجرى الدم بصمت.
يحذر كبار أطباء القلب من أن هذا العامل الناشئ قد يسرع، دون إدراك، تلف القلب والأوعية الدموية، حتى لدى الأشخاص الذين يُديرون جيدًا عوامل الخطر التقليدية.
ومع استمرار أمراض القلب كأحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، فإن فهم هذا التهديد الجديد يُعد خطوة ضرورية في تطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج.
خطر غير متوقع داخل الشرايين
كشف طبيب القلب الدكتور دميتري يارانوف، عبر منشور على “إنستجرام”، عن ما وصفه بـ “خطر مرعب” داخل مجرى الدم، قد يكون أشد ضررًا من المؤشرات التقليدية كالكوليسترول وضغط الدم.
وأوضح أن هذا الخطر يتمثل في جزيئات بلاستيكية دقيقة تم العثور عليها داخل لويحات الشرايين، ترتبط بارتفاع ملحوظ في احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
واستند يارانوف في حديثه إلى دراسة رصدية حديثة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أظهرت أن المرضى الذين احتوت لويحات الشرايين لديهم على جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو الوفاة بما يصل إلى 4.5 أضعاف مقارنةً بمن لم تسجل لديهم هذه الجزيئات.
أدلة متزايدة على تورط البلاستيك في أمراض القلب
توصّلت الدراسة إلى أن هذه الجسيمات البلاستيكية قد تُسرّع من تطوّر أمراض القلب من خلال تسريع التهاب الأوعية الدموية وزعزعة استقرار اللويحات. وقد جرى تحليل عينات من 257 مريضًا خضعوا لجراحة استئصال اللويحات من الشريان السباتي، حيث أظهرت النتائج أن أكثر من نصف العينات احتوت على مواد بلاستيكية متغلغلة داخل الأنسجة.
وربط الباحثون وجود هذه الجزيئات بارتفاع المؤشرات الحيوية الالتهابية وزيادة الإجهاد التأكسدي وتنشيط الخلايا البلعمية، وهي جميعها عمليات تُضعف استقرار اللويحات وتزيد احتمالية تمزقها، ما يُمهد الطريق لأزمات قلبية وسكتات دماغية حادة.
وأشار الدكتور يارانوف إلى أن العلاقة السببية المباشرة لم تُثبت بعد، إلا أن قوة الارتباط بين وجود هذه الجسيمات وتفاقم المرض، إلى جانب الآليات البيولوجية المحتملة، تستدعي اهتمامًا طبيًا عاجلًا وإدراج هذا العامل ضمن منظومة الوقاية من أمراض القلب.
تهديد يغيّر معادلة الوقاية التقليدية
حتى الآن، ركزت جهود الوقاية من أمراض القلب على ضبط الكوليسترول، وخفض ضغط الدم، والامتناع عن التدخين، وضبط مستويات السكر، وتحسين نمط الحياة، غير أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن الخطر لا يتوقف عند حدود المؤشرات التقليدية، وأن هناك عوامل بيئية خفية قد تلعب دورًا حاسمًا في صحة الشرايين.
فوجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللويحات يُضيف طبقة جديدة من الضرر، من خلال تعزيز الالتهاب المزمن، وتلف الخلايا البطانية، وتنشيط الجهاز المناعي، ما يُعجّل بتصلب الشرايين ويزيد من احتمالات حدوث النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، حتى لدى من يتمتعون بفحوصات طبيعية نسبيًا.
من هم الأكثر عرضة؟
يُعتقد أن الفئات التالية أكثر عرضة لتأثيرات هذه الجسيمات المجهرية:
الأشخاص الذين يعانون بالفعل من تصلب الشرايين أو تراكم لويحات دهنية.
الأفراد المعرضون للبلاستيك الدقيق أو النانوي من خلال البيئة، أو مياه الشرب، أو الأغذية المعبأة، أو حتى الاستنشاق.
من لديهم التهابات مزمنة أو إجهاد تأكسدي مرتفع في الأوعية الدموية.
المرضى الذين تُدار لديهم عوامل الخطر التقليدية بشكل جيد لكنهم يستمرون في مواجهة مشكلات قلبية متكررة.
دعوة إلى أبحاث أوسع
يدعو الأطباء والعلماء إلى إطلاق دراسات طويلة المدى لتأكيد العلاقة السببية بين الجسيمات البلاستيكية وأمراض القلب، إلى جانب تطوير اختبارات غير جراحية لقياس تراكم هذه الجسيمات في الأنسجة الوعائية. كما يجري التفكير في آليات جديدة للحد من التعرض للبلاستيك الدقيق في البيئة والغذاء والمياه.
"الخطوة التالية في طب القلب"
يصف الدكتور يارانوف هذا التطور بأنه “الخطوة التالية في مجال رعاية القلب”، موضحا أن التركيز المستقبلي لن يقتصر على الدهون وضغط الدم فقط، بل سيتوسع ليشمل تأثير الملوثات البيئية الدقيقة على الصحة القلبية الوعائية.
إن ظهور هذا الخطر الخفي داخل الشرايين يعيد صياغة مفهوم الوقاية من أمراض القلب، ويفتح الباب أمام جيل جديد من الأبحاث التي تجمع بين الطب البيئي وطب القلب، في محاولة لحماية القلب من أعداء لم نكن ندرك وجودهم من قبل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا








