رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة حديثة: القهوة درع واق ومُرمم لصحة الكبد

القهوة، فيتو
القهوة، فيتو
18 حجم الخط

كشفت مراجعة علمية جديدة وواسعة النطاق، نُشرت في مجلة “Biochemical Pharmacology”، عن أدلة إضافية قوية تؤكد أن تناول القهوة بانتظام لا يساعد فقط في حماية الكبد بل قد يساهم في ترميم صحته من خلال تثبيط التندُّب والالتهاب.

لم تكتفِ المراجعة بتأكيد الارتباطات المعروفة سابقًا بين القهوة وصحة الكبد، بل تعمقت في تحديد المسارات الجزيئية المحتملة التي تشرح هذه العلاقة المفيدة. وتُعد هذه المراجعة تجميعًا وتحليلًا جديدًا لبيانات وبائية وتجريبية وسريرية امتدت لعقود، توثق الإمكانات الصحية للقهوة على الكبد

كيف تحافظ مركبات القهوة على الكبد؟

لطالما أشارت الأبحاث إلى أن المزيج الغني للمركبات النشطة حيويًا في القهوة يمتلك القدرة على الحد من خطر الإصابة بأمراض الكبد. ويُعتقد أن استهلاك القهوة يبطئ من تطور مرض الكبد إلى تليُّف وكبد متشمع (تليُّف متقدم) وسرطان الكبد (سرطان الخلايا الكبدية)، وذلك بفضل مزيجها القوي من هذه المركبات.

وتذهب المراجعة إلى أبعد من مجرد تسليط الضوء على الارتباطات بين شرب القهوة وصحة الكبد، حيث تسعى جاهدة لشرح الكيفية التي تساعد بها هذه المركبات على الحفاظ على الكبد على المستوى الكيميائي، واصفةً مجموعة واسعة من التأثيرات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب والمضادة للتليف (Antifibrotic) الناتجة عن شرب القهوة.

ما الذي يجعل القهوة مفيدة للكبد؟

أوضحت ميشيل روثنشتاين، أخصائية التغذية الوقائية للقلب، لموقع “Medical News Today” الطبي، أن القهوة هي مزيج معقد من المركبات النشطة حيويًا، بالإضافة إلى مكوِّنها المعروف وهو الكافيين. وقالت: "تحتوي القهوة على مركبات محددة مثل حمض الكلوروجينيك والبوليفينولات، والتي لها تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب ومُعدِّلة للكبد قد تساعد في تعزيز صحته".

وتبدو خصائص القهوة المضادة للأكسدة ذات أهمية خاصة، لأن "الإجهاد التأكسدي يمكن أن يؤثر سلبًا على خلايا الكبد، مما يعزز الالتهاب ومقاومة الأنسولين"، وهو أحد العوامل الرئيسية في تلف الكبد.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن القهوة تساعد في تحقيق التوازن في الميكروبيوم المعوي، بل وتساعد في تعديل التأثيرات الجينية فوقية (Epigenetic) التي يمكن أن تؤثر على صحة الكبد.

كوبان يوميًا يرتبطان بتحسن صحة الكبد

أكد تحليل المراجعة لمثل هذه المجموعة الكبيرة من البيانات المؤشرات السابقة حول وجود ارتباطات بين استهلاك القهوة وانخفاض معدل الإصابة بالعديد من أمراض الكبد البارزة.

التهاب الكبد الوبائي C المزمن: لوحظ مرة أخرى أن شرب القهوة يرتبط عكسيًا بشدة تلف الكبد. فالأشخاص المصابون بالتهاب الكبد C الذين شربوا القهوة يوميًا شهدوا معدلات أقل بكثير في التطور إلى التليف وتشمُّع الكبد. كما كان شاربو كوبين يوميًا أقل عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الكبدية، الذي غالبًا ما يحدث مع التهاب الكبد C.

مرض الكبد الكحولي: وهي حالة تنتج عن الاستهلاك المفرط للكحول، ويرتبط تلف الكبد الناجم عنها بوجود إنزيمات الكبد AST، GGT، وALT. وأفادت المراجعة بأن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم مستويات أقل من هذه الإنزيمات.

مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي: وهو أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعًا على مستوى العالم. ذكرت المراجعة أن الأشخاص الذين شربوا القهوة بانتظام كانوا أقل عرضة بنسبة 29% للإصابة بـ MASLD مقارنة بغير الشاربين.

الكشف عن آليات العمل الجزيئية

من الأمور الهامة، تتبع مؤلفو المراجعة الآليات الكيميائية وراء الخصائص المفيدة المزعومة للقهوة، من خلال مواءمتها مع أهداف جزيئية محددة محتملة داخل الكبد. وقد فحصوا خمسة مجالات:

  • دعم مضاد للأكسدة للكبد.
  • دعم مضاد للالتهاب للكبد.
  • دعم مضاد للتليف للكبد.
  • دعم الأيض (التمثيل الغذائي).
  • دعم توازن الميكروبيوم المعوي.

بالنسبة للمجالات الأربعة الأولى، حدد المؤلفون جزيئات معينة ثبت تأثرها إيجابيًا بالقهوة في البيانات الموجودة. وفي المجال الخامس، حددوا مجموعة متنوعة من البكتيريا التي تساعد القهوة في تعزيزها لتحقيق توازن الميكروبيوم المعوي.

ما هي الكمية "الأكثر صحية" من القهوة؟

قالت روثنشتاين إن "الكمية الآمنة عمومًا من الكافيين هي حوالي 400 ملليجرام (ما يقرب من 3 إلى 4 أكواب) يوميًا، ولكن هذه الكمية يمكن أن تختلف بناءً على التحمل الفردي".

وتشير المراجعة إلى أن الآثار الجانبية قد تحدث حتى مع كميات صغيرة من القهوة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة للكافيين، أو أمراض قلبية وعائية موجودة مسبقًا، أو اضطرابات القلق. قد يعاني العديد من الأشخاص من خفقان القلب، والقلق، والأرق، وارتجاع الحمض، واضطرابات في الجهاز الهضمي بكميات أقل، لذا يجب تعديل الكمية لكل فرد.

كما تشير المراجعة إلى أن الآثار المفيدة للقهوة تعتمد على الجرعة. على سبيل المثال، استهلاك أكثر من 5 أكواب من القهوة يوميًا يمكن أن يزيد من مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL أو الكوليسترول "الضار") في الدم، مما قد يساهم في عسر شحميات الدم (Dyslipidemia).

القهوة تتجاوز فوائد الكبد

نوهت روثنشتاين إلى أن القهوة قد تكون مفيدة أيضًا للقلب: "نظرًا لأن صحة الكبد مرتبطة بصحة القلب، فليس من المستغرب أن العديد من الدراسات تظهر أن الاستهلاك المعتدل للقهوة السوداء قد يكون مفيدًا أيضًا للقلب، إذا تم تحمله جيدًا".

وأضافت: "يجب تخصيص كمية استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين لكل فرد للحصول على أفضل النتائج، ويجب توخي الحذر لدى أولئك الذين يعانون من أمراض قلبية موجودة مسبقًا ويتناولون أدوية معينة مثل حاصرات بيتا ومميعات الدم".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية