رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم، موسى وهارون عليهما السلام يواجهان السحرة

 موسى وهارون عليهما
موسى وهارون عليهما السلام يواجهان السحرة، فيتو
18 حجم الخط

نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.


كم عدد السحرة الذين جمعهم فرعون؟

يستكمل القرآن الكريم، استعراض قصة تحدي فرعون للرسولين موسى وهارون، فيقول تعالى: "فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى. قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى" (طه: 60 – 64).

فرعون يجمع السحرة

في هذه الآيات، يخبر تعالى عن فرعون أنه ذهب، فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة، متفوقين في فنهم، فجمعوا له من كل بلد، ومن كل مكان، فاجتمع منهم خلق كثير وجم غفير. فقيل: كانوا ثمانين ألفا. قاله محمد بن كعب. وقيل: سبعين ألفا. قاله القاسم بن أبي بزة وقال السدي: بضعة وثلاثين ألفا. وعن أبي أمامة: تسعة عشر ألفا. وقال محمد بن إسحاق: خمسة عشر ألفا. وقال كعب الأحبار: كانوا اثني عشر ألفا. وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: كانوا سبعين رجلا. وروى عنه أيضا أنهم كانوا أربعين غلاما من بني إسرائيل أمرهم فرعون أن يذهبوا إلى العرفاء، فيتعلموا السحر. ولهذا قالوا: وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى وفي هذا نظر.

لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين

واستجمع فرعون جميع أدواته، وحضر هو وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم; وذلك أن فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم، فخرجوا وهم يقولون: "لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين" (الشعراء: 40). 
توجه موسى، عليه السلام، إلى السحرة، فوعظهم وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل، الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه، فقال: "ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم"، قيل: معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم; فقائل يقول: هذا كلام نبي وليس بساحر. 
وقال قائل منهم: بل هو ساحر!!. وأسروا التناجي بهذا وغيره، "قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما"، يقولون: إن هذا وأخاه هارون ساحران، عليمان، مطبقان متقنان لهذه الصناعة، ومرادهما أن يجتمع الناس عليهما، ويصولا على الملك وحاشيته، ويستأصلاكم عن آخركم، ويستأمرا عليكم بهذه الصناعة، "فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى"، وإنما قالوا الكلام الأول ليتدبروا ويتواصوا، ويأتوا بجميع ما عندهم من المكيدة والمكر والخديعة والسحر والبهتان. وهيهات، كذبت والله الظنون وأخطأت الآراء، أنى يعارض البهتان والسحر والهذيان خوارق العادات، التي أجراها الله سبحانه على يدي عبده الكليم ورسوله الكريم، المؤيد بالبراهين التي تبهر الأبصار، وتحار فيها العقول والأذهان. وقولهم: فأجمعوا كيدكم أي: جميع ما عندكم، "ثم ائتوا صفا"، أي; جملة واحدة. ثم حض بعضهم بعضا على التقدم في هذا المقام; لأن فرعون كان قد وعدهم ومناهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.

فأوجس في نفسه خيفة موسى

"قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى. قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى. فأوجس في نفسه خيفة موسى. قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى. وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى" (طه: 65 – 69). 
وما أن اصطف السحرة ووقف موسى وهارون، عليهما السلام، تجاههم، قالوا له: إما أن تلقي قبلنا، وإما أن نلقي قبلك. قال: بل ألقوا أنتم. وكانوا قد عمدوا إلى حبال وعصي فأودعوها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطرابا يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها، وإنما تتحرك بسبب ذلك، فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وألقوا حبالهم وعصيهم، وهم يقولون: "بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون" (الشعراء: 44). 
يقول عز وجل: "فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم" (الأعراف: 116). 
واستكمل سبحانه: "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى"، أي; خاف على الناس أن يفتتنوا بسحرهم ومحالهم قبل أن يلقي ما في يده، فإنه لا يضع شيئا قبل أن يؤمر، فأوحى الله إليه في الساعة الراهنة: "لا تخف إنك أنت الأعلى. وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر. ولا يفلح الساحر حيث أتى"، فعند ذلك ألقى موسى عصاه وقال: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين. ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون" (يونس: 81، 82). وقال تعالى: "فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون" (الشعراء: 45). "فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فغُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين. وألقي السحرة ساجدين. قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون" (الأعراف: 118 – 122).
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية