رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم، كليمُ الله في وادي "طُوى" بسيناء

 كليم الله في وادي
كليم الله في وادي "طُوى"، فيتو
18 حجم الخط

نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

كليم الله في وادي "طُوى"

كلم الله، سبحانه، سيدنا موسى، عليه السلام، في واد اسمه "طوى" بسيناء، ويقع الوادي المقدس طوى في جزيرة سيناء، ويصل ارتفاعه إلى 2285م عن مستوى سطح البحر، ويقع بجانبه جبل سانت كاترين الذي يصل ارتفاعه إلى 2629م، والذي يُعتبر أعلى قمة جبلية في مصر، ويُحاط الوادي بسلاسل جبلية من كل ناحية، وفي أسفل الوادي توجد كنيسة العذراء، ويتكون الوادي المقدس من مجموعة من القمم الجبلية.

في وادي “طوى”

مر موسى، عليه السلام، مع عائلته من الوادي المقدس طوى، وهناك رأى النار تخرج من بعيد، فأمر عائلته بالبقاء في هذا المكان، ثم رجع إلى مكان النار، وعندما اقترب منها سمع كلام الله.
قال تعالى: "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (القصص: 29 – 30).

في الوادي المقدس، استقبل موسى القبلة، وكانت الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب، فناداه ربه بالواد المقدس طوى، فأمر أولا بخلع نعليه؛ تعظيما وتكريما وتوقيرا لتلك البقعة المباركة، ولا سيما في تلك الليلة المباركة. وعند أهل الكتاب أنه وضع يده على وجهه من شدة ذلك النور؛ مهابة له وخوفا على بصره.

وكلمه تعالى كما يشاء، قائلا له: "إني أنا الله رب العالمين إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"، أي; أنا الله رب العالمين، "الذي لا إله إلا هو"، الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له.
ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، إنما الدار الباقية يوم القيامة، التي لا بد من كونها ووجودها لتجزى كل نفس بما تسعى، أي: من خير وشر. 
وحضه وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه، واتبع هواه. 

وما تلك بيمينك ياموسى

ثم قال له مخاطبا ومؤانسا، ومبينا له أنه القادر على كل شيء الذي يقول للشيء: كن. فيكون. "وما تلك بيمينك ياموسى" (طه: 17). أي: أما هذه عصاك التي تعرفها منذ صحبتها؟ "قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مئارب أخرى" (طه: 18). أي: بل هذه عصاي التي أعرفها وأتحققها. "قال ألقها ياموسى. فألقاها فإذا هي حية تسعى" (طه: 19، 20). وهذه معجزة خارقة، وبرهان قاطع على أن الذي يكلمه هو القادر على كل شيء.

وعند أهل الكتاب أنه سأل برهانا على صدقه عند من يكذبه من أهل مصر، فقال له الرب عز وجل: ما هذه التي في يدك؟ قال: عصاي. قال: "ألقها إلى الأرض فألقاها فإذا هي حية تسعى"، فهرب موسى من أماامها، فأمره الرب، عز وجل، أن يبسط يده ويأخذها بذنبها، فلما استمكن منها ارتدت عصا في يده.

وأن ألق عصاك

وقد قال الله تعالى في الآية الأخرى: "وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب"، أي: صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة، وأنياب تصطك، وهي مع ذلك في سرعة حركة الجان، فلما عاينها موسى، عليه السلام، ولى مدبرا، أي: هاربا منها; لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك، ولم يعقب أي: ولم يلتفت، فناداه ربه قائلا له: "يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين". 
فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها: "قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى"، فيقال: إنه هابها بشدة، فوضع يده في كم مدرعته، ثم وضع يده في وسط فمها - وعند أهل الكتاب: بذنبها - فلما استمكن منها، إذا هي قد عادت كما كانت عصا ذات شعبتين. 
ثم أمره تعالى بإدخال يده في جيبه، ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضا من غير سوء، أي: من غير برص ولا بهق. 
ولهذا قال: "اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب"، قيل: معناه إذا خفت فضع يدك على فؤادك يسكن جأشك.

وأدخل يدك في جيبك

وقال في سورة "النمل": "وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين" (النمل: 12)، أي: هاتان الآيتان وهما العصا واليد، وهما البرهانان المشار إليهما في قوله: فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين، ومع ذلك سبع آيات أخر فذلك تسع آيات بينات وهي المذكورة في آخر سورة "سبحان"، حيث يقول تعالى: "ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا" (الإسراء: 101، 102). 
وهي التي عرضها، سبحانه، في سورة "الأعراف" في قوله: "ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون. وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين.

 فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين" (الأعراف: 130 – 133).

سنشد عضدك بأخيك

والمقصود أن الله سبحانه لما أمر موسى، عليه السلام، بالذهاب إلى فرعون، "قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون. قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون" (القصص: 33 – 35). 
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية