من قصص القرآن الكريم، لقاء سيدنا موسى بـ"شعيب" وابنتيه ونجاته من القوم الظالمين
نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
لقاء سيدنا موسى مع “شعيب” وابنتيه
يستكمل القرآن الكريم قصة سيدنا موسى، عليه السلام: "ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل. ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون. ووجد من دونهم امرأتين تذودان. قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" (القصص: 22 – 24).
يذكر الله، سبحانه، عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفا يترقب، أي: يتلفت؛ خشية أن يدركه أحد من قوم فرعون، وهو لا يدري أين يتوجه، ولا إلى أين يذهب، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها، "ولما توجه تلقاء مدين"، أي: اتجه له طريق يذهب فيه، "قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل"، أي: عسى أن تكون هذه الطريق موصلة إلى المقصود. وهذا ما حدث، فقد أوصلته إلى مقصود، وأي مقصود.
في مدينة مدين
"ولما ورد ماء مدين"، وكانت بئرا يستقون منها. ومدين هي المدينة التي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة، وهم قوم شعيب عليه السلام، وقد كان هلاكهم قبل زمن موسى، عليه السلام. ولما ورد الماء المذكور "وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان"، أي: تكفكفان غنمهما أن تختلط بغنم الناس. وعند أهل الكتاب، أنهن كن سبع بنات. وهذا أيضا من الخطأ. ولعله كان له سبعُ، ولكن إنما كان تسقي اثنتان منهن. وهذا الجمع ممكن إن كان ذلك محفوظا، وإلا فالظاهر أنه لم يكن له سوى بنتين.
"قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير"، أي: لا نقدر على ورد الماء إلا بعد صدور الرعاء (ذهاب الناس); لضعفنا، ذلك ضعف أبينا وكبره.
"فسقى لهما"، قال المفسرون: وذلك أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم، وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة، فتجيء هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل (بقايا) أغنام الناس، فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده، ثم استقى لهما، وسقى غنمهما، ثم رد الصخرة كما كانت.
وروى عمر، رضي الله عنه: وكان لا يرفعه إلا عشرة. وإنما استقى ذَنوبا واحدا فكفاهما، ثم تولى إلى الظل. قالوا: وكان ظل شجرة من السمر.
وقال ابن جرير، عن ابن مسعود، أنه رآها خضراء ترف. "فقال رب إني لِما أنزلت إليَّ من خير فقير".
وفي تفسير ابن عباس: سار من مصر إلى مدين، لم يأكل إلا البقل وورق الشجر، وكان حافيا فسقطت نعلا قدميه من الحفاء وجلس في الظل، وإن بطنه لاصق بظهره من الجوع، وإن خضرة البقل لتُرى من داخل جوفه، وإنه لمحتاجٌ إلى شِقِّ تمرة. قيل: لما قال: "ربِّ إني لِما أنزلتَ إليَّ من خير فقير".
فجاءته إحداهما تمشي على استحياء
"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين. قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين. قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين. قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل" (القصص: 25 – 28).
لما جلس موسى، عليه السلام، في الظل، وقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير سمعته المرأتان، فيما قيل، فذهبتا إلى أبيهما، فيقال: إنه استنكر سرعة رجوعهما، فأخبرتاه ما كان من أمر موسى عليه السلام، فأمر إحداهما أن تذهب إليه فتدعوه، "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"، أي: مشي الحرائر.
روى عمر: تستر وجهها بكم درعها، "إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا"، صرحت له بهذا; حتى لا يتوهم في كلامها ريبة، وهذا من تمام حيائها وصيانتها.
"فلما جاءه وقص عليه القصص"، أي: وأخبره خبره، وما كان من أمره; في خروجه من بلاد مصر فرارا من فرعونها، قال له ذلك الشيخ: "لا تخف نجوت من القوم الظالمين"، أي: خرجت من سلطانهم، فلست في دولتهم.
مع سيدنا شعيب
تباينت آراء المفسرين في هذا الشيخ؛ من هو؟ فقيل: هو شعيب، عليه السلام. وهذا هو المشهور عند كثيرين. وممن نص عليه الحسن البصري، ومالك بن أنس، وجاء مصرحا به في حديث، ولكن في إسناده نظر.
وأفادت طائفة بأن شعيبا، عليه السلام، عاش عمرا طويلا بعد هلاك قومه، حتى أدركه موسى، عليه السلام، وتزوج بابنته. وحكى ابن أبي حاتم وغيره، عن الحسن البصري، أن صاحب موسى، عليه السلام، هذا اسمه شعيب، وكان سيد الماء، ولكن ليس بالنبي صاحب مدين.
كما قيل: إنه ابن أخي شعيب، عليه السلام. وقيل: ابن عمه. وقيل: رجل مؤمن من قوم شعيب.
وقيل: رجل اسمه يثرون. هكذا هو في كتب أهل الكتاب: "يثرون كاهن مدين". أي: كبيرها وعالمها. قال ابن عباس، وأبو عبيدة بن عبد الله: اسمه يثرون. زاد أبو عبيدة: وهو ابن أخي شعيب. زاد ابن عباس: صاحب مدين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
