رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

ما بين الحياة الرمادية.. والضبابية!

18 حجم الخط

الحياة الرمادية كما أفهمها ترمز إلى عدم الوضوح (رغم أن اللون المفضل في اختيار ملابسي هو الرمادي يليه الكحلي الداكن)! ومع ذلك أكره الأشخاص الذين يحددون مواقفهم ما بين الأبيض والأسود، ولا يحسمون مواقفهم، فلا يوجد لديهم مطلقا لا خير ولا شر للأسف الشديد! أما الحياة الضبابية فأري أبطالها يتسمون بالوحدة والعزلة والكأبة وفقدان الرؤية والغموض، وعدم المقدرة علي رسم ملامح المستقبل بسبب غياب المعني والهدف!


في جلسة هادئة مع صديقي العزيز المستشار صلاح علام، تحدثنا طويلا حول هذا المحور الرمادي الضبابي الذي يسود ملامح الحياة اليومية، وبثقافته الواسعة، وإدراكه العميق، وتحليلاته الدقيقة لأهم أحداث الساعة، وجدت تفسيرا لسؤالي الحائر: لماذا إكتسح كل شيء في أمورنا الحياتية والفكرية باللون الرمادي، وأصبحت الأماكن سقفها ملبد بالضبابية، وبالتالي أصبحت الرؤية شبه منعدمة، وكانت اجابته علي النحو التالي:


ما بين المساحات الرمادية والمساحات الضبابية مسألة وقت.. فقد كتبت قبل ذلك أننا غرقنا بأجيالنا السابقة والحاضرة والآتية.. بأزمنة كثيرة مضت وأزمنة أكثر حاضرة وثالثة لو بقي فى العمر مساحة للعيش لصارت أزمنتنا القادمة أطول وأكثر وأفظع رمادية من ذى قبل.. 

فالتعايش مع لون الحقل الرمادي عملة نادرة فى زمن حاضر، فما البال بالمستقبل فالقليل منا من يستطيع أن يتعايش ويجد لنفسه مساحة للعيش في هذا الحقل الرمادي.

 

فالحقول البكر في الطبيعة الحية تتألف وتتآلف من كثير من الأحياء والجماد المتعايش والمتناغم في نظام متكامل، يكمل البعض بعضه الأخر، والألوان تجدها مختلفة ولكنها متناغمة ومتداخلة ومتناسقة ينشد كلا منها أنشودة طبيعته، وطبيعة دوره في حياة الآخرين.. 

 

فالشمس ذهبية تهب الحياة لمن دونها والسماء زرقاء تطمئن بلونها وصفائها من تحفه، وتعلوه والأشجار تحوي الحياة بين أوراقها الخضراء وجزورها البنية، والأرض صفراء والماء شفاف تري من بين قطراته ثمار الحقيقة.

 

فإذا رأيت وفهمت وتذوقت طبيعة كلا من هذه المتدخلات فأنت قطعا تعيش حياة سوية، ذلك أنك أدركت حقيقة كل شئ وطبيعته ولونه الصحيح ودوره في حياة الأخر.. فإذا ما إكتست كل هذه الأشياء باللون الرمادي الفظ القاتم المنغلق المكتئب فأنت حقا فقدت معنى كل شئ وقيمة كل شئ،ولون كل شئ والمتعة بأى شئ لتصبح وكأنك فقدت العيش كله.. فسيكون هذا مصيرك إذا إكتست الطبيعة من حولك باللون الرمادي وأصبح الحقل كله حقلا رماديا.

 

ولكن ما سيكون المصير إذا إكتسى دينك وعقيدتك وفكرك باللون الرمادي فأصبح الدين في غير محله والعقيدة تائهة في غير مكانها، والفكرة ضائعة في طي النسيان والتعود والتقليد السخيف من جيل لجيل، وأصبح كل ما هو حق وظاهر متناقض وهزيل في منطقه.. 

 

فليس هناك أمة تكره أخرى وترغب في هلاكها وإهلاكها والإستمتاع بسحقها أن تحلم لها بأقل مما سبق، فكل ما سبق كفيل بأن يجعل أي أمة مسخا فاقدا لكل المعانى والحقائق كما خلقت له، ومنحت إياها.. فاللون الرمادي بطبيعته هو خلط بين الأبيض والأسود خلط بين الحلم والكابوس بين العقل والجنون.. فقط تتوه بين كلا الضفتين ولا تجد لنفسك ملجأ ولا ملاذا ولا فرارا.

ولكن إذا تحول الأمر إلي المساحات الضبابية وستائر الغبار والسحاب والغيوم الفكرية فالأمر كله مسألة وقت، فالغيوم لابد من شمس تكشفها، والغبار لابد له من أمطار تسقطه، فقط هي مسألة وقت حتي تعود الحقيقة وتنطلق الألوان الحقيقية من بين التفاصيل فتعود لترى كل شيء علي حقيقته.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية