حديث قلب
فن الزجل في مجالس السمر
الزجل فن جميل من فنون الأدب الشعبي التراثي يتم تداوله بشكل ارتجالي علي ايقاع لحني متزن تحكمه القافية ويعود أصله إلي العصر الجاهلي، ومنتشر حتي الآن في المجتمعات البدوية بسورية والعراق وفلسطين، ولبنان بوجه خاص، وغناه الكثير من نجوم الطرب كوديع الصافي وفيلمون وهبي وصباح وسميرة توفيق ونجوي كرم..
ومازال عوام الناس يرددونه في المناسبات السعيدة كالأفراح ومجالس الأنس والسمر، يعتبر الزجل اللبناني من الفنون الشعبية التراثية المنتشرة في دولة لبنان، وهو يعتمد على الشعر المنطوق أو المؤلف والمغنى بإيقاع موسيقي خاص..
وهو يُعدّ من أشكال الفنون الشعبية القديمة التي ما زالت تحظى بشعبية كبيرة في لبنان، ويعتبر جزءًا مهمًا من التراث الثقافي اللبناني ويساهم في تعزيز الهوية الثقافية للبلاد والحفاظ على التراث الشعبي الغني والمتنوع في لبنان ويعد الزجل اللبناني فنًا شفهيًا يتم تناقله عن طريق الشعراء والمغنين والفنانين المحترفين والهواة..
وتعتبر المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمهرجانات والمناسبات الثقافية فرصًا مهمة لأداء الزجل اللبناني ونقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل وقد أدرج الزجل اللبناني الذي يعتبر نوعًا من الشعر الشعبي العامي المغنّى على قائمة التراث البشري غير المادي لمنظمة اليونسكو، بحسب ما أعلنته المنظمة، بسبب اتصافه بتعزيز التماسك الاجتماعي، وتميزه بالهوية الثقافية..
ويجدر بالذكر هنا أن الزجل ينتشر بشكلٍ كبير في لبنان، وشمال فلسطين، وشمال الأردن، وغرب سوريا يتميز الزجل اللبناني بأسلوبه الشفاف والعفوي، حيث يعبر عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية بطريقة بسيطة وصادقة، وهو يتناول مواضيع متنوعة مثل الحب والغرام، والطبيعة والجمال، والمناسبات الاجتماعية والثقافية، والقضايا الاجتماعية والسياسية كما يتميز بالألحان والإيقاعات التي ترافق الشعر المنطوق..
وفيه تُستخدم العديد من الآلات الموسيقية التقليدية مثل العود والدربكة، والطبل لإضفاء جو من الحماسة والمرح على الأداء ويعد شعر الزجل من روائع الكلام التي يتقبلها معظم الأفراد، لحلاوة كلماته وشفافيته، وعادة ما يتميز الزجّال بسرعة بداهته، والقوة القدرة على الارتجال والتعبير، وعادة ما يتناول الزجل مواضيع الأمجاد والوطن، والطبيعة والجمال، وغيرها من مواضيع الحياة المختلفة..
يعود أصل الزجل بشكل عام إلى العصر الجاهلي، وقد بدأ تدوين الزجل في القرن الخامس أو السادس على يد الشاعر ابن قزمان، ليشتهر الزجل بعد ذلك ويصل إلى كافة بلاد المشرق العربي، وقد ذكره ابن خلدون في مقدمته ثم شاع زجل ابن قزمان وأحب الناس هذا النوع من الفن، وبسبب سهولته، والسرور الذي يبثه في قلوب السامعين، وقدرته على التفاعل مع اللغات الشعبية المحكية..
إنتقل هذا الفن من الأندلس إلى المغرب العربي، ومنه إلى المشرق العربي، وبلاد الشام؛ حيث شهد العديد من التطور في أنواعه ثم دخلت اللغات المحلية لكل بلد فيه، وعكس الثقافات المحلية الشعبية السائدة، ثم أصبح لكل بلد زجالوه، وظهر الزجل المغربي، والتونسي، والخليجي المعروف بالنبَطي، والمصري، والزجل السوري، وغيره..
وقد أدخل عليه سكان جبل لبنان عددًا كبيرًا من ألوان الشعر الشعبي، وتُشير بعض الأقوال إلى أنهم أول كانوا أول من أطلق اسم الزجل على شعرهم العامي وقد كانت بدايات الزجل المكتوب في لبنان في القرن الثاني عشر للميلاد، وذلك عندما نشر سليمان الأشلوحي قصيدته عن نكبة طرابلس، في عام 1228..
ويقول فيها:
يا حزن قلبي، وما يخلّي من أحزاني
والقلب من الحزن شاعل بنيراني
وفي الوقت الحالي لا يزال الزجل حاضرًا في لبنان، إلا أن معظم جمهوره محصور بالقرى والأرياف.
ويروى أنّ عميد الأدب العربي طه حسين لم يكن يصدق أنّ شعراء الزجل قادرون على الارتجال في لحظتها.. وفي إحدى زياراته إلى بيروت، دعاه أحد أصدقائه إلى حضور حفلة زجل لفرقة شحرور الوادي.. دخل طه حسين القاعة، وكانت الحفلة في أوج حماستها، فقام أحد الحاضرين من الجمهور مرحّبًا: “أهلًا وسهلًا بطه حسين”.
فما كان من الشحرور إلا أن ارتجل على الفور:
أهلا وسهلا بطه حسين
ربــي أعطـانـي عينـيـن
العين الوحـدة بتكفينـي
خُد لك عين وخَلّي عين
إبتسم طه حسين لتلقائية الرد وظرافتِه، والجمهور يهتف ويصفّق. حينها إرتجل الشاعر علي الحاج قائلًا:
أهلا وسهلا بطه حسين
بيلزم لك عينيـن اتنيـن
تكـرّم شحـرور الـوادي
منـك عيـن ومنـي عيـن
كبرت البسمة على شفتي طه حسين، وتعالت أصوات التصفيق حتى اهتزّت القاعة. فإذا بالشاعر أنيس روحانا يفاجئ الجميع بارتجاله:
لا تقبـل يـا طـه حسيـن
من كل واحد تاخذ عين
بقدّم لـك جـوز عيونـي
هدية لا قرضة ولا دين
ضحك طه حسين، وضجّت القاعة أكثر، بينما ترقّب الجميع ما سيقوله الشاعر الرابع.. هنا جاء دور طانيوس عبده، ففاجأ الحضور بقوله:
ما بيلزملو طه حسيـن
عين ولا أكتر من عين
الله اختصّه بعين العقل
بيقشع فيهـا عالميليـن
عندها وقف طه حسين وصفّق للشعراء جميعًا، والجمهور يهتف طربًا وإعجابًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
