حديث قلب
الدكتورة لفتية السبع رائدة الإعلام الصحي
في بدايات عملي بالصحافة خططت لزيادة دخل إضافي لتكوين حياتي وتأمين مستقبلي المالي، بعدة وسائل منها مراسلة بعض المجلات وبيع موضوعات صحفية، وكذلك إعداد برامج بالاذاعة والتليفزيون، وكان معظم المعدين صحفيين لأنهم يمتلكون مصادر..
ولا أنسى أفضال من وقفوا معي من القيادات الاإعلامية وقتها، منهم سامية صادق رئيسة البرنامج العام، ومديحة نجيب رئيسة إذاعة الشرق الأوسط، لكن الفضل الأعظم لأستاذتي ومعلمتي الجليلة الدكتورة لفتية السبع (رحمها الله)، مديرة برامج الصحة والسكان بالقناة الأولى..
علمتني مهارات كتابة الاسكربت أي النص، الذي يحتضن الأسئلة التي كتبتها لتقرأها المذيعة أو المذيع على ضيوف البرامج، علمتني أيضا تحديد الأهداف واختيار الضيف المناسب، والمواضيع والمحاور لكل حلقة، والأهم تقديم أفكار جديدة لكل دورة تليفزيونية حتى أضمن الاستمرارية..
وبعد حوالي مرور خمس سنوات علي هذه الخبرات المكتسبة تحولت إلي منتج للبرامج الصحية والدينية، أنتجها كاملة في القاهرة، وأبيعها لإذاعة وتليفزيون الرياض بالسعودية، وكسبت والحمد لله كثيرا بفضل أستاذتي العظيمة الدكتورة لفتية السبع، والتي أنجبت الفنانة الجميلة الدكتورة أميرة قدري الأستاذة بكلية الفنون التطبيقية..
ولدت الدكتورة لفتية السبع في مايو 1935 في محافظة الغربية، وكانت أصغر أخواتها الخمس. التحقت بمدرسة المحلة الابتدائية واظهرت تفوقا كبيرا مما شجع والدها لتكمل تعليمها، حيث كانت الوحيدة بين اخواتها البنات التى تكمل تعليمها بعد شهادة التعليم الاساسي، حيث إكتفت اخواتها بهذا القدر من التعليم وفضلن الزواج..
شهد لها الجميع بتفوقها في دراستها حيث حصلت على الشهادة التوجيهية عام 1951، وكانت الأولى على القطر المصرى كله، وكرمها وزير المعارف وقتها.. تخرجت من كلية طب قصر العيني وتخصصت في طب النساء والتوليد. وبعد إنتهاء عام التكليف تقدمت لاختبارات التلفزيون الذي كان سيبدأ بثه لأول مرة في مصر واجتازتها كلها بامتياز..
وكان ذلك نابعا من ايمانها أن برامج التعليم والصحة والثقافة هي حق أصيل لكل مشاهد، حيث سيمكنها من تثقيف وتوعية الملايين صحيا من خلال معلوماتها وخبرتها الطبية. وأصبحت رائدة الإعلام الصحي في الوطن العربي، حيث تم تكليفها بتحضير أول برنامج صحى على شاشة التليفزيون العربي، أول شاشة تليفزيون في الشرق الأوسط.
من برامجها، مع العيلة والصحة بين ايديك وكأس التليفزيون والاسعافات الاولية وخمسة لصحتك، وبرنامجها الاشهر على الاطلاق هو المجلة الصحية، الذى استضافت فيه أشهر الأطباء المصريين والعالميين في مختلف التخصصات، حيث كانت تسافر لحضور المؤتمرات العلمية الطبية لنقل أحدث ما توصل إليه الطب في علاج معظم الأمراض.
ومن أشهر الحلقات التى قدمتها كانت حلقة عن مرض تليف الكبد والتى استضافت فيها الدكتور الذي كان يعالج الراحل عبد الحليم حافظ، والتي حزنت كثيرا لوفاة الأخير لأنها كانت شديدة الامتنان له لقبوله اللقاء التليفزيونى مع طبيبه في برنامجها.
حصلت على دكتوراه النساء والتوليد كما حصلت على دكتوراه في الاعلام الصحى من المملكة المتحدة عام 1977. وتدرجت في الوظائف الادارية وصولا إلى منصب مدير إدارة برامج الصحة والسكان في التليفزيون المصري ثم درجة وكيل وزارة، وكانت أول من قدم فكرة الإعلان التنويهى عن حملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، كما كانت رئيسة تحرير مجلة طريق السعادة التى كانت تصدرها أحد أهم جمعيات توعية الأهل ضد خطر الإدمان.
ولها كتاب واحد هو حكايات في عيادة للستات.. ورغم العمل التليفزيوني الذي إستمر لأكثر من 30 سنة على شاشة التليفزيون المصري إلا أنها لم تترك عملها كطبيبة أمراض نساء وتوليد بارعة، وظلت تذهب لعيادتها حتى أيامها الأخيرة، وكانت دوما تقول إن الطبيب مثل الفنان الصادق يجب أن يموت على خشبة المسرح، وأن الطبيب طالما لا يزال حى يرزق فعلمه وخبرته يجب أن تسخر في خدمة الناس.
وقد إستعرض كتاب صنايعية مصر الجزء التاني لعمر طاهر قصة الدكتورة لفتيّة السبع، صنايعية محو الامية الصحية في مصر، ويحكي عمر طاهر عن مقابلة دكتورة لفتيّة مع وزير الارشاد عبد القادر حاتم اللي كان حاضر بنفسه اختبارات المتقدمين للعمل في التلفزيون اللي بدأ إرساله من شهور في (الستينات).
عبد القادر سأل لفتيّة عن إيه اللي يخلي طبيبة الأولي علي الباكالوريا في مصر تتقدم لوظيفة مساعد مخرج في التلفزيون؛ وكان ردها إنها مؤمنة أن الطب الوقائي أنفع للناس من الطب العلاجي، وإنها لو اشتغلت ثلاثين عامًا في عيادتها مش هتقدر تمحو الأمية الصحية عن الناس زي ما هيقدر شغلها في التلفزيون يعمل.
اهتمام لفتيّة جاء بسبب نشأتها في إحدى قرى المحلة الكبرى، وكان مشهد مألوف في طفولتها الأعمار اللي بتضيع بسبب الجهل والاستهتار الطبي، والاعتماد علي الخرافات والموروث الخاطئ، وإن لحظات الولادة تحديدًا كانت تعني في قريتها جنازة واحدة علي الأقل للأم أو للطفل أو لكليهما.
قالت إن المعرفة التي تحملها أمانة ولابد من توصيلها للناس، وإنها تخشي اليوم الذي تتحول فيه البرامج الطبية إلي تجارة وإعلانات، وكانت تسابق الزمن من أجل إقرار ميثاق شرف اعلامي يتعلق بهذه النوعية من الميديا.
كتبت عنها حُسن شاه قائلة: "من النادر أن أشعر أنه قد فاتني شئ كثير عندما تفوتني مشاهدة أحد برامج التلفزيون، ولكن أشعر حقًا بالخسارة إذا ضاعت مني رؤية برامج الدكتورة لفتيّة السبع؛ برامج يخرج منها المشاهد بمعلومات مهمة يجعلها عادة عن أعز ما يملك؛ صحته وصحة اولاده وعائلته".
حصلت لفتيّة علي جائزة اليونسيف للإمتياز الاعلامي عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.. وينهي عمر طاهر القصة بما هو متوقع من محاربة دكتورة لفتيّة وتخطيها في الترقية المستحقة كوكيل للوزارة، الأمر اللي خلاها تلجأ للقضاء وفي اليوم اللي استلمت في منصبها بعد حكم قضائي استقالت وخرجت من التلفزيون ولم تعد له مرةً أخري.
منحها السادات في أواخر السبعينيات درع التفوق وتفرغت لعملها كطبيبة أمراض نسا وتوليد، ومحاضرة في جولات تثقيفية في المدارس والنوادي والمؤتمرات الطبية العالمية.. وتوفت في أكتوبر 2013؛ وأغلب شرائط برامجها تم مسحها وسجلت عليها مسرحيات وأغاني وأهداف كرة القدم.
تبقي دكتورة لفتيّة السبع دليل إننا عشنا زمانًا كانت فيه صحة المواطن أهمية وأولوية؛ دليل علي مشاركة الأطباء في رفع الوعي الصحي للمواطنين عبر السنين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
