رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم.. سيدنا يوسف، هكذا واجه الرسول ابن الرسول فتنة امرأة العزيز

سيدنا يوسف، عليه
سيدنا يوسف، عليه السلام، فيتو
18 حجم الخط

في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

 

سيدنا يوسف، عليه السلام.. من البئر إلى قصر عزيز مصر

في السطور التالية، نستكمل بالعرض جانبا مهما من حياة سيدنا يوسف بن يعقوب، عليهما السلام.
منذ مولده استشعر إخوته الأحد عشر أن سيدنا يوسف هو الأقرب لقلب أبيه، فيما كانوا هم، من وجهة نظرهم، يرون أنهم أحق بمحبة أبيهم لأنهم هم من يقومون بمصالح أبيهم، وهم من يقدرون على نفعه، وعلى الحلّ والعقد.
كما أنهم أكبر منه في السن وأقوى، وهم عصبةٌ، وليسوا اثنين فقط كيوسف وأخيه، اللذين كانا صغيرين لا نفع منهما ولا قدرة على كسب الرزق.
استولى الحقد، والغيرة على أفئدة إخوة يوسف، وهنا بدأت الأفكار المليئة بالخبث، والتآمر للتخلص من يوسف، عليه السلام، معتقدين أنهم بذلط سيستأثرون بمحبة أبيهم.

الحسد والغيرة.. والمؤامرة

تمخضت الأفكار السوداوية الناجمة عن كيد إخوة يوسف وحسدهم له؛ عن مؤامرة لقتله، حيث قال تعالى: "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ". (يوسف: 9).
اجتمعوا لتنفيذ المؤامرة.. إما القتل أو أن يُطرح في أرضٍ بعيدةٍ عن المساكن ومجهولة فلا يعرف أحد له طريقا، واقترح أخٌ له، وهو يهوذا، أن يُلقى في بئر لعلّ أن يراه أحد ممن يمرون على البئر.
"يهوذا" هذا كان أرحم الإخوة الأحد عشر بيوسف، فلما طلبوا من أبيهم اصطحاب يوسف ليذهب معهم للعب رفض تماما، فهو يعرف مدى كرههم له.
وشعر بمكرهم فخاف عليه، فرفض الموافقة على أخذه معللًا ذلك بأنه خائف من انشغالهم عنه فيأكله الذئب، هنا نتبين أن الله جعله يشعر بتفاصيل المؤامرة التي دبروها؛ لأن هذه هي الكذبة التي رددوها، بعد أن تصوروا أنهم تخلصوا من يوسف للأبد. 
ولأن قدر الله لابد أن ينفذ، فقد ذهب يوسف معهم وأظهروا له ما كانوا يخفون من كيد وعداوة فضربوه وألقوه في بئرٍ وانتزعوا قميصه ليكون دليلًا لهم عند أبيهم، ولوثوه بالدم الكاذب ليدعوا أن الذئب هو من أكل÷، وأن القميص الذي وضعوا عليه الدم هو الدليل لديهم.

عادوا لأبيهم يبكون

وفي المساء، عادوا وهم يبكون متظاهرين بالحزن على يوسف، فلما أخبروا يعقوب بذلك علِمَ أنها مكيدة من إخوته وحزن حزنًا شديدًا.
"إِذْ قَالُوا۟ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ  (8) ٱقْتُلُوا۟ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا۟ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًا صَٰلِحِينَ  (9) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا۟ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ  (10) قَالُوا۟ يَٰٓأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَ۫نَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَ  (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ  (12) قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِىٓ أَن تَذْهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَٰفِلُونَ  (13) قَالُوا۟ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذًا لَّخَٰسِرُونَ  (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَجْمَعُوٓا۟ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ  (16) قَالُوا۟ يَٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَٰدِقِينَ  (17) وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ". (يوسف: 8 – 18).

القافلة تعثر على يوسف

يقول اللمفسرون إنه بعد ثلاثة أيام من إلقاء يوسف في الجب، كانت هناك قافلة تسير من مدين باتجاه مصر، فنزلت قريبًا من البئر الذي رُميَ به يوسف بعد أن ضلت طريقها، فلمّا ألقى أحدهم الدلو في البئر تعلق بها يوسف، فلما رآه غلامًا حسنًا أخبر قومه بما وجد.
بعض التفسيرات ذهبت إلى أن الرجل أخفى هو ورفاقه يوسف عن بقية القافلة، وقيل إن إخوة يوسف لما علموا بهم قالوا لهم: هذا عبدٌ لنا آبق، فأخذوه وباعوه بثمن بخس، أي بدراهم لا تُعد ولا توزن.
ولما عرضوه في السوق، اشتراه عزيز مصر، وطلب من أهله أن يكرموه عسى أن ينفعهم لاحقًا.. "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ". (يوسف: 22).
كبر يوسف، عليه السلام، وترعرع في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته، وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف، عليه السلام، تذكّر الله، سبحانه وتعالى، وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: "مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ". (يوسف: 23).

يوسف يترفع عن الوقوع في المعصية

رفض يوسف، عليه السلام، الاستجابة لزوجة العزيز في غيها، وترفع عن الوقوع في المعصية، والخطيئة التي حذر الله منها عباده، فكيف برسول ابن رسول؟!!
أيضا، نأى يوسف عن فعل ذلك، واعتبره خيانةً وظلمًا لنفسه وظلمًا للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله، سبحانه، من هذه الفتنة، ولجأ إليه ليحميه، وينقذه من الفحشاء.
"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ  (22) وَرَٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلْأَبْوَٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُۥ رَبِّىٓ أَحْسَنَ مَثْوَاىَ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ  (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِۦ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَٰنَ رَبِّهِۦ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُۥ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ". (يوسف: 22 – 23).

جرى سيدنا يوسف مسرعا إلى الباب هربًا منها، ولكنها لحقت به، وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال تعالى: "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ". (يوسف: 25).

امرأة العزيز تطلق كذبة هائلة لتبرئ نفسها من تهمة الغواية

وفجأة، ظهر زوجها، فما كان منها إلا أن أطلقت كذبة هائلة، لتبرئ نفسها من تهمة الغواية؛ فسارعت باتهام يوسف، عليه السلا، بأنه هو الذي حاول إغواءها، وإغراءها.. "وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". (يوسف: 25).


في قصة يوسف، التي روتها السورة الكريمة، يخبر الله، تعالى، عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب، يوسف هارب، والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت، فلحقته في أثناء ذلك، فأمسكت بقميصه من ورائه فقدته ومزقته بشدة، يقال: إنه سقط عنه، واستمر يوسف هاربا محاولا الابتعاد عنها، وهي في إثره، فألفيا سيدها، وهو زوجها عزيز مصر، عند الباب، فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها، وقالت لزوجها تدعي البراءة، وتتهم سيدنا يوسف بجريمتها: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا؟!، أي: فاحشة، إلا أن يسجن أي: يحبس، أو عذاب أليم؟!! أي: يُضرب ضربا شديدا موجعا.. وهكذا حددت بنفسها أسلوب الانتقام!! 
وهنا تجلت قدرة الله، العزيز الحكيم، وانتصر يوسف، عليه السلام، بالحق، وتبرأ مما رمته به من الخيانة، وقال بارا صادقا: "هي راودتني عن نفسي"، وأشار إلى أنها اتبعته تجذبه إليها حتى قدَّت قميصه.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية