رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم، يعقوب عليه السلام، لماذا سُمي "إسرائيل"؟

سيدنا يعقوب، عليه
سيدنا يعقوب، عليه السلام، فيتو
18 حجم الخط

في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

سيدنا يعقوب.. هكذا مدحه رسول الله، صلى الله عليه وسلم

هو سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهو المسمَّى بإسرائيل، وذلك نظرا لانتساب بني إسرائيل إليه.


وورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". (آل عمران: 93).

قال الله، سبحانه، عنه في كتابه الحكيم: "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ* وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ". (الصافات: 112-113).

وفي الحديث الشريف عن ابن عمر، رضى الله عنهما، أن رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، امتدحه بقوله: "الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلامُ". (رواه البخاري).

بنو إسرائيل

النبي يعقوب، عليه السلام، هو "إسرائيل" المذكور في القرآن الكريم، حيث شرح كتاب: "بنو إسرائيل هم أبناء يعقوب عليه السلام إلى يوم القيامة"، عن اتّفاق المفسّرين على أنّ يعقوب، عليه السلام، هو "إسرائيل" الذي ذكره القرآن الكريم.
أما بنو إسرائيل الذي عاشوا في زمن يعقوب، عليه السلام، جاء من نسلهم قوم بني إسرائيل.

مولده ونشأته

أشار المؤرخون وكتَّاب السير أن سيدنا إسحاق بن إبراهيم، عليهما السلام، تزوج في حياة أبيه من رفقا بنت ثبوائيل، وكان عمره أربعين عامًا عندما تزوج.


حتى ذلك الوقت، كانت زوجة إسحاق عاقرًا، فحملت بعد أن دعا الله لها، فأنجبت غلامين توأمين، الأول اسمه "عيصو"، ويسمى عند العرب "العيص"، وإليه ينتسب الروم، والثاني سُمِّي "يعقوب"، لأنه خرج من رحم أمه وهو آخذ بعقب أخيه، وإليه يُنتسب "بنو إسرائيل".


زعم بعض المفسرين أن يعقوب، عليه السلام، شبّ وكبُر مع والده إسحاق، عليه السلام، في فلسطين، أرض الكنعانيين، ولما كبر سيدنا إسحاق، طلب من ابنه العيص أن يصطاد له ويطبخ، كي يدعو له، فطلبت أمه رفقا من يعقوب أن يذبح جديين، ويصنع منهما طعامًا لأبيه، ويقدمه له قبل أخيه ليحظى بدعاء أبيه.


وبعد أن أكل إسحاق، دعا ليعقوب أن يكون أكبر إخوته قدرًا، وأن تكون كلمته عليهم، وأن يكون كثير الرزق والولد، معتقدًا أنه العيص لضعف بصره.


بعدها جاء العيص بما أمره به والده، فقال له: ألم تأتني به ودعوتُ لك؟
وحسب مزاعم بعض المفسرين، علم العيص عندها أن أخاه يعقوب قد سبقه إلى ذلك، وذكروا أن العيص توعد يعقوب بالقتل، فطلبت رفقا من ابنها يعقوب أن يذهب إلى خاله لابان بأرض حران، حتى يذهب غضب أخيه عليه، وأمرته أن يتزوج من بناته.

يعقوب في أرض حران

استقر يعقوب، عليه السلام، في أرض حران عند خاله، وكان له ابنتان: الكبرى اسمها "ليا"، والصغرى اسمها "راحيل"، فخطب "راحيل"، وكانت أجمل وأحسن من أختها "ليا"، لكن خاله اشترط عليه أن يرعى غنمه لمدة سبع سنين مقابل زواجه من ابنته.
وبعد انقضاء المدة التي اتفق عليها مع خاله لرعي يعقوب للغنم وهي سبع سنين، زفَّ إليه ابنته الكبرى "ليا" بدلًا من "راحيل" التي خطبها، وقال له: لا نزوج الصغرى قبل الكبرى، واشترط عليه رعي غنمه سبع سنوات أخرى، في حال أراد الزواج من الصغيرة "راحيل" (وواضح أن ذلك من الإسرائيليات).


انقضت السبع سنين الأخرى فتزوج يعقوب، عليه السلام، من ابنة خاله الصغرى "راحيل"، وجمع بينها وبين أختها، وكان ذلك شائعًا في وقتهم ثم نُسخ في التوراة.


وقد وهب خاله "لابان" لابنته الكبرى جارية اسمها: "زلفا"، ووهب لابنته الصغرى جارية اسمها: "بلها".
وذُكر أنّ زوجة سيدنا يعقوب "راحيل" هي التي أنجبت ولديه يوسف، عليه السلام، وبنيامين.

 

"ليا" و"راحيل" زوجتا يعقوب

أنجبت "ليا" ليعقوب أربعة أولاد، أما راحيل فكانت لا تحبل، فغارت منها، فوهبت جاريتها لزوجها، فولدت له غلامين.
فما كان من "ليا" إلا أن وهبت جاريتها "زلفا" ليعقوب، فولدت له غلامين أيضًا، ثم ولدت له "ليا" غلامين وبنتًا، فأصبح عندها سبعة أولاد من يعقوب، فطلبت "راحيل" من الله تعالى أن يرزقها غلامًا من يعقوب.

ابتلاء يعقوب بفقد يوسف

دعت "راحيل" الله، سبحانه وتعالى، أن يرزقها غلامًا من يعقوب فاستجاب لدعائها فحملت من يعقوب، عليه السلام، وولدت له سيدنا يوسف، عليه السلام، وكان شديد الحسن والجمال.


ذكر كتاب: "قصة يوسف عليه السلام" أن يوسف، عليه السلام، ابن يعقوب، عليه السلام، كان أحبّ أولاده إليه، وأعلاهم منزلةً في قلبه، فأراد الله تعالى أن يختبر صبره بفراق ولده مدّةً طويلةً من الزمن.


وحزنا على يوسف ابيضت عيناه، وظل غياب يوسف ما يقارب أربعين سنة، أو ثمانين سنة، وقيل أكثر من ذلك.


ظل سيدنا يعقوب، عليه السلام، طوال كلّ هذه السنوات مستمسكا بإيمانه بالله، صابرًا محتسبًا، فلم يفقد الأمل في عودة ولده.

يذكر بعض المفسرين أن سيدنا يعقوب، عليه السلام، ظل يعاني العمى أربعين سنة، يبكي بالليل والنهار!


وهكذا كان حال سيدنا يعقوب، في ابتلائه، شيخا كبيرا، أعمى، فقد ولديه، محزونا، ومهموما، ومكروبا، يبكي ليل نهار، ويردد: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ".. 


تقول كتب التفاسير: إنه في ليلة من الليالي كان سيدنا يعقوب في السجود يبكي ويناجي ربه: "يا ربّ، أما ترحم ضعفي؟ أما ترحم شيبتي؟ أما ترحم كِبَر سني؟ أما ترحم ذُلّي؟ أما ترحم فقري؟".


يقول تعالى في كتابة العزيز: "وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"، فأوحى الله إليه: "يا يعقوب، وعزتي وجلالي، وارتفاعي على خلقي، لو كان يوسف ميتًا لأحييته لك".
وهكذا جاءته البشرى في اليوم الثاني، فقال: "أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ".

بناء البيت المقدس في أورشليم

أقام يعقوب، عليه السلام، في أرض حران عشرين سنة، ثم أوحى إليه الله تعالى بأن يعود إلى قومه، ووعده بأن يكون معه، فسار بأهله قاصدًا جبال ساعير، ثم مر على أورشليم وضرب فسطاطه فيها، وبنى البيت المقدس هناك بأمر من الله تعالى، وبعد ذلك ولدت “راحيل” ولدًا ثانيًا هو "بنيامين"، وماتت بعد ولادته فدفنها يعقوب في بيت لحم.

التقى سيدنا يعقوب بوالده إسحاق، عليه السلام، وأقام عنده في أرض كنعان في قرية تدعى "حبرون" وكان يسكن فيها سيدنا إبراهيم، عليه السلام.

وفاة إسحاق ثم يعقوب

أصاب سيدنا إسحاق، عليه السلام، المرض، ثم توفي وله من العمر مائة وثمانين سنة، وقام ولداه العيص ويعقوب بدفنه مع أبيه إبراهيم الخليل، عليه السلام.
ثم أقام يعقوب، عليه السلام، في أرض كنعان حتى وصل عمره إلى مائة وثلاثين سنة.


بعدها انتقل إلى مصر، وأقام بها سبع عشرة سنة في ضيافة ابنه الأثير يوسف عليه السلام، ثم توفي يعقوب، عليه السلام.
وكان قد أوصى أبناءه بأن يدفن مع أبيه وجده.
يقال إن يوسف حمل أباه إلى بلاد الشام، ودفنه حيث دُفن أبوه إسحاق وجده إبراهيم عليهما السلام.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية