من قصص القرآن الكريم، سيدنا إبراهيم خليل الله وحياته في أرض فلسطين
في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
سيدنا إبراهيم، عليه السلام
يعتبر سيدنا إبراهيم، عليه السلام، من أهم وأجلِّ الأنبياء الذين مرُّوا بفلسطين؛ لأنه أبو الأنبياء، ولأنه خليل الله، ومعلوم أنه لم يولد بفلسطين؛ لأنه قد اختلفت الأقوال في الموضع الذي وُلِدَ فيه وليس من بينها فلسطين، فقيل: إنه ولد بالسوس من أرض الأهواز، وقيل: ولد ببابل، وقيل: بالسواد من ناحية كوثى، وقيل: بحران، إلَّا أن الجميع اتفقوا على أن مولده كان في عهد نمرود بن كوشن.
نسب سيدنا إبراهيم
هو إبراهيم بن تارخ، بن ناحور، بن ساروغ، بن راغو، بن فالغ، بن عابر، بن شالخ، بن أرفخشد، بن سام، بن نوح عليه السلام.
عن عكرمة أنه قال: كان إبراهيم، عليه السلام، يُكنى أبا الضيفان، قالوا: ولما كان عمر تارخ خمسا وسبعين سنة وُلد له إبراهيم عليه السلام، وناحور، وهاران، وولد لهاران لوط.
وكان إبراهيم عليه السلام هو الأوسط، وأن هاران مات في حياة أبيه في أرضه التي ولد فيها، وهي أرض الكلدانيين.
زواجه من سارة
فتزوج إبراهيم سارة، وناحور ملكا ابنة هاران.
وكانت سارة عاقرا لا تلد. وانطلق تارخ بابنه إبراهيم، وامرأته سارة، وابن أخيه لوط بن هاران، فخرج بهم من أرض الكلدانيين إلى أرض الكنعانيين، فنزلوا حران، فمات فيها تارخ وله مائتان وخمسون سنة.
وهذا يدل على أنه لم يولد بحران، وإنما مولده بأرض الكلدانيين، وهي أرض بابل وما والاها. ثم ارتحلوا قاصدين أرض الكنعانيين، وهي بلاد بيت المقدس فأقاموا بحران، وهي أرض الكشدانيين في ذلك الزمان، وكذلك أرض الجزيرة والشام أيضا، وكانوا يعبدون الكواكب السبعة، والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين يستقبلون القطب الشمالي، ويعملون لها أعيادا وقرابين.
وهكذا كان أهل حران يعبدون الكواكب والأصنام، وكل من كان على وجه الأرض كانوا كفارا سوى إبراهيم الخليل، وامرأته، وابن أخيه لوط عليه السلام.
وكان الخليل عليه السلام هو الذي أزال الله به تلك الشرور، وأبطل به ذاك الضلال.
آتاه الله سبحانه وتعالى رشده في صغره، وابتعثه رسولا، واتخذه خليلا في كبره. قال تعالى: "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين". (الأنبياء: 51). أي كان أهلا لذلك.
دعوة إبراهيم لقومه
وقال تعالى: "وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا. إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون. وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين. أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير. يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون. وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم. فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم. ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين". (العنكبوت: 16 – 27).
ويذكر الله تعالى مناظرته لأبيه وقومه، وكان أول دعوته لأبيه (ويقول المفسرون إنه ليس أباه بل عمه الذي رباه)، وكان ممن يعبد الأصنام؛ لأنه أحق الناس بإخلاص النصيحة له، كما قال تعالى: "واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا". (مريم: 41 – 48).
حوار إبراهيم وآزر
يقص تعالى ما كان بينه وبين آزر من المحاورة والمجادلة، وكيف دعاه إلى الحق بألطف عبارة وأحسن إشارة، بيَّن له بطلان ما هو عليه من عبادة الأصنام التي لا تسمع دعاء عابدها ولا تبصر مكانه، كيف تغني عنه شيئا أو تفعل به خيرا من رزق أو نصر؟
ثم نبهه إلى ما أعطاه الله من الهدى والعلم النافع، وإن كان أصغر سنا منه: "يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا". أي مستقيما واضحا سهلا حنيفا، يفضي بك إلى الخير في دنياك وأخراك، فلما عرض هذا الرشد عليه، وأهدى هذه النصيحة إليه لم يقبلها منه، ولا أخذها عنه بل تهدده وتوعده قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك. قيل: بالمقال. وقيل: بالفعال واهجرني مليا أي واقطعني وأطل هجراني.
فما كان من إبراهيم إلا أن رد عليه: سلام عليك، أي لا يصلك مني مكروه، ولا ينالك مني أذى، بل أنت سالم من ناحيتي، وزاده خيرا فقال: "سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا".
قال ابن عباس وغيره: أي لطيفا. يعني في أن هداني لعبادته والإخلاص له؛ ولهذا قال: "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا. وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام، كما وعده في أدعيته، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، كما قال تعالى: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم". (التوبة: 114).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
