من قصص القرآن الكريم، كيف وصف الله سيدنا إبراهيم الخليل؟
في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
سيدنا إبراهيم، عليه السلام.. كان أُمَّةً قانتًا لله
وصف الله تعالى، نبيه الكريم، سيدنا إبراهيم، عليه السلام، إذ قال فيه: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". (النحل: 120 - 121).
إبراهيم كان أمة
يقول الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف: استوقفني هذا الوصف من الله لنبيه، وذهبت أتفكر، كيف يمكن للعبد الفرد الواحد أن يوصف بأنه أمة، والأمة من الناس هي الجمع الغفير، والعدد الكثير، وذهبت أتحرى في ذلك، فوجدت أن الله، جل جلاله، فيما وصف به إبراهيم بعد ذلك يشرح هذا المعنى؛ إن إبراهيم كان أمة، قانتا لله، هذا الوصف أحد أسباب كونه أمة.. حنيفا، هذا أحد أسباب كونه أمة.. لم يكُ من المشركين، هذا أحد أسباب كونه أمة.. وما زال القرآن يعدد من أوصافه إلى أن ختم الله، تعالى، بأن قال فيه: "وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ". (النحل: 122).
إبراهيم عليه السلام كان أُمَّةً أيْ أنَّ اللهَ جلَّ جلاله، جمع له أوصافَ البرِّ والرَّشدِ والحكمة واللطف التي لا توجد إلا مفرقةً في أمة بأكملها.
الحالُ المعتادُ من العباد أنَّ هذا الإنسان يمتازُ باللطف، وهذا يتميز بالعلم، وهذا يوصَف بالحِلم، وهذا يوصَف بالكرم.. تفرقت أوصاف الخير في الناس، فإذا جاء عبدٌ صاحبُ همةً، وصاحب قوة في الباطن، وصاحب إقبال على الله، وجعل يتتبع المكارم، ويتخلق بها، ويجمعها في ذاته، فكأن الله جمع له أوصاف الخير التي لا توجد إلا في أمة، فصار الفرد الأمة.. إن إبراهيم كان أمة.
الصلاح في الدنيا
ويضيف د. أسامة الأزهري: لقد تعجبتُ من قول الله تعالى: وآتيناه في الدنيا حسنة، وإنه في الآخرة لمن الصالحين.. المعتاد أن يوصف العبد بالصلاح في الدنيا.. أنه وليٌّ صالحٌ، أو عبدٌ محبب، أو صفيٌّ مقرب، لكن الله، جل جلاله، يصف سيدنا إبراهيم، عليه السلام، بالصلاح في الآخرة: وآتيناه في الدنيا حسنة، وإنه في الآخرة لمن الصالحين..
هنيئًا لسيدنا إبراهيم بمقامه العظيم، صاحب المجد والسؤدد، صاحب القرب والاصطفاء.. أن الله يصفه بأنه في الآخرة من الصالحين..هنيئا له هذا الإقبال الإلهي الذي رفع الله، تعالى، به قدره.
ولقد جعل الله الأنبياء من ذريته، ورفع البيت الحرام على يده، وجعله أواها، ووجعله منيبا، وجعله صاحب ودًّ وبر بأبيه، رغم جفاء أبيه معه.
واختتم: سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي تحبه القلوب، وتتخلق بأخلاقه، وتحب أوصافه وشمائله، وتحب ما أكرمه الله به.. العبد الشاكر المنيب، المخبت، القانت، الأواه، الكثير الرجوع إلى الله، صاحب القلب الرقيق، صاحب الحال الشريف العظيم، صاحب الأنوار والمواهب الإلهية.
ولم يك من المشركين
وفي تفسير ابن كثير: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". (النحل: 120).
يمدح الله، تبارك وتعالى، عبده ورسوله وخليله إبراهيم، إمام الحنفاء ووالد الأنبياء، ويبرئه من المشركين، ومن اليهودية والنصرانية، فقال: "إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا"، فأما "الأمة"، فهو الإمام الذي يُقتدى به. والقانت: هو الخاشع المطيع. والحنيف: المنحرف قصدا عن الشرك إلى التوحيد; ولهذا قال: "ولم يكُ من المشركين".
قال سفيان الثوري: سئل عبد الله بن مسعود عن الأمة القانت، فقال: الأمة: معلم الخير، والقانت: المطيع لله ورسوله.
وقال ابن عمر: الأمة الذي يعلم الناس دينهم.
وقال مجاهد: (أمة) أي: أمة وحده، والقانت: المطيع. وقال مجاهد أيضا: كان إبراهيم أمة، أي: مؤمنا وحده، والناس كلهم إذ ذاك كفارٌ.
وقال قتادة: كان إمام هدى، والقانت: المطيع لله.
شاكرا لأنعمه
وفي تفسير "الطبري": "شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". (النحل: 121).. (شَاكِرًا لأنْعُمِهِ) يقول: كان يخلص الشكر لله فيما أنعم عليه، ولا يجعل معه في شكره في نعمه عليه شريكا من الآلهة والأنداد وغير ذلك.. (اجْتَبَاهُ) يقول: اصطفاه واختاره لخُلته (وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: وأرشده إلى الطريق المستقيم، وذلك دين الإسلام.
وعن عبد الله بن مسعود، أنه قال: إن مُعاذا كان أُمَّة قانتًا لله، قال: فقال رجل من أشجع يُقال له فروة بن نوفل: نسي إنما ذاك إبراهيم، قال: فقال عبد الله: من نسي إنما كنا نشبهه بإبراهيم، قال: وسُئِل عبد الله عن الأمَّة، فقال: معلم الخير، والقانت: المطيع لله ورسوله.
وعن مسروق قال: قرأت عند عبد الله هذه الآية "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ"، فقال: كان معاذ أُمَّةً قانتًا، قال: هل تدري ما الأمَّة، الأمَّة الذي يعلم الناس الخير، والقانت: الذي يطيع الله ورسوله.
وعبد الله بن المبارك، عن ابن عون، عن الشعبيّ، في قوله: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا". قال: مطيعا.
وعن مجاهد "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً"، على حدة "قَانِتًا لِلَّهِ"، قال: مطيعا.
وعن مجاهد، أيضا، مثله، إلا أنه قال: مطيعًا لله في الدنيا.
وعن قتادة، قوله "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ" قال: كان إمام هُدًى مطيعًا تُتَّبع سُنَّته ومِلَّته.
وفي "الطبري"، أيضا: "وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ". (النحل: 122).
يقول تعالى ذكره: وآتينا إبراهيم على قنوته لله، وشكره له على نعمه، وإخلاصه العبادة له في هذه الدنيا ذكرًا حسنا، وثناءً جميلا باقيا على الأيام "وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ". يقول: وإنه في الدار الآخرة يوم القيامة لممن صلح أمره وشأنه عند الله، وحَسُنت فيها منزلته وكرامته.
وعن مجاهد (وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) قال: لسان صدق.
وعن قتادة "وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً" فليس من أهل دين إلا يتولاه ويرضاه.
يقول تعالى ذكره: وآتينا إبراهيم على قنوته لله، وشكره له على نعمه، وإخلاصه العبادة له في هذه الدنيا ذكرًا حسنا، وثناءً جميلا باقيا على الأيام "وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ". يقول: وإنه في الدار الآخرة يوم القيامة لممن صلح أمره وشأنه عند الله، وحَسُنت فيها منـزلته وكرامته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
