التهجير الإنساني.. خداع وتضليل للعقل العليل!
حديث ترامب المتناقض عن مجاعة غزة التي نفاها ليلًا ثم عاد ليثبتها صباحًا في ظل ما يشهده العالم من زخم ورفض لما يحدث من جرائم إبادة وتجويع في القطاع، نتيجة تعنت إسرائيلي مدعوم أمريكيًا ينبغي إلا ينسينا ما يتسلل عبر السوشيال ميديا ومختلف وسائل الإعلام من دعوات خبيثة، تتمثل في خطاب جديد -قديم في جوهره- يطرح التهجير المؤقت أو الإجلاء الإنساني كحلٍّ لإنقاذ المدنيين.
واللافت أن هذه الدعوات لا تأتي فقط من دوائر داعمة للاحتلال، بل من أطراف تُصنّف نفسها في معسكر التعاطف مع الفلسطينيين، ممّن يتحدثون بحسن نية عن الحق في الحياة وضرورة الخروج من الجحيم.
ومع اختلاط الأوراق وضبابية الرؤية.. من حقنا أن نتوقف قليلًا ونسأل: هل التهجير حلٌّ إنساني فعلًا، أم خطوة محسوبة ضمن مخطط اقتلاع ما تبقى من الجغرافيا الفلسطينية؟
ألم تكف تجربة النكبة والنكسة، وما ترتب عليها من تشريد ملايين اللاجئين الذين لم يعودوا حتى اليوم حتى نستخلص الدروس والعبر من التاريخ والتجارب مع عدو غادر لا يخفي أطماعه في كل أرض العرب ليفرض السيطرة والسطوة في حماية أمريكية سافرة ومنحطة؟
فهل ستكتفي إسرائيل وأمريكا بإخراج سكان غزة؟ أم أن ما بعد التهجير هو الأهم: إعادة تشكيل الخريطة الديموجرافية والسياسية لصالح مشروع إسرائيل الكبرى؟ وإذا فُرِّغت غزة من سكانها، فهل يظل وجودها السياسي والوطني قائمًا؟ أم يُمحى نهائيًا من معادلة الصراع؟
الواقع يشير إلى أن التهجير ليس إجراءً عابرًا، بل هو استثمار طويل الأجل في خلق أمر واقع جديد. ولنا أن نتساءل: هل تسمح إسرائيل بعودة من هجّرتهم بعد أن تُعَمِّر القطاع كما تريد؟ أم ستعتبرها فرصة تاريخية لتفريغ غزة، وتحويلها إلى منطقة أمنية خالية من التهديد الديموغرافي؟
ثم ألم يعلنها ترامب مدوية: غزة ريفيرا الشرق، انطلاقًا من حلمه كمطور عقاري وتاجر يوظف السياسة لخدمة أطماعه في المال والثروة بأي ثمن!! وهل سيكتفي المشروع الصهيوني بغزة فقط؟ أم أن عينَه على سيناء، وعلى إعادة رسم حدود ما بعد سايكس بيكو، في ظل غياب عربي وتراخٍ دولي؟
إن التهجير ليس فقط اقتلاعًا من الأرض، بل هو اقتلاع من التاريخ والهوية والمستقبل. والخطر الأكبر أن يتم تمريره اليوم بحجة النجاة من الموت، ليصبح البقاء على الأرض تهمة، والتمسك بالوطن نوعًا من الانتحار.
ومن هنا، فإن أي نقاش عن حلول إنسانية يجب أن يبدأ من تثبيت الحق، لا التفريط فيه؛ من الإصرار على كسر الحصار، لا على مغادرة الأرض؛ من مساءلة الاحتلال، لا مكافأته بخلو غزة من سكانها.
فمن يُراد إنقاذهم اليوم بالترحيل، سيُنسَون غدًا في معسكرات اللاجئين، فيما يكتمل المشروع الصهيوني على أنقاضهم. ألا يستحق هذا السيناريو وقفة عاقلة قبل أن يُسوّق التهجير كمنفذ نجاة؟
أيها المتخاذلون والمثبطون والمرجفون يا من تتحدثون بلغة الاحتلال وتروجون لسرديته الظالمة المتهافتة ألا ترون الدرس القادم من الضفة التي أعلنت إسرائيل قبل أيام سيادتها عليها، وما فعلتها الأخيرة في سويداء سوريا وجنوب لبنان..
هل ما زلتم تعتقدون أن الاحتلال يحتاج سببا أو ذريعة للعربدة في أراضي العرب في ظل ضوء أخضر أمريكي ودعم غربي مفتوح لهذا الكيان العدواني.. أفيقوا قبل فوات الأوان.. وإعلموا أن
ترامب يضحك علي الجميع!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
