رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان.. اللعب على كل الحبال!

18 حجم الخط

عجيب أمر الرئيس التركي أردوغان، فبينما تراه فجأة منافحًا عن غزة بأقوى الكلمات، ثم لا نجد أفعالا تترجم تلك الكلمات على أرض الواقع، بل تجد أن حجم التعاون التركي الإسرائيلي في أزهى عصوره! 

 

وأخيرًا أثار رفض الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان التوقيع على إجراءات لاهاي ضد إسرائيل موجة واسعة من الجدل، ليس فقط في الأوساط السياسية الدولية، بل داخل تركيا نفسها، حيث إتهمته المعارضة بممارسة الخداع السياسي وازدواجية المعايير، والاكتفاء بردود فعل خطابية تجاه إسرائيل، والامتناع عن اتخاذ خطوات ملموسة خشية إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


مجموعة لاهاي تأسست في يناير 2025 بمبادرة من جنوب إفريقيا وهولندا وعدد من الدول الإفريقية والعربية والآسيوية، بهدف تفعيل أدوات ضغط قانونية واقتصادية على إسرائيل، بناءً على قرارات محكمة العدل الدولية المتعلقة بجرائم الإبادة المرتكبة في غزة. 

شملت هذه الأدوات مقاطعة السلاح، وتجميد الأصول، وتعليق اتفاقيات التعاون التكنولوجي والعسكري، والدعوة إلى وقف كل أشكال الدعم التي تساهم في استمرار الانتهاكات.


ورغم أن تركيا أظهرت منذ بداية العدوان على غزة قدرًا كبيرًا من الغضب الخطابي، واستدعت سفيرها من تل أبيب، وخرجت التصريحات النارية من مسئوليها، فإن أردوغان وجماعته رفضوا الانخراط في الخطة الجماعية حين اقتربت لحظة التنفيذ العملي. 

 

بحسب ما نُشر في وسائل إعلام تركية، فإن أردوغان طلب من فريقه ألا يوقع على الوثيقة، بدعوى أن الإجراءات المطروحة جزئية وأن تركيا قامت بأكثر منها. لكن هذا الرد لم يقنع أحدًا، لا داخليًا ولا خارجيًا، بل أثار سخرية وانتقادات واسعة، وصلت إلى حد اتهامه بأنه يغطي بتصريحاته الحماسية استمرار التعاون الحقيقي مع إسرائيل في مجالات الطاقة والتجارة وحتى بعض الجوانب العسكرية.


الرد الحكومي بدا مفرغًا من المنطق السياسي. فإذا كانت تركيا قد اتخذت إجراءات أقوى من تلك التي تقترحها لاهاي، فما الضرر في التوقيع على ما هو دونها؟ ولماذا تُفوّت على نفسها فرصة إظهار قيادة أخلاقية حقيقية في لحظة مفصلية؟ بل كيف تدّعي الوقوف ضد الإبادة، ثم ترفض المشاركة في خطة عملية لردعها؟ 

المعضلة هنا ليست فقط في الرفض، بل في التناقض بين ما يُقال وما يُفعل. فتركيا التي تزايد كثيرًا باسم غزة، لم تُجمّد اتفاقًا واحدًا رسميًا مع إسرائيل، ولم توقف مرور السفن التجارية التي تمد تل أبيب بالبضائع، بل خرجت مظاهرات في بعض الموانئ التركية تنديدًا باستمرار هذه العلاقات في وقت الدم الفلسطيني يُراق بلا توقف.


المعارضة التركية رأت في هذا الموقف دليلًا جديدًا على نفاق أردوغان السياسي، معتبرة أن ما يفعله لا يختلف كثيرًا عن تاريخه الطويل من التلويح بالقضية الفلسطينية دون أن يترجم ذلك إلى قرارات حاسمة. فالرجل الذي بنى جزءًا كبيرًا من خطابه السياسي على قضايا الأمة، أصبح في نظر كثيرين مجرد زعيم يُحسن رفع الصوت ولا يجرؤ على خوض المعركة حتى نهايتها، لا سيما إذا ما مست مصالحه الاقتصادية والتحالفات الدولية التي يرعاها.


إن خطورة هذا الموقف لا تتوقف عند حدود المشهد التركي، بل تمتد إلى مصداقية كل خطاب عربي أو إسلامي يدّعي مناصرة فلسطين وهو لا يجرؤ على اتخاذ موقف عملي حين تتاح له الفرصة. فالمعيار الحقيقي اليوم ليس من يصرخ أكثر، بل من يوقع ويفرض ويقاطع ويخسر من أجل مبادئه.

وأردوغان -على ما يبدو- لا يزال يفضل اللعب في المنطقة الرمادية، يتظاهر بالبطولة أمام الكاميرات، ويوقّع الصفقات خلف الكواليس. إنه الدرس المر في السياسة: لا تُقاس المواقف بالأقوال، بل بالأفعال.. فهل لا يزال البعض تخدعه شعارات أردوغان؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية