كيف روج الإخوان للسردية الإسرائيلية بشأن إغلاق معبر رفح
في خضم الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، برزت اتهامات متكررة لمصر بالمسئولية عن إغلاق معبر رفح وتجويع الشعب الفلسطيني، هذه الاتهامات، التي روجت لها أحيانًا مصادر إسرائيلية وصدّقها جمهور السوشيال ميديا، بعدما تبنتها جماعة الإخوان وبروزتها، تخدم أجندة واضحة وهي تحويل الأنظار عن الدور الإسرائيلي الأساسي في الحصار والتضييق على إيصال المساعدات، بل وإضفاء الشرعية على سيطرتها على المعبر من الجانب الفلسطيني.
لقد شهدنا، على سبيل المثال، قيام بعض من يُسمون بالنشطاء بمحاولات رمزية لإغلاق السفارات المصرية حول العالم بأقفال، متهمين الدولة المصرية بالضلوع في تجويع وحصار سكان غزة، هذه التحركات، التي غالبًا ما تُروّج عبر منصات التواصل الاجتماعي، تعتمد على سردية بسيطة ومضللة تلقى صدى عاطفيًا، دون الخوض في تعقيدات الوضع على الأرض والقيود المفروضة على مصر.
منذ بداية الحرب، عملت إسرائيل على تقديم رواية تُلقي باللوم على أطراف أخرى في الأزمة الإنسانية، فبينما تُتهم الأمم المتحدة بالبيروقراطية المفرطة، تلمح إسرائيل إلى أن حماس تستغل ادعاءات المجاعة لتحقيق مكاسب سياسية، أما بخصوص معبر رفح، فبعد سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر في مايو 2024، زعمت إسرائيل أن المعبر كان يُستخدم لتهريب الأسلحة، مما يبرر سيطرتها وإغلاقه الفعلي.
هذه الرواية تخدم إسرائيل بعدة طرق حيوية، أولًا إنها تحوّل الضغط الدولي بعيدًا عن تصرفاتها العسكرية والقيود المفروضة على دخول المساعدات، فبدلًا من أن تكون إسرائيل تحت المجهر باعتبارها القوة المحتلة التي تسيطر على جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة تقريبًا، يتم توجيه الاتهام إلى مصر، القطب الإقليمي الذي يلعب دورًا رئيسيًا في محاولة تخفيف المعاناة.
ثانيًا تهدف هذه الاتهامات إلى إضعاف الموقف التفاوضي لمصر وتصويرها كطرف غير موثوق به، مما قد يؤثر على دورها كوسيط رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أخيرًا تساهم هذه السردية في بناء مبرر للسيطرة الإسرائيلية على المعبر، بذرائع أمنية، مما يعزز قبضتها على القطاع المحاصر.
لطالما نفت مصر بشدة هذه الاتهامات، واصفة إياها بـ الدعاية الخبيثة، فالحقيقة التي تؤكدها البيانات المصرية وتدعمها تقارير المنظمات الدولية هي أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري مطلقًا، بل على العكس تمامًا، فقد عملت مصر بجهد بالغ على تيسير دخول المساعدات إلى غزة عبر المعبر عندما كانت الظروف تسمح بذلك، وواجهت تحديات هائلة بسبب القيود الإسرائيلية والعمليات العسكرية المستمرة.
تؤكد البيانات الرسمية المصرية أن إغلاق المعبر هو نتيجة مباشرة لـالاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر. وهذا الاحتلال، بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي المتكرر لمحيط المعبر، يخلق ظروفًا خطيرة ومستحيلة لتشغيل المعبر وإدخال المساعدات بأمان.
ليست مصر وحدها من تدحض الرواية الإسرائيلية. فمعظم المنظمات الإنسانية الدولية والأممية، مثل منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، والأونروا (UNRWA)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، تؤكد باستمرار أن العقبة الرئيسية أمام إيصال المساعدات هي القيود الإسرائيلية الشديدة، والمعارضات البيروقراطية، والتحديات الأمنية التي تفرضها العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة.
هذه المنظمات رفضت بشكل قاطع الادعاءات الإسرائيلية بشأن عدم كفاءة الأمم المتحدة أو تحويل حماس للمساعدات، مشيرة إلى أن إسرائيل نفسها هي من ترفض معظم طلبات إدخال المساعدات.
على سبيل المثال، أشارت أطباء بلا حدود إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة قبل الحرب عبر رفح كان يصل إلى 500 شاحنة يوميًا، ولكنه انخفض إلى 40 شاحنة فقط بعد بدء الحرب، ثم إلى صفر بعد السيطرة الإسرائيلية على المعبر. كما أكدت الأونروا أنها لم يُسمح لها بإدخال أي مساعدات إنسانية لمدة 4.5 أشهر تقريبًا (منذ 2 مارس 2024).
إن محاولات توجيه اللوم لمصر بشأن إغلاق معبر رفح هي محاولات مضللة تخدم أجندة سياسية واضحة. فمصر، التي تستضيف ملايين اللاجئين وتقدم الدعم الإنساني للمنكوبين في المنطقة، كانت ولا تزال في طليعة الجهود الرامية لتخفيف المعاناة في غزة. لقد عملت مصر بجد على تيسير دخول المساعدات، ففي كل مرة تسمح فيها الظروف الأمنية والسياسية، كانت مصر البوابة الرئيسية لدخول المساعدات إلى غزة.
والدعوة لوقف إطلاق النار، حيث بذلت مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة ووقف دائم لإطلاق النار. ورفض التهجير القسري، إذ عارضت مصر بقوة أي خطط لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، مؤكدة على ضرورة بقائهم في غزة. كما استقبلت الجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتها.
في الختام، من الضروري أن نميز بين الدعاية المضللة والحقائق على الأرض.. إن اتهام مصر بإغلاق معبر رفح هو أداة إخوانية جديدة ومحاولة جديدة بائسة لتشويه الحقائق واظهار الدولة المصرية بشكل يجعلها مدانة أمام الداخل المصري حتى ولو كان في حدود السوشسيال ميديا..
فضلا عن كون الأمر جزءا من حملة أوسع لتبرير الحصار الإسرائيلي على غزة، وتحويل الأنظار عن المسئولية الأساسية لإسرائيل في الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فبدلًا من توجيه أصابع الاتهام إلى من يسعى جاهدًا للمساعدة، يجب أن يتركز الضغط الدولي على القوة المحتلة لفتح جميع المعابر والسماح بالتدفق الحر والآمن للمساعدات إلي غزة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
