سائق النقل ظالم أم مظلوم!؟
انتظرت هدوء العاصفة حتى نتكلم بالعقل والمنطق وبدون انفعالات ونبحث في أصل المشكلة وحلها.
بداية الإعلام لا يتحدث عن سيارات النقل وسائقيها إلا بالسوء لأنه يتذكرها فقط أثناء الحوادث، ومعظم من يتناول الموضوع ليس لديه معلومات عن أهميتها والدور الذى تقوم به، ولذلك بعضهم عن جهل يطالب بمنعها من السير فى أوقات معينة وعلى طرق محددة، بل وبإلغائها تمامًا وهو لا يعلم أن الماء الذي يشربه والطعام الذي يأكله يصل إليه بالسيارة النقل، بل مرتبط بها 99% من اقتصادنا وأمور حياتنا.
نحن لدينا مشكلة حقيقية فى نقل البضائع منذ عشرات السنين، فالدولة اعتمدت على النقل البري وأهملت النهري والسكة الحديد، رغم أن ربنا سبحانه وتعالى وهبنا نعمًا كثيرة لم نستغلها، مثل ربط الموانئ الرئيسية بالنيل، والسكة الحديد والنقل بالقطارات، والصنادل النهرية يخفف الضغط علي السيارات النقل ويحمى الطرق من الانهيار، ويحد من الحوادث ويرشد الوقود ويخفض الأسعار لأن تكلفته أقل، فحمولة قطار البضاعة الواحد أكثر من مائة مقطورة.
حينما كنت المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمى لوزارة النقل ومن قبلها هيئة الطرق والكباري، طلبنا إحصائيات رسمية من الإدارة العامة للمرور عن السيارات النقل، وكانت وقتها 750 ألفًا مرخصة بكل أنواعها تريلا ومقطورة ونصف وربع نقل، ومؤكد زادت الآن، 80% منها على الأقل ملك للأفراد وليست خاضعة لأى هيئة، وتلك هى الخطورة، أنه عشوائى بدون أب شرعى ينظم هذا الأسطول الهائل.
وعدد المقطورات كان 58 ألفًا فقط، ومع ذلك هى المتهم الأول فى حوادث الطرق رغم أن مساهمتها فى الحوادث كان 10% والسيارة الملاكى 40% من واقع المحاضر الرسمية للمرور، ولكن حظ المقطورة السيئ أنها فى مرمى الإعلام، بدليل أن حادث تصادم الميكروباص أول أمس تسبب في وفاة واصابة أكثر من 20 مواطنا، ولكنه لم يأخذ نفس الضجة حينما يكون طرف الحادث السيارة النقل..
مشكلة سائقي النقل عدم وجود من يتحدث بإسمهم ويدافع عن حقوقهم، صحيح فيهم الصالح والطالح مثل أي فئة في المجتمع، وصحيح بعضهم متهم بالتعاطى ولكن ليس بسبب الإدمان بل اعتقادًا منهم أن ذلك يمنحهم النشاط والقدرة على القيادة لأكبر وقت، وللأسف الدولة مشاركة في هذا بقصد أو بدون قصد..
لعدم وجود تنظيم لعمل السائقين مثل الدول التى لا تسمح بالقيادة المتواصلة لساعات طويلة، مع ضرورة وجود أكثر من سائق أثناء القيادة لمسافات كبيرة، كذلك الرسوم الكثيرة التي تفرضها الدولة على سيارات النقل وسائقيها في إجراءات التراخيص والضرائب وعلى الطرق..
كل ذلك يجعلهم يواصلون العمل ليلًا ونهارًا لتحقيق أكبر عائد، ويضطرون للحمولة الزيادة لتعويض ما يدفعونه، وتلك كارثة كبري أدت إلى انهيار الطرق وزيادة الحوادث، فالدولة تُحصّل رسومًا بالملايين ثم تنفق المليارات على الخسائر المادية والبشرية بسبب الحمولة الزيادة.
حلول مشكلات النقل الثقيل
الحلول سهلة مع الإرادة، وهى:
أولًا، وجود تنظيم تخضع له جميع وسائل نقل البضائع.
ثانيًا، إلغاء أو تخفيض الرسوم على سيارات النقل في مقابل منع الحمولة الزيادة تمامًا.
ثالثًا، تطبيق نظام (its) النقل الذكي الذى يمنع الحمولة الزيادة ويُلزم السائق بحارته المرورية وسرعته المقررة.
رابعًا، شمول سائقي النقل بوسائل الحماية الاجتماعية (معاش وتأمين صحى) ومعاملتهم باحترام وكرامة من مؤسسات الدولة، خاصة الإعلام والمرور والطرق فلولا هؤلاء لتوقفت الحياة في مصر.
خامسًا، التوسع في إنشاء حارات مرورية لسيارات النقل فى الطرق المرتبطة بالموانئ والمحاجر (موجودة حاليا في طريقي السويس والاسكندرية)
سادسًا، ضرورة تنشيط نقل البضائع من خلال السكة الحديد والنقل النهري، فالدولة تنقل سنويًا سلعًا تموينية بعشرات المليارات كلها على سيارات النقل هذا بخلاف الوقود ومواد البناء، فلا يجب وضع كل البيض في سلة واحدة.
سابعا إنشاء سلطة النقل وهى هيئة مستقلة مهمتها الرقابة على عناصر الأمن والسلامة للسائق والطريق والمركبة (سيارة، قطار،مركب) وكان مجلس الوزراء في عام 2016 وافق عليها، ولكنها لم تخرج للنور، وهى على غرار سلطة الطيران المدنى والتى جعلت نسبة حوادث الطيران تقترب من الصفر.
ختاما السيارة النقل ثروة بملايين الجنيهات وتنفق على أكثر من أسرة وتسدد أقساطًا، فهل يعقل أن صاحبها أو سائقها يخرج من منزله حتى يتعمد قتل المواطنين أو قتل نفسه أو تدمر سياراته مصدر رزقه؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
