لا تؤجل الإحسان.. ولا تبخل بالابتسامة!
ما أسرع جريان الأيام، وما أكثر شواغلها وهمومها، في زمن تزحف الهموم على الناس زحف الريح على ليالي الشتاء القاسية، ورغم ذلك يغفل كثير من الناس حقيقة كبرى، وهى أن الحياة قد تنتهي في أي لحظة.
نصحو وننام، نخطط ونؤجل، ونتعامل مع الوقت وكأنه ملك لنا، بينما الحقيقة أن أنفاسنا معدودة، وخطانا محسوبة. يقول الله عز وجل: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: 185]، فهل من متعظ؟
ومن تأمل حال الناس وجد أن البعض يعيش غافلًا عن النهاية، يؤجل الخير، ويماطل في الإحسان، ويتعامل مع من حوله بجفاء، وكأن الأبدية في قبضته. ولا يدري أن الباب قد يُغلق فجأة، وأن اليد التي امتدت بالإساءة قد لا تمهلها الحياة فرصة الاعتذار، وأن الكلمة الطيبة التي ترددت في صدره قد تذبل في قبره، لأنه لم ينطق بها حين وجب ذلك.
إن أولى الناس بإحساننا هم أهلنا، فالذي لا خير فيه لأهله لا يُرجى منه خير للناس. وقد قال رسول الله ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" [رواه الترمذي]. الإحسان إلى الزوجة، إلى الوالدين، إلى الأبناء، إلى الإخوة والأخوات، هو البر الحقيقي، وهو الميزان الذي يوزن به القلب.
لا معنى لأن تكون رقيقًا مع الغرباء، وقاسيًا مع من هم أولى برحمتك. لقد جمع الله في آية واحدة كل تلك المعاني حين قال: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَبِذِي الْقُرْبَى﴾ [النساء: 36]، لتكون العبادة مقرونة بالبر والإحسان.
وإذا ما أردت أن تعيش مطمئنًا، فاحمد الله في السراء والضراء، وإرضَ بقضائه وقدره، فالرضا باب الجنة، وبه تطمئن القلوب. جاء في الحديث الصحيح: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له" [رواه مسلم]. الحمد في كل الأحوال ليس مجرد كلمات، بل موقف إيماني، وطمأنينة داخلية، وسكينة لا يمنحها إلا الله لمن أحب.
وما دام العمر مجهول الخاتمة، فازرع الخير متى استطعت، ولا تنتظر المقابل من أحد، كي لا تُصدم بجحود البشر. إعمل لوجه الله، واحتسب أجرك عنده وحده، فكل ما تقدمه من معروف، ستجده محفوظًا في سجلّ العدل والرحمة.
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ، لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 9]، وهذه هي قمة الإخلاص، أن تعطي ولا تنتظر، أن تحسن ولا تتألم إن لم يُحسن إليك.
ولعل من أروع ما قاله النبي ﷺ في هذا السياق: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" [رواه أحمد]. تخيل! حتى عند قيام القيامة، يُستحب أن تغرس شجرة! هذا هو الإسلام: دين العمل حتى اللحظة الأخيرة، دين الأمل ولو في قلب العاصفة، ودين الغرس دون حساب للنتائج.
لا تؤجل الإحسان، ولا تبخل بالابتسامة، ولا تؤخر الكلمة الطيبة، ولا تتوقف عن فعل الخير مهما قست القلوب من حولك. عش لله، وازرع لما بعد الموت، وكن ممن قال الله فيهم: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ﴾ [البقرة: 110]. ولعل لحظة الندم لا تأتي، لأنك أحسنت، ورحلت، والله راضٍ عنك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
