رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

فن التسول وتسول الفن!

18 حجم الخط

التسول فن قديم جدًا قدم الزمان له أساليبه وطرقه ووسائله المتعددة والتي تشهد دومًا تطورًا وتجددًا، ويلجأ إليه الفقير المعدم المحتاج الذي جارت عليه تقلبات الحياة، والقادر غير المحتاج الطامع في المزيد دون شبع على السواء.


وهناك ارتباط قديم بين التسول والفن، حيث ما زالت أعداد الفنانين المغمورين من رسامين أو موسيقيين في محطات الأنفاق والشوارع والميادين الرئيسة في العديد من المدن الأوروبية الشهيرة، مثل روما وميلانو ولندن وباريس وغيرها في تزايد مستمر كلما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وازدادت وطأة الفقر.


وفي مصرنا الحبيبة منذ أحداث يناير 2011 حتى الآن، تضاعفت بشدة نسبة الفقر حتى وصلت إلى أكثر من 35٪؜ من السكان تحت خط الفقر، وفقًا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

تسول الفن

وفي نفس الإطار فيما يتعلق بالفن والفنانين من ممثلين وفنيين وكتاب ومخرجين ومصورين إلى آخره، فقد تزايدت أعداد المتعطلين عن العمل منذ ذلك التاريخ بصورة مخيفة ومحزنة وغير مسبوقة وطالت كل الأجيال تقريبًا دون استثناء! 

حتى بات من الطبيعي أن نجد كل يوم فنانا كبيرا ونجما قديرا أو نجمة كانت أعماله تملأ الساحة الفنية، بالدرجة التي لم تكن تترك لديه وقتا للأحاديث الصحفية والإعلامية، تجده يصرخ على صفحات السوشيال الميديا والمواقع الإلكترونية من ندرة العمل، وتجاهل المنتجين والمخرجين له، ويستغيث برئيس الجمهورية أو بالجهات التي تحتكر العملية الإنتاجية، لإنقاذه من شظف الحياة والعوز بعدما أصبح أشبه بمن يتسول الفن! 

ولم يعد مستغربا أيضا أن نشاهد نوعية أخرى من الفنانين المنسيين من صناع الفن يلجأون إلى أعمال بسيطة، كتحويل سياراتهم إلى كافيه صغير لبيع المشروبات الساخنة على الطرق السريعة لكسب قوت يومهم، بعدما يأسوا من استجداء أصحاب القلوب الرحيمة من محتكري إنتاج المسلسلات الدرامية طلبًا لفرصة عمل ولو محدودة! أو اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي في محاولة للحصول على قليل من المال والسلام.

ثالوث الشللية والاحتكار والجحود

ثالوث خطير ضرب الفن في مقتل في السنوات الأخيرة فقضى على اليابس والماء ولم يترك سوى الفتات، وأفضى إلى تراجع مخيف في مستوى ومضمون ما يقدم من أعمال فنية، دفعت الرئيس إلى تنبيه صناع الدراما بصفة خاصة إلى ضرورة البحث عن خلطة تحض على القيم الإنسانية النبيلة.


الشللية والاحتكار جعلت شلة بعينها محدودة جدا من أصحاب الشركات احتكرت العملية الإنتاجية وأغلقتها على مجموعة ودائرة ضيقة من الفنانين والمخرجين والكتاب، واستبعدت الباقي مع سبق الإصرار دون أسباب موضوعية مفهومة! مما خلق حالة من عدم العدالة والظلم التي انعكست سلبا على مستوى وقيمة الأعمال المقدمة.


الجحود والنكران صار آفة أساسية في الوسط الفني خلال السنوات القليلة الماضية، حيث جحد وتنكر صناع ومحتكرو إنتاج الأعمال الفنية لمعظم الفنانين والمبدعين، الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالهم لسنوات طويلة، لمجرد أنهم صاروا من وجهة نظرهم الضيقة وغير المنصفة 'دقة قديمة' أو مثل خيل الحكومة وجب استبعادها وتجاهلها تماما.

وهو ما يعني إعدامها بإبعادها عن الفن الذي هو بمثابة الحياة بالنسبة لها، والتركيز فقط مع حفنة من النجوم والفنانين والمخرجين والكتاب الشباب ممن يأتون على أهوائهم ويسيرون في دروبهم، ويتماهون مع أحلامهم وأهدافهم بصرف النظر عن الموهبة والقبول والكاريزما والقيمة.

كل الأجيال

كما ذكرنا من قبل كل الأجيال الفنية تعاني من الجحود والنسيان، فمنذ سنوات والفنان العملاق عبد الرحمن أبو زهرة يشكو من عدم إسناد أدوار له، وتفاقم الأمر للدرجة التي اعتبرته هيئة المعاشات متوفيا! فأوقفت صرف معاشه وتأمينه الصحي! حتى أجرى الرئيس معه إتصالًا واعتذر له وطيب خاطره.

والنجم الكبير خالد زكي صدم الجميع وأوجع القلوب عندما صرح بأحد البرامج أنه لا يجد عملًا كي يلبي احتياجاته الضرورية ويشتري الدواء الخاص به وأنه يخشى أن يموت مديونًا، والفنانة نجوى فؤاد عبرت عن حسرتها وحزنها على ما آلت إليه أوضاع.

 عشرات الفنانين الكبار أمثالها في السنوات الأخيرة، من بطالة ونسيان وجحود من قبل صناع فن ومحتكروه في هذا الزمان!


كذلك اشتكى عدد كبير من الفنانين والفنيين في الفترة الأخيرة من أجيال مختلفة من ندرة العمل منهم.. علاء مرسي، نشوى مصطفى، مها أحمد، مروة عبد المنعم، محمد نجاتي، أحمد عزمي،، كريم الحسيني، المونتيرة هند كريمة الفنان الكبير الراحل سعيد صالح التي استغاثت مؤخرا بالرئيس!


وكان الفنان الكوميدي الجميل الراحل محمد أبو الحسن قد ذكر في تصريح تليفزيوني له قبيل وفاته، أنه يعاني من ندرة العمل وتنكر الجميع له خاصةً أصدقائه المقربين من النجوم مثل عادل إمام وإسعاد يونس وأنه أصبح متسولًا بعد أن كان فنانا ناجحا ومشهورا أسعد الملايين.

 

عودة قطاع الإنتاج وصوت القاهرة 

ولكل ما سبق أجدني إزاء هذا الوضع المزري لألاف من الفنانين والكتاب والمخرجين والفنيين الذي جعل الكثير منهم يتحولون إلى أشبه بمن يتسول الفن من أجل تلبية احتياجاته الضرورية، أجدني أطالب مرة أخرى بضرورة وحتمية استعادة دور الدولة القوي والحيوي في العملية الفنية، بعودة عمل الأجهزة التي أسستها في حقبات مختلفة، وقدمت من خلالها أعمالًا خالدة، مثل المؤسسة المصرية العامة للسينما، قطاع الإنتاج، شركة صوت القاهرة، مدينة الإنتاج الإعلامي وجهاز السينما.. 

وبهذا يحدث التوازن والعدالة وتزداد الأعمال الجيدة وتخلق فرصًا أكثر لجموع الفنانين بالمشاركة كذلك مع القطاع الخاص، ولعل بداية الغيث ما أعلنه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني عن استئناف نشاط قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي قريبًا بأعمال درامية عن كبار الشخصيات، مثل رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب والذي سيعرض في رمضان المقبل 2026 إن شاء الله.. قولوا يا رب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية