رئيس التحرير
عصام كامل

وقالوا سمعنا وأطعنا

18 حجم الخط

الإيمان هو ما وقر في قلب المؤمن، إيمان بالله الذي لم تره العين المجردة بينما رآه قلب المؤمن فخضعت كل الجوارح لطاعة ربها، أمرنا الله بالصلاة وبالحج وبالصوم وبالزكاة وكلها أركان الإسلام وجوانبه التي يرتكن إليها كل مسلم، بعدما آمن بالله وبملائكته ورسله وكتبه.. 

والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره وبالبعث والنشور والحساب والميزان والصراط، وهو ما تقوله الآية 285 من سورة البقرة{آمن ٱلرَّسُولُ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـاكَتهۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦ.وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ}.

نعم هو الإيمان الكامل الذي هو العامل الرئيس ونقطة الارتكاز الوحيدة لكل مسلم على حق، وهو الذي استوجب عمل المسلم من عبادة، تلك العبادة العملية التي يزاولها المسلم، والتي ينتقدها من لا يؤمنون بهذه الغيبيات التي هي أركان الايمان{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}{هُمُ الْمُفْلِحُونَ}..

فالعقل البشري القاصر الذي لا يؤمن بالله؛ يسخر ويهزأ من كل ما لا يتطابق مع منطق علمه وحدود أفكاره، كقول أصحاب تلك العقول وهم يتساءلون ساخرين؛ كيف نتكبد كل هذا العناء وكل هذه التكاليف كي نذهب لمكان الحج، وكيف نسعى ونطوف حول مبنى من حجر! وكيف ولماذا إلى آخر كل هذه التساؤلات عن المناسك والشعائر.. 

حتى صلاتنا وصيامنا لم تبرأ من انتقادهم واستهزائهم، وازدرائهم للمؤمنين في السر والعلن، وهذا ليس بجديد، تأمل قول الله على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، والذي لم يكن يعلم الغيب مع انه مبعوث السماء ورسولها، فلا يعلم الغيب إلا الله وما علينا غير السمع والطاعة:{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} (هود 31).

لا نلومهم فهم لم يتذوقوا حلاوة الإيمان ونعمة طاعة الله، والإيمان بالغيبيات وبما بعد الموت وبما في الحياة الآخرة.. فقط هم يُحكِّمون العقل البشري القاصر بمنطقه القاصر وبحدود علمه وعلمهم، وهذا ما يجعلهم يطعنون في الدين وفي القرآن، مبتدئين بالطعن في التراث الاسلامي كله بحجة أنه يتنافى مع الواقع المعاصر.

الإيمان هو الأعمال الباطنة، أعمال القلوب التي آمنت بالله فاستقر فيها حب الله وخوفه ورجائه وتقواه وخشيته والإخلاص له، ثم سلّمت الأعمال الظاهرة له من قول اللسان وعمل الجوارح.. وعندما يُفسَر الإيمان بأنه إقبال القلب وإذعانه لما علم من الضروريات في الدين والعقيدة، إذن هو تصديق محله القلب، ولا يعلم حقيقته إلا الله وحين يتجلى هذا الإيمان بصورة كاملة ملموسة ومرئية في سلوك المسلم وأعماله ومعاملاته وعلاقاته بمن حوله في مجتمعه.

الإيمان الحقيقي منبع الإسلام الحقيقي، فلإيمان تصديق غير ظاهر محله القلب، ويقال له مؤمن بحسب الظاهر إذ لا يعلم حقيقة إيمانه إلا الله. والإيمان شرط صحة العمل عند الله، الإيمان يدفع بصاحبه للعمل الصالح، وهو الإسلام الذي هو قول وعمل ظاهر فأركان الإسلام هي أمور عملية، تقوم بها الجوارح.. 

أما أركان الإيمان فهي أمور قلبية، لتحقيقها على المرء أن يصلح قلبه؛ فتحقيق أركان الإيمان أصعب منها للإسلام، لأن المرء له طاقة وقدرة على جوارحه أما الإيمان بالغيب فيحتاج إلى قلب صادق خالص الإيمان، قلب ملأه علم اليقين. 

إذن الإيمان أولا، الإيمان الذي كله غيبيات، لذلك قال الله تعالى "فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن" ولم يقل من شاء فليسلم، مما يؤكد أن كل مؤمن هو بالطبع مسلم، لكن ليس كل مسلم هو مؤمن، وحين قال الله للأعراب: "قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"..
تنبيه: أصلح قلبك ليستنير عقلك فيبصر الحقيقة.
Nasserkhkh69@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية