ذكريات في الحج (3).. "مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"
"وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (27) ]الحج].. كم كان عدد المسلمين منذ 1446 سنة؟ ربما كانوا عشرات الآلاف.. قال بعض المؤرخين إن من حجوا مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، كانوا نحو 150 ألفا.. الآن يبلغ تعداد المسلمين 2 مليار إنسان.. سبحان الله.
أمر الله سيدنا إبراهيم، عليه السلام، بأن يأمر الناس بالحج إلى بيت الله الحرام، فإذا بهم، على يد خاتم الأنبياء، وببركته، واستجابة لدعواته، يتجاوزون المليارين.. فلله الحمد.
بين الصفا والمروة، ردد رسولنا الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
إنتشر الإسلام شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا.. وها نحن يا سيدي يارسول الله، لا نفكر في الآخرة، ولا تشغلنا سوى أمور الدنيا.. الأموال، الأولاد، النساء، المتاع، الأثاث.
أما الدين، والأخوة في الله، والإنسانية، والمحبة، والمودة، والتسامح، والتعاطف، والإيثار.. كلها باتت معاني مهجورة، ومجرد كلمات ومصطلحات من الزمن الجميل، زمن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيته الأطهار، والصحابة الأجلاء، وتابعيهم بإحسان.. فاللهم رحماتك.
تداعت علينا الأمم، كما تدَّاعى الأكلة إلى قصعتها.. حذرنا المصطفى الهادي، صلوات ربي وتسليماته عليه، منذ قرون، من هذا الموقف الرهيب الذي نعيشه بكل تفاصيله المأساوية.. صرنا في مؤخرة الركب، في ذيل الأمم، في الاقتصاد، والسياسة، والعلم، والصحة، والتعليم، و.. و.. رغم كثرة أعدادنا ولكنه "غثاءٌ كغثاء السيل".
"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا". [آل عمران: 97]. فوجئت أثناء الرحلة المباركة بأن هناك ممن كانوا مصاحبين لبعثة وزارة الشئون الاجتماعية، للإشراف على الحجيج، من كرروا الحج 18 مرة، وكثيرون أدوا الحج عدة مرات.. هذه الرحلات، بالطبع، على حساب الجمعيات الخيرية التي ينتمون إليها، أو يترأسونها! كانوا يحفظون المناسك والشعائر عن ظهر قلب.. فكانوا في المقدمة دائما، ويحكون لنا عن ذكرياتهم.
لم أستوعب أن يؤدي الشعائر شخص عشرات المرات.. كيف يستسيغ أن يكون ذلك مباحا؛ دينيا وقانونيا؟! وبعدها بسنوات صدرت قرارات من مصر والسعودية بأن يكون هناك فاصل زمني لا يقل عن 5 سنوات بين كل رحلتي حج.
واجهتُ صعوبات جمة، في الحياة اليومية، وفي التنقلات بين المشاعر المقدسة؛ لأن كثيرا من المصريين، لم يبدوا تعاونا، ولا تعاطفا، ولا تنازلا.
فمثلا كان هناك مقعد أستحسن جلوس والدتي فيه لأنه قريب من باب الحافلة، وبعيد عن مقاعد المدخنين، والمفاجأة أن بعض من زاملونا في رحلة الحج اعتقدوا أنه مكان مميز، فكانوا يسابقونني للجلوس فيه قبل السيدة العجوز، فكنت أتعجب من أن البعض لم يستفيدوا من روحانيات الحج، ولا دروسه الدينية، ولا الخطب والمواعظ التي كنا نستمع إليها ليل نهار!
الأكثر غرابة، تلك الآلية، والميكانيكية التي يؤدي بها بعض حجيج دول شرق آسيا، ودول أفريقية، شعائر الحج، فكانوا وكأنهم يؤدون طقوسا بشكل آلي، لا مشاعر فيه.. وعلمتُ أنهم يشيدون نماذج للكعبة، والمسجد الحرام، والصفا والمروة، ومشعر منى، ويتدربون على أداء المناسك، ورمي الجمرات حتى يحفظوها، ولكيلا يخطئوا في أدائها!!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
