ذكريات في الحج (2).. فبشرناه بغلام حليم
"رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ". [الصافات: 99 – 102].
ها هنا دعا سيدنا إبراهيم الخليل، عليه السلام، ربه. وها هنا نفذ أبو الأنبياء أمر ربه، واستودع الله ابنه الوليد، وأمه الصابرة، سيدتنا هاجر.
“رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”. (إبراهيم:37). هنا انشقت الأرض عن ماء زمزم، فسقت منه الأم إبنها الحبيب، وارتاحت من عناء السعي الحثيث بين الصفا والمروة..
مشاهد جمة، جميلة، تطوف خيالاتها أمام عيون الحجيج فور رؤيتهم للمشاعر المقدسة.. يا له من جهاد، عاشته السيدة العظيمة، المصرية، التي استحقت الكنانة بسببها أن تشرُف بلقب "أم الدنيا"، واستوجب منها جبالا من الصبر، وقوة التحمل..
بعد أن أشرف ولدها الأثير، عليه السلام، على الهلاك عطشا، فإذا المياه الطاهرة تنبثق تحت قدميه الشريفتين، لتبقى، أبد الآباد، معجزة ربانية، تحار في فهمها العقول.. ولن تزال تروي حجيج بيت الله إلى يوم الناس هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قبل أن أسافر لأداء فريضة الحج، نصحني بعض الأصدقاء بأن أجهز أهم الدعوات لأتوجه بها إلى الله، عز وجل، فور رؤيتي للكعبة المشرفة؛ ذلك أن الدعوة الأولى مستجابة في تلك اللحظة.
ادخرت الكثير والكثير من جوامع الأدعية، وأخذت أحفظها، وأرددها كلما خلوت إلى نفسي، ناويا أن أدعو ربي بها عندما أخطو إلى خطواتي إلى البيت الحرام والكعبة المطهرة، لكني ما أن رأيت الكعبة حتى نسيت كل ما حفظته..
وطار من ذاكرتي ما ادخرته لهذه اللحظة، ولم أجد في رأسي سوى دعوة واحدة، هي: "اللهم ارزقني ذرية مباركة طيبة"، فحتى ذلك الحين لم أكن قد رُزقتُ بأطفال، رغم مرور نحو 4 سنوات على الزواج. "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ"، سبحانك ربي، يا من رزقت إبراهيم على الكبر بسيدنا إسماعيل، استجب دعائي.
أحسستُ لحظتها أن الله قد استجاب لي.. انتابني هذا الإحساس الذي تحقق، بالفعل، بعد عودتي إلى مصر مباشرة، فرزقني الله بالابن الأول، أحمد، والحمد لله كثيرا.
حرصتُ على أداء معظم الصلوات، جماعة مقتديا، في البيت الحرام، وقد كنت دعوتُ الله كثيرا أن يرزقني الصلاة في دائرة، أي في المسجد الحرام، فهناك يصلي المسلمون في دوائر محيطة بالكعبة.
أسرفت في شرب الماء من زمزم، على يقين أن "ماء زمزم لما شُرب له"، وسبحان الله؛ فمن بين معجزات الحج أن شُفيت أمي من حساسية الصدر، فقد كنت كلما ناولتها ماء زمزم لتشرب، أدعو الله لها بالشفاء. وكانت هي بدورها، كلما شاهدت أطفالا في أثناء الحج، تدعو لي بأن يرزقني الله البنين والبنات، والحمد لله أن استجاب لها.
وأستكمل في مقال قادم، بإذن الله تعالى، متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
