هل يكتب البرلمان المقبل أول سطر في صراع العروش؟.. تنافس قوي بين مستقبل وطن والجبهة الوطنية ينهي زمن الحزب الواحد.. والأداء تحت القبة يرسم ملامح السياسة المصرية خلال السنوات القادمة
منذ أكثر من سبعين عامًا، والمشهد السياسي المصري يدور في فلك الحزب الواحد أو الحزب الأوحد المتخفي في أشكال متعددة، من الاتحاد الاشتراكي إلى الحزب الوطني، كان هناك دومًا جناح مهيمن، تحيط به أحزاب رمزية لا تغير شيئًا في المعادلة، وحتى بعد 2011، حين انفتحت الساحة جزئيًا، عادت السلطة سريعًا لتعيد ضبط الإيقاع السياسي، في ظل تعددية، لكنها افتقرت كثيرًا للفاعلية.
لكن ما نراه اليوم يبدو مختلفًا، أو هكذا تأمل بعض الدوائر، فالمشهد يراهن على تنافس حزبين كبيرين، مستقبل وطن حاز على الأغلبية خلال الأعوام الماضية، وحزب الجبهة الوطنية، الكيان الأحدث لكنه محاط بدفعة قوية من شبكات سياسية وتنفيذية ترى فيه وجهًا جديدًا لمشروع سياسي وطني مختلف.
وحسب خبراء، في البرلمان المقبل، قد لا نكون أمام معارضة مقابل سلطة، بل أمام صراع وتنافس داخلي ناعم، بين حزبين يتفقان في دعم الدولة، لكن يختلفان في الأسلوب، والأشخاص، وربما الرؤية، والأهم أنه قد يكون سطر النهاية في سيطرة حزب واحد على الحياة السياسية للبلاد.
مستقبل وطن، بنية تنظيمية وقواعد مضمونة
خلال السنوات الماضية نجح حزب مستقبل وطن في عمل بنية تنظيمية قوية، امتدت إلى أغلب المحافظات، ولعب دورًا مهمًا في انتخابات البرلمان السابقة، وخصوصا في بعض ملفات الدعم المجتمعي والتنفيذي، وأصبح يتمتع بخبرة ميدانية، وقواعد انتخابية مضمونة، وهو ما يجعله في وضع مريح نسبيًا، لكن بعض دوائر الدولة لم تعد ترى في «مستقبل وطن» مستقبلًا كافيًا وحده بعد أن واجه انتقادات واسعة حول الأداء البرلماني، والاعتماد على التوجيه المركزي بدلا من المبادرات السياسية.
ويعاني الحزب من نقاط ضعف واضحة، على شاكلة ترهل الأداء السياسي تحت القبة، وعدم تصدر صفوفه الأولى أي قيادات لها شعبية حقيقية في الشارع المصري.
الجبهة الوطنية، الرهان على ولادة ضخمة
أما حزب الجبهة الوطنية، فرغم حداثة تكوينه، لكنه ولد كبيرًا كما يقول المستشار تامر مخلوف، الباحث السياسي، إذ يضم في صفوفه شخصيات محسوبةعلى تيارات اقتصادية وإعلامية وأمنية نافذة، ويطرح خطابًا يبدو أكثر شراسة تجاه بعض مخرجات البرلمان الحالي، ما يجعله في نظر البعض فرصة لإعادة ضبط العلاقة بين الشعب والحكومة داخل البرلمان نفسه.
وظهر حزب الجبهة كمحاولة لإعادة تشكيل المشهد الحزبي، مع تسريبات عن دعم تيارات داخل الدولة له كبديل مرن، أقل استهلاكًا شعبيًا، وأكثر قبولًا لدى الطبقة المتوسطة، لذا ضم الحزب وجوه محسوبة على ما يعرف بـ«المطبخ الإداري»، التي تميل للخطاب النخبوي لكنها في الوقت نفسه تمتاز بالمرونة السياسية والإعلامية.
استقطب حزب الجبهة وجوه مميزة في كل المجالات، ويضيف من قوة الحزب غموض ترتيبات المرحلة مما يمنحه الفرصة للمناورة وإحراز أهداف جديدة في مرمى المنافس الأول مستقبل وطن، ومع ذلك هناك أيضا نقاط ضعف واضحة في الجبهة، تتمثل في حداثة التنظيم، وافتقاد عدد كبير من أعضائه للكفاءة السياسية، وغياب الرموز الثقيلة سياسيًا، بجانب ضعف القواعد الجماهيرية، مما يعزز الشكوك حول مستقبله.
هل نحن أمام منافسة حقيقية بين حزبين مختلفين داخل السلطة، أم أن الأمر لا يعدو كونه «توزيع أدوار» لاحتواء الغضب الشعبي، وإحياء الثقة بمؤسسات التمثيل ؟ يجيب «مخلوف»: «هناك رغبة في ضبط التوازن داخل البرلمان، فحزب الجبهة يمثل تحديًا لمستقبل وطن، لكن في الإطار العام، كلاهما يظل داعمًا للحكومة، والأهم هو أن نرى تحالفًا حقيقيًا يعبر عن 30 يونيو ويؤسس لمعارضة داخلية مسؤولة، ويضيف: «الخطورة تكمن في أن يتحول التنافس لحرب نفوذ بلا مضمون، لذا ما نحتاجه هو برلمان حقيقي، لا واجهة لتصفية الحسابات أو ممر لإعادة تدوير الشخصيات.
إعادة تشكيل المشهد السياسي في مصر، فرصة نادرة أم لحظة تتكرر؟
يبدو أن ما يحدث الآن لا يشبه أي لحظة سبقت، لا عهد ناصر، ولا مبارك، ولا حتى مرحلة ما بعد الثورة، لأول مرة نشاهد تنافس حقيقي داخل بنية الدولة نفسها، بين حزبين يملكان أدوات السلطة والانتشار، ويختلفان ـ ولو جزئيًا ـ في الطبقة التي يمثلانها.
لكن هل ينتهي هذا التنافس إلى برلمان حيوي قادر على نقد الحكومة وتعديل سياساتها، أم أن الأمر سينتهي إلى برلمان الصوت الواحد بصيغتين مختلفتين ؟ ذلك هو الرهان الأكبر في دورة برلمانية قد تكون الأخيرة قبل تعديل أعمق في شكل النظام السياسي الحالي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
