القوة الناعمة بين العزازى.. والفنان سامح يسرى!
لم تكن القوة الناعمة شعار بقدر ما كانت فعل، من خلال السينما المصرية تعلم العرب اللهجة المصرية، بالأغانى المصرية كانت مصر قبلة كل المطربين والمطربات في الستينيات، وعلى صوت أم كلثوم كان يجتمع العرب من المحيط إلى الخليج كل شهر، وعلى صوت الزعيم جمال عبدالناصر كان العرب ينتظرون ماذا سيقول الزعيم ابن النيل؟
كان الفنان المصرى هو النجم والقدوة في عالمنا العربي، المعلم في المدارس أو في الجامعات هو النموذج، الطبيب المهندس البناء في كل المهن كان المصري هو النموذج القدوة، وللأسف لابد أن نعترف بأن هذا تراجع كثيرا..
وفي لقاء مع الفنان الراقى والمطرب سامح يسرى، الذى يلقى الاحترام والحب في كل مكان ينزل فيه، ووسط عدد يقترب من مائة فنان تشكيلى، كان سامح يسرى يكاد يطير به الجميع فرحا، وسعادة وفي حوارى معه أشار أنه يحاول أن يقدم شيئا لبلده..
ويذكر أن في إحدى الدول العربية ترك الجماهير وزير الثقافة لبلدهم والتفوا حوله بسعادة، يسألونه ويسمعون منه، كل هذا بمثابة قوة ناعمة وسط تجاهل الإعلام الذى يجرى وراء كل شيء تافه وسخيف..
هذا الموقف للمطرب سامح يسرى أعاد للأذهان صورة الفنان في الستينيات، لأن القوة الناعمة المصرية ليست مجرد شعار، ولكنها حقيقة دون الطنطنة، عندما كانت مصر قبلة العالم الحر في الستينيات، وقبلة الثقافة، كانت تلك القوة الناعمة دون أن نطنطن..
والحديث أن تأثير مصر على العالم يطول، ولكن أذكر أنه كان هناك سبعة وثلاثين دولة أفريقية كانت تنظر وتنتظر ماذا سيفعل المندوب المصرى؟ إذا رفع يده أيده السبعة وثلاثين مندوبا، وهذا لم يكن إطلاقا جبرا ولكن لأن مصر كانت تستوعب هذه الدولة وتقف بجوارها وتدعمهم بكل ما يحتاجونه..
ذكرنى بهذا الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الذى التقيته في مكتبه، ودارت حوارات كثيرة حول القضايا الثقافية وغيرها، ليس هنا مجال للبوح بها، ولكن من خلال تاريخه وتجاربه الثرية التى لا يعرفها أحد عنه، ألتقط فقط ثلاثة مواقف لنتحدث عنها..
الأول عندما كان المستشار الثقافي لمصر في نيجيريا، اكتشف أن المترددين على المكتبة مائة وخمسون فردا في الشهر، وبفضل جهده وتغيير الفكر أصبح الرقم أربعة الاف وخمسمائة فرد شهريا وذلك من في الفترة 2007 إلى 2010..
المدهش أن الدكتور أشرف العزازي وجد مكتب إيديال وكراسى إيديال، كان يجلس عليهم الزعيم جمال عبد الناصر منذ 1962، وقد اقترح أحد الموظفين تغيير هذا المكتب الكهنة، فرفض الدكتور أشرف العزازي تماما، بل قال إن هذا المكتب يجب أن يتحول إلى متحف!
هذا هو الوعى والرؤية المتحضرة، من هذا المكتب ساهمت مصر عبدالناصر في تحرير نيجيريا، بل هناك قصيدة تحكى قصة تحرير نيجيريا اسمها "بيفايرا"، أتمنى أن يكون الاسم صحيحا، في هذه القصيدة تم تخليد اسم الزعيم جمال عبدالناصر..
الموقف الثانى عندما تولى المستشار الثقافي في موريتانيا، الذى جعل من المركز الثقافي هو بيت كل موريتاني، ومن هذا المركز خرج رؤساء دول ووزراء منذ أنشئ في عام 1964، وهذا المركز في شارع يحمل إسم الزعيم جمال عبدالناصر، ورفض الدكتور أشرف العزازي نقل المركز الثقافي المصرى إلى شارع مكان آخر، قائلا: كيف أترك شارعا باسم جمال عبدالناصر؟
الموقف الثالث عندما كان مستشارا ثقافيا في المملكة السعودية، فإنه كان يقيم عروضا مسرحية أبطالها أطفال مصريين يعيشون في المملكة، وقد شاهدت إحدى هذه الاحتفالات الرائعة، التى تعد أفضل الأدوات التى ترسخ وتنمى الإنتماء إلى مصر..
ثلاث مواقف رائعة، منها الذى كشف عن قوة الناعمة لمصر في أفريقيا، وأيضا الموقف الأخير في غاية الأهمية من أجل المستقبل، لأن ترك وإهمال المصريين المغتربين وخاصة الأطفال يهدد المستقبل، وسيخلق أجيالا مشوهة لا انتماء لها لتراب مصر.. شكرا للدكتور أشرف العزازي وإن شاء الله لنا عودة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
